الخميس، 22 أكتوبر 2009

الوقحــون المتضامنون

إذا لم تستحيِ فاصنع ما شئت ..وقل ما شئت

عبدالله خليل شبيب

حينما يتحدث شخص إرهابي متطرف قاتل مثل [ النتن ياهو ] زاعما أن يهود لا يحفرون تحت الأقصى ! بينما يعرف كل العالم ويرى تلك الحفريات الهائلة التي تكاد تقوض أساسات كل شيء في محيط المسجد – حتى الشجر ! ..فماذا يسمى ذلك الإنكار إلا أنه وقاحة بالغة واستهتار بكل البشر وكل العقول ؟! فهو يكابر ..ويكذب بلا حياء تماما كمن ينكر طلوع الشمس في وسط النهار !

وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل !

ونفس الشخص - وبكل صلافة وانعدام إحساس – ينكر جرائم صهاينته بغزة ..ويرمي المعتدى عليهم بالإرهاب والعدوان ..- مع أن كل كيان دولته وسياساتها وتصرفاتها قائمة على الاغتصاب والعدوان والإرهاب والتزوير وضد كل ما هو إنساني !

.. فكيف يفسر – إنسانيا – تعدى مجرمين وافدين من الخارج على بلاد الآخرين وأراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم ..بل وعلى أرواحهم ووجودهم ؟!

وكيف يتحول المجرمون اللصوص إلى أصحاب حق فيما نهبوا واغتصبوا ..ويُدان ويعاقَب ويحاصَر بل ويحارب عالميا من أدعياء الحضارة والإنسانية المتضامنين مع اللصوص الداعمين لهم بكل قوة ووقاحة أيضا- نقول : كيف يُدان -صاحب الحق الذي يدافع عن أرضه ويطالب بحقه ؟!

..هكذا يقلب النتن وأمثاله الحقائق بكل وقاحة وصفاقة ..ويطلبون من العالم أن يستمر في مناصرة باطلهم وكذبهم المكشوف ووقاحتهم التي حشدوا أصحاب المطامع والمصالح والأهواء لتأييدها !

.. وهكذا برز – في القرن العشرين وما بعده ...-الزمن الذي يسمونه ( عصر التنوير والحضارة وحقوق الإنسان ..إلخ ) أكبر تضييع وسرقة لكل حقوق الإنسان التي يدعون أنهم عنها ينافحون ! وضع من أغرب الأوضاع في التاريخ ..- سرقة وطن كامل ..وتشريد أهله لحساب آخرين لاحق لهم إلا الأوهام والدعاوى الباطلة ..وقوة السلاح والتزوير ..- مدعمين بكل قوة ووقاحة –بالعالم الذي يدعي أنه متحضر ومناد بحقوق الإنسان ..إلخ ..فهل من تلك (الحقوق ) سلب أراضي الآخرين ..وتشتيتهم ..ثم إعمال القتل والتنكيل والإيذاء فيهم – حيثما حلوا-؟ فإذا طالبوا بحقهم أصبحوا إرهابيين معتدين يقاومهم العالم بأسره؟!

أليست هذه بعينها [وقاحة عالمية ] تزور الحقائق وتقلب الحق باطلا والباطل حقا ؟!

.. وعلى كل حال فإن الكذب والإصرار على الإجرام والدفاع عن وقائعه.. دليل انحطاط وانهيار .. فلا بد – أخيرا – أنه لا يصح إلا الصحيح .وأن دولة الباطل ساعة ..ولا بد أن تزول مهما طال الزمن .. فانهيار الكيان الصهيوني مسألة زمن حيث أنه بُني على الكذب والزور والأساطير والأباطيل ..( وكل ما بني على الباطل فهو باطل..

.. والأشد وقاحة وصلافة .. حينما [ يستخدم ] مثل ذلك العدو الوقح المبطل .. [ بعض الساقطين الفاسدين ] من جنس الشعب الذي يظلمه الصهاينة ويغتصبون حقوقه ويدعون أحقيتهم في وطنه ..ويقتلون أبناءه ويخربون دياره ويحتلون أرضه – مدعمين بباطل دولي حاقد مارق – وقح أيضا – ثم إذا بأؤلئك [ المستَخدَمين ] والذين يدعون النطق باسم الشعب المقهور المظلوم المعتدى عليه .. يقفون إلى جانب المعتدي _ المفترض أنه عدوهم لأنه عدو شعبهم – ويدافعون عنه- مضحين بسمعتهم وكرامتهم .. كما فعل محمود عباس في موضوع طلب تأجيل تقرير ( جلادستون ) ثم حاول ( ترقيع موقفه) وهيهات !

.. لقد توقع الكثيرون ..أن يتوارى عباس – بعد فضيحته -عن الأنظار – ولو إلى حين .. ولكنه سرعان ما برز أمام الكاميرات والفضائيات – وبكل وقاحة وصلافة وبدون أي إحساس أو أي شعور بالذنب – ليدافع عن [ مخازيه] ويهاجم – وهوالأعمى التائه في ظلمات التفريط والخيانة وعبادة الأعداء وما يرمون إليه من فتات الدولار والشياكل واليورو – يهاجم أهل الحق ممن يتمسكون بوطنهم وبسلاحهم وبدينهم .. ويرفضون التنازل للعدو عن أي شيء من ذلك !..ويسميهم الظلاميين و[ إمارة الظلام ] ! فيا عجبا : ( رمتني بدائها وانسلت ..) ..و( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ) .. وكذلك الأعمى يرى النور ظلاما والنهار ليلا !!

.. وصدق الإمام البوصيري في بردته :

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم ِ!

..أو: - كما قال أبوالطيب :

ومن يكُ ذا فمٍ مرٍ مريضٍ يجد مُرّاً به الماء الزلالا!!

.. ولذا فلا نستغرب – مامن البدهي أن يستغربه كل الخلق – أن تخرج أصوات نشاز من طواقم الشواذ [ دايتون - فياض – عباس ] تطالب بتحويل المجاهدين إلى المحكمة الجنائية الدولية !!

.. وهذا – لعمري – دَرَك الوقاحة والصلافة وتالعمالة بل والعهر.. بل دون ذلك بكثير !

.. ونوع آخر من الوقحين – وكلهم في اتجاه صهيوني قمعي تزويري واحد – هوالنظام المصري ..الذي يحتجز كثيرين ممن لا حق له في احتجازهم- حيث أنهم ليسوا من [ أنفار عزبة أو مقاطعة مبارك وحزبه الوثني تالتي يسمونها مصر ]! ..والأدهى أنهم يعذبونهم ..كما يعذبون كثيرا ممن أتعسه الحظ في الوقوع – ولو صدفة – بين أيدي أجهزتهم القمعية الحيوانية القذرة –التي قوامها من اللقطاء وأشباههم والمجرمين الذين تجردوا من كل شعور إنساني ..أو مخافة لله أو إيمان به .. فاحترفوا [ تعذيب الناس ] وتفننوا به .. وكثيرا ما يموت الضحايا تحت التعذيب – حتى في المراكز التي يسمونها أمنية ..قبل أن يرحلوا للزنازين وأقبية المخابرات المنتنة ..

ومن آخر ضحايا نظام القمع التعذيبي المصري المرحوم ( يوسف أبو زهري ) الذي لا يشك طفل ولا (زبال) في مصر وغيرها أنه مات تحت التعذيب – ونشرت صور واضحة تؤكد ذلك !

..ثم إذا [ بنظام الوقاحة والصفاقة المصري] يؤكد أنه مات ميتة طبيعية ..

فهل بعد هذا وقاحة أو صفاقة ؟!

ألا ترون أن [ الأطياف الثلاثة ] المتحدة في عداوة الحق والإسلام والأقصى وفلسطين وشعبها المظلوم.. كلهم من نفس [ الطينة ] وكأنهم درسوا على [ شيخ واحد = شيخ الوقاحة العالمية ] أمثال [ الغارب بوش ] ..وعصابته الذين يدعون أنهم يريدون تحضير أفغانستان والعراق وغيرهما وحمايتهما ..إلخ .. وها نحن نرى آثارهم الحضارية المخربة المدمرة في كل مكان حل [ نحسهم فيه ] فتركوه يبابا خرابا من كل وجه وناحية ..كالجراد أو التتار .. بل أضل ..وأشنع وأبشع !

.. وصدق الله " وإذا قيل لهم : لا تفسدوا في الأرض قالوا : إنما نحن مصلحون .. ألا إنهم هم المفسدون ..ولكن .. لا يشعرون "!

.. وكيف يشعر من فقد الإحساس والمشاعر ..والحياء ..واتخذ الوقاحة والصفاقة دينا وديدنا ؟!

.. والمشكلة ..أن هناك من يصر على العمى .. وبعض من سقط من عين الله وعيون الناس ..فضلعوا في الخيانة والعمالة وغاصوا فيها إلى الأذقان – شعروا أو لم يشعروا – ممن لا يزالون يزينون الباطل ويكابرون ويقلبون الحقائق ويفترون على الله وعلى الخلق ..ولا يشعرون بذرة خجل أو حياء .. ! فلربما فقدوا مشاعرهم أو إنسانيتهم نهائيا .. حتى تفوق عليهم كثير من الغرباء الذين وقفوا مع الحق ..وقالوا كلمة الحق ، ولم يرضوا بالتزوير والمكابرة في المحسوس ..والترويج للخيانة والجريمة جهارا نهارا .. – أيضا – بلا خجل ولا حياء !!!

.. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي .. فاصنع ماشئت!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق