الخميس، 22 أكتوبر 2009

نحو تحرير فلسطين ...إخراج اليهودية من دائرة الأديان جميعاً

محمد حيّان الأخرس

تحدثنا في الجزء الأول عن فلسطين الجرح السوري والعربي والمحمدي والمسيحي والعالمي .. وطرحنا في خطة التحرير إلغاء اليهودية من مناهج التعليم الديني في عالمنا العربي على الأقل، واعتبارها ثقافة تحض على العنصرية، وأن مراجعها عبارة عن وهم خليط بالأساطير المسروقة من ثقافة البلاد التي عاش اليهود في ظلها، دون أن يستطيعوا الاندماج فيها، بسبب هاجس العنصرية والغباء الاجتماعي المسيطر عليها، ابتداء من التاريخ التوراتي الخرافي, وانتهاء " بدولة " اليهود الوهمية، القائمة على قرار يهوه بحكم البشرية التي لا تملك أرواحاً، بل خلقت على شاكلة اليهود من أجل خدمتها.

واليوم نعود لنؤكد على بند الديانة اليهودية المزعومة وطريقة محاربتها فكرياً وعملياً، وذلك من خلال نقاط نعتقد نحن أنها قادرة على الوقوف في داخلنا و بإمكاننا أن نجعلها متجلية على أرض الواقع، طالما أننا ما نزال نؤمن بأن فلسطين هي جزء من بلاد الشام، وهي جزء من سوريا الطبيعية، وجزء من العالم العربي, والعالم الإسلامي " المحمدي والمسيحي" .

وهذا البند يعتمد في تنفيذه على سلطتين ما تزالان إلى الآن خارج إطار الحق والواجب، ألا وهما سلطة رجال الدين وسلطة الحاكم ..ويتجلى التنفيذ في التوجه الكامل من قبل تلك السلطتين نحو المجتمع الذي يعيشان في واقعه، والتأكيد على أن أي نص ديني يتحدث عن اليهود، سواء كان محمدياً أو مسيحياً ولا يخدم صراعنا مع اليهود، هو نص يخدم اليهود بشكل مباشر، ضمن تأويلاته وتفسيراته، وأقصد اليهود الموجودين كاحتلال على أرضنا فلسطين اليوم، لا اليهود الذين قد يكون لهم ديانة سماوية في يوم من الأيام عبر تاريخ منطقتنا الطويل. ويجب أن تركز المناهج الدراسية كاملة وعبر مراحلها الكاملةعلى هذا الأمر، وأن يعاد للقبلة الأولى وهجها الروحي والمادي خارج إطار التبعية الفكرية والاقتصادية، ومن بعض ما نقصده على سبيل المثال، أن يعود الحج المفروض على كل مسلم محمدي أو مسيحي إلى سابق عهده، وهو أن يأتي " بيت المقدس" كفرض أو كواجب ديني، وأن تعود لهذا البيت طبيعته الروحية والمادية " الوطنية " وأن يرفض أي حج إلى "السعودية" لا يٌتمّ هذا الطقس، وبالتالي سنرى أن تحرير فلسطين سيكون واجباً على كل مسلم، شأنه شأن كل صلاة مفروضة عليه.. و سيكون على حكام الكيانات السورية أن يضعوا ثقلهم كاملاً لخدمة هذا الفرض، وسيكون لزاما عليهم أن يعدوا ما استطاعوا من القوة ورباطة الجأش، وما استطاعوا من مفاهيم لإرجاع فلسطين إلى حضنها الطبيعي في الشام.. وحتى لو أن البعض من الحكام ورجال الدين خان هذا المفهوم، فيكفي أن نزرعه في دواخل أبناء أمتنا على أنه فرض واجب مقدس، وذلك لغايتين أساسيتين هما :

- كي لا ننسى أن فلسطين هي جزء من بلاد الشام وجزء من سوريا .

- كي نكوّن في الأجيال القادمة بذرة يقاومون من أجلها، أياَ كان نوعها، سواء كانت تتكئ على المفهوم الروحي أو القومي .

هذا وينطبق الأمر على أبناء أمتنا من " المسيحيين " أيضاً، وهم مكلفون بقدر أخوتهم من المحمدين تماماً. وأما عن التيارات الفكرية الأخرى في بلاد الشام و سوريا الطبيعية، فإن أية فكرة تخرج عن واقع استرجاع فلسطين كاملة، هي فكرة تدخل في إطار الخيانة القومية والإنسانية عامة ويجب المحاسبة عليها.

إن استرجاع فلسطين، كل فلسطين، ليس وهماً أو ضرباً من الخيال، وإن الحلول التي تطرح على الساحة العربية والفلسطينية، ما هي إلا أحد الأمرين، أولها اليأس المحمول على كف الظن والضحك على النفس، في أن اليهود سيرحبون بأي طرح قد يعيد ولو جزءاً بسيطاً من فلسطين للفلسطينيين، وثانيهما، الخيانة المحمولة على تهود الأفكار والمصالح، وهو ما يجري بمعظمه ضمن ما يسمى السلطة الفلسطينية.

إن إخراج اليهود من بوتقة الأديان السماوية، ومن بوتقة الأديان عامة، هو انتصار من نتائجه استرجاع فلسطين لأهلها، وهو عمل يكلف المال والسلاح والوقت الطويل، ولكنه الخطوة الأولى من خطة تحرير فلسطين، وهي خطة تدخل في كاملها ضمن الثقافة العقائدية، سواء كانت دينية أو قومية.. ولا يجب التخلي عنها كشرط لانتصارنا القادم، حتى لو اكتفينا فقط بتعليم أولادنا هذا الآن..

وللحديث صلة



(رابط الجزء الأول)

http://www.orook.com/modules/AMS/article.php?storyid=4100

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق