الأحد، 21 فبراير 2010

أحمدي نجاد بين الهلوسة و التهريج السياسي


بقلم: حسن راضي
يصاب الإنسان بامراض نفسية و عقلية و جسدية عندما يتعرض الى حدث غير طبيعي أو يسير بشكل غير متوازن مع  الظروف المحيطة به, فيتعرض إلى خلل يميزه عن نظراءه بالحركة أو بالعمل أو بالحديث الغير الطبيعي, و يظل  يغرد خارج السرب.
و غالبا ما يصاب الإنسان بالخرف عندما يتجاوز عمره الطبيعي حيث تموت كثير من الخلايا في الجسم و منها المسئولة عن الذاكرة و التركيز, فتخرج من هذا الإنسان حركات و أقوال غير متزنة  فلا يختلف هذا الإنسان إن كان في موقع مسئول رفيع المستوى أو مواطن عادي. لكن الإختلاف في مكانة هذا الإنسان الإجتماعية و السياسية  حيث الإنسان العادي يمثل نفسه فقط و لن يكون محط أنظار العالم كما هو حال المسئول.
التضخيم المعقول في عالم الإعلام شيئ طبيعي و أحيانا مطلوبا و ضروريا لتحقيق أهداف معينة أو لتسليط الضوء على موضوع أو حدث معين. و الخطابات الحماسية يمكن تفهمها في عالم السياسية لتجيش المشاعر و الأحاسيس  و حشد الجماهير و التأثير على الأطراف المختلفة و رفع معنويات مجموعات معينة و النيل من أطراف أخرى. إذا التضخيم و الحماسية مطلوبتان في عالم الإعلام و السياسة, لكن الكذب و الضحك على الذقون و الدجل على الشعوب, فهذا أمر مرفوض في كل الميادين و لا يمكن تبريره خاصة إذا صدر من مسئول رفيع المستوى كرئيس جمهورية!.
من يتابع تصريحات و خطابات أحمدي نجاد المتعلقة بالشأن الداخلي الإيراني أو تلك المتعلقة بالشأن الخارجي, خاصة الملف النووي و التسلح الإيراني, لا يرى قطرة  من الصدق و المصداقية و لا شمة من الواقعية و الحقيقة. على سبيل المثال قال احمدي نجاد في زيارته الاخيرة في بداية عام 2010 الى الأحواز, لدي خطة إقتصادية متكاملة لفترة ثلاث سنوات و في نهاية تلك الفترة لا يبقى عاطلا عن العمل واحدا في الأحواز! و هو يعرف بشكل جيد بإن دولته تنفذ منذ عقود خطط  مبرمجة  لتفقير هذا الشعب من خلال نهب ثرواته و مصادرة كل حقوقه ألإنسانية حيث يعيش و نتيجة لتلك الخطط  اكثر من نصف المجتمع الأحوازي تحت خط الفقر رغم إنهم يعيشون فوق أغنى ارض في العالم. و في خطابته في الأمم المتحدة قبل ثلاثة أعوام  ادعى احمدي نجاد بان هناك هالة من النور كانت  فوق رأسه. و  بعد رجوعه من زيارته الى بغداد و الى المنطقة الخضراء بالتحديد التي هي محروسة و محصنة من قبل القوات المارينز الامريكية, قال الامريكان فشلوا في عدة محاولات لاختطافي في بغداد!. و في ذكرى الحادية و الثلاثين لانتصار الثورة في ايران  ادعى احمدي نجاد في خطابته بهذه المناسبة, بان إيران استطاعت ان تصنع طائرة لا يكشفها الرادار, و صورايخ باليستية متطورة جدا و تفوق الصورايخ الروسية 300   Sالتي امتنعت روسية عن تسليمها لايران رغم توقيع الصفقة بين البلدين. كما صرح, إن  إيران تمكنت من تخصيب اليوروانيوم الى 20% و من ثم الى 80%. هذه نماذج قليلة من التصريحات الكثيرة لاحمدي نجاد التي بعيدة عن الحقائق و الموضوعية.
اذا كان محمد خاتمي قد عرف من قبل الشعوب الغير فارسية في إيران بكثرة مواعيده و خلفها و لم يحقق اي وعد قطعه على نفسه امام الملايين و هو حكم إيران لفترة ثمانية أعوام و قد عرف ايضا "بعرقوب زمانه", فان أحمدي نجاد يريد أن يصدقه الناس لكثرة كذبه و إدعاءته, تطبيقا لنظرية:" إكذب ..ثم إكذب حتى تصدقك الناس." و لا يدري أحمدي نجاد إن هذه النظرية  قد أصبحت قديمة حيث اليوم مهما يكذب لا يصدقه حتى المجانيين لإننا نعيش في عصر الانترنيت و المعلومات و سرعة إنتقالها  و الفضاء المفتوح.
يعرف احمدي نجاد بإن تصريحاته تلك أكاذيب محض, لكن يحاول أن يرفع من معنويات أنصاره المحبطة نتيجة للاضطرابات و الإحتجاجات المستمرة و المتصاعدة منذ تنصيبه على الحكم من قبل الولي الفقيه, برشوة مقدارها عشرة مليارات دولار من أجل ان يبقيه لفترة رئاسية ثانية.( هذا ما كشف عنه المقربين من خامنيئ الذين هربوا مؤخرا من مكتبه "بيت رهبري").
إذا كانوا أسلاف احمدي نجاد مصابون بالتهريج السياسي, فانه بالتأكيد سيدخل غينس للارقام القياسية من أوسع أبوابه بسبب كثرة تصريحاته التهريجية و هلوسته السياسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق