الأحد، 21 فبراير 2010

فلسطينيتنا أقوي من مكائدهم


د.هاني العقاد
برغم الهجمة الشرسة التي تشنها إسرائيل وإعلامها العنصري المسموم وحرب التشكيك التي تطال ثوابتنا الوطنية وقضايانا العادلة ومسيرتنا الواثقة وبرغم تلاعب ساستها بالمسيرة السلمية وإجهاضا  وتعدد تهديداتها و ضغوطها ومكائدها , يبقي هذا الجسد قويا ,ويبقي العائق أمام  مشاريعهم الصهيونية التهويدية  , وتبقي المسيرة كما هي لم ينل من عنفوانها احد ولم يقف في طريقها أحد ولم ولن يثنيها أو يبعدها عن ما هي ماضية فيه من سبيل يقود إلى تحقيق الحلم الوطني ومواجهة  كل المؤامرات مدفوعة الأجر وغير مدفوعة الأجر وكشف الحقيقة وتعرية وجوه المتآمرين
 والفاسدين وأهدافهم المشبوهة , تبقي إسرائيل تتخبط في وحلها و حقدها ووساختها , فما جاءت هذه الهجمة بالأصل إلا لذات الهدف الأول و لتغطي إعلاميا وتسخن أجواء المواجهة بين الفلسطينيين وتشغلهم والرأي العام والإعلام عن تتبع جريمة اغتيال الشهيد محمود المبحوح . بعد ما حدث من تطاول وتعدي على كياننا الوطني واشتداد هجمة ليبرمان وايالون و نتياهو على هرمنا الوطني وقيادتنا الشرعية للنيل من عزيمة الإصرار والتحدي لسياسة إسرائيل الرامية للقضاء على كل هياكل الدولة الفلسطينية العتيدة والتشكيك فيها وقلب موازين الأمور ليحلو لهم تنفيذ مخطط دولتهم
 اليهودية و الاستمرار في دق أوتاد  استيطانهم في عمق أرضنا الفلسطينية ,وبالتزامن مع أعاصير التهويد العاتية  والإجهاز على القدس بما فيها أقصانا السليب  دون مقاومة شعبية أو غير شعبية أو فصائلية سلمية أو مسلحة , خابت أهدافهم لان فلسطينيتنا اقوي من مكائدهم  .
هتف الكثير والعديد من أصحاب الأقلام التي لا تعرف أين تنام أخر الليل والتي لا ستر لمؤخراتهم سوي الاحتلال ,ولا مداد في أقلامهم سوي السم , فبمجرد أن سمعوا خبرا  كان مصدره إسرائيل  ساروا وراءها و صدقوا أقوالها وامنوا بما يؤمن صغيرهم وكبيرهم دون تفكير ودون تحليل لان استشعارهم الوطني أصبح مسلوب الإرادة وتسيطر علية قوي الاحتلال بالهيمنة الفكرية والمال ,ولحق بهم الشامتون  وتعالت تبجحاتهم دون معرفة الحقيقة وكأنهم جيش يعمل بالريموت دون بوصلة تحدد توجههم الوطني ودون كلمة يمكن أن يدافعوا بها عن سمعة وطن وكرامه وطن,وكأن الهجمة غير موجهة إلى
 الوطن فلسطين  وكان  تلفيق الفضائح  تطال وطن أخر غير وطن الفلسطينيين  و كان من اغتيل و سيغتال ليس فلسطينيا ,وهم منه براء ,  لا بل وحدوا سهامهم مع سهام بني صهيون و حكامه المتطرفون , لا أعرف إن كان جهلا..!! , أو علما...!! , أو نوع من الخيانة فعلوا هذا..؟؟, . وفي النهاية تبقي فلسطينيتنا اقوي أقلامهم السامة.
 بالأمس أعلن الضابط الفلسطيني تراجعه عن الاستمرار في التعاون مع إعلام العدو و قام بوضع كافة ما يملك تحت تصرف القيادة الفلسطينية  و لهذا مدلول واحد في نظري أن فلسطينيتنا اقوي من مكائدهم  ,مع العلم أن مصادر إسرائيلية أكدت قبل ذلك  أن السلطة الفلسطينية ستواجه المزيد من الهجوم و المزيد من الاتهام بالفساد والمزيد من أشرطة الجنس والمزيد من السرقات المالية و الاختلاسات , و قد يكون المزيد من الاغتيالات أيضا..!!, والسؤال  يبقي ...لماذا ؟؟؟.   نعم نتوقع ذلك لان هناك تهديد علني من قادة إسرائيل  لابو مازن إن لم يقبل بالتفاوض علنا و بالشروط التي
 تريدها حكومة التطرف اليهودي, وإن لم يتناسى وقف الاستيطان والدولة كاملة السيادة ,وإلا فان أبو مازن وسلطته سيذهبوا إلى البحر و لن يعودوا مرة أخري ,لأنهم سيأتوا بقائد جديد وسلطة حسب المواصفات الإسرائيلية  .
فلسطينيتنا اليوم أصبحت تحدي للمحتل الغاشم ومكائده , وفلسطينيتنا أصبحت السيف الذي نحارب به على كل الجبهات لنحقق ما يبتغيه كل الشرفاء والوطنين والثوار والمجاهدين , فلسطينيتنا هي الدرس الذي حفظناه أبا عن جد, و ورثه القائد عن العمار ولم ينسي منه حرفا واحدا وسار على دربه دون اكتراث أو خوف أو وجل لما سيواجه من المحتل , فلسطينيتنا هي سلطتنا الوطنية ودولتنا القادمة وقدسنا العاصمة وعودتنا الباسلة و شهادتنا المقدرة وثورتنا المستمرة ,إلى أن نحقق قرار الشعب وحلم القائد  .
 لقد باتت هذه الدولة المارقة والمعادية للإنسانية تتعامل بسياسة  المكائد والابتزاز وحسب اعتقاد قادتها أن بإمكانهم ابتزاز فلسطينيتنا والنيل من  ثوابتنا ,بالتهديد مره وبالدهاء تارة أخري , لكنهم لا يعرفوا أن فلسطينيتنا اقوي من مكرهم وخططهم و وحدة كلمتنا و صفنا هي السيف القاطع لكل حبائل مؤامراتهم  ,وفلسطينيتنا هي التي ستوقع كيدهم في نحورهم  وتلقنهم الدرس الطويل بأن لا تنازل ولا تفريط ,لا بقدس ولا بحدود ولا بعودة لاجئين ولا بحرية اسري ولا بالسكوت على الاستيطان ودماء الشهداء و لا بالتخلي عن دولة  كل الفلسطينيين ولا بالتخلي عن نبتة
 حنون تزين جبال الخليل ولا نبتة برية نبتت على سفوح وادي غزة القديم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق