السبت، 24 أكتوبر 2009

حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» قيادة الإنقاذ الموحدة

المكتب الصحفي

التاريخ: 24/10/2009

الرقم: 45/ 24/10 /09/م

من جديد يتم تعريض الساحة الوطنية الفلسطينية، لعوامل التشظية والتمزيق والتقطيع، ويتم وضع القضية الوطنية الفلسطينية بكاملها، رهناً لتجاذبات بعيدة كل البعد عن جوهر المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، في باب المراهنات السياسية الخائبة، ويأخذ الصراع شكله اللامعقول وغير المنطقي، على فتات السلطة ومكوناتها وهياكلها، ويدفع شعبنا ثمن ذلك كله، وهي السلطة التي كان يفترض بها أن تكون تجربة على طريق تحقيق الدولة الوطنية السيدة كما نظّر لذلك أصحاب وبطاركة «أوسلو» الملعونة، وعلى أساسها انتزعوا تفويضاً غير مطلق بالفرصة لها، لتتحول بدلاً من ذلك وفق معطيات التجربة ونتائجها على الأرض اليوم، إلى حصان طروادة داخل القلعة الوطنية الفلسطينية، ولتصبح أداة الحصار الأولى سياسياً واقتصادياً وأمنياً، ووسيلة الابتزاز المفضلة، ولتصبح في حد ذاتها هدفاً، بعيداً عن الغرض الذي يفترض أنها أقيمت من أجله ولمرحلته، ولتغدو بعد ذلك كلّه عند التطبيق على الأرض بحصادها، الوسيلة الأمثل التي لم يكن العدو ليتخيّل أو يحلم يوماً بوسيلة ما يستخدمها على هذا النحو من تحقيق أغراضه الاستراتيجية، وليفرض وقائع استبدال الرئيسي بالثانوي، والجوهري بالفرعي، مطيحاً بكل ما كان يمكن أن يسمى ثماراً ذات شأن لهذه التجربة، وتصبح الساحة الفلسطينية عرضة للهزات العنيفة، والزلازل القاتلة، والفرقة الماثلة، التي بدأت تأخذ طريقها للترسيخ اليوم عبر قرارات فاقدة للإرادة الوطنية، وتقيمات المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

وإننا اليوم، وإذ يصدر محمود عباس، مرسومه «السلطوي» فاقد الشرعية والمصداقية الوطنية، بملهاة الانتخابات تحت الاحتلال من جديد، وإذ تأخذ «حماس» و«الجهاد» وبقية الفصائل مواقف الاشتراك في هذه المصيدة المتجددة «للسلطة»، ويتعرض الوطن من جديد لشبح الحرب الأهلية بمقدماتها الواضحة للعيان، فإننا ندين مرسوم عباس فاقد الشرعية على كل المستويات، كما وندين الانتخابات تحت الاحتلال لأي شكل من أشكال السلطة السياسية، سواء دعا إليها عباس أو دعا إليها طرف آخر، ونتمسك بموقف الشهيد ياسر عرفات، والذي رفض فيه إجراء الانتخابات التشريعية الثانية، حتى قيام الدولة الفلسطينية السيدة وليس قبل ذلك، كمؤشر على خطورة الإمعان في الخطأ وصواب موقف المراجعة الذي اتخذه قبل اغتياله، على طريق تصحيح وتدارك المرحلة التي لم يمهله العدو ولا أدواته لترسيخ خطوط الرجعة فيها، ونهيب بفصائل المقاومة، أن تنأى بنفسها عن المشاركة في هذه المهزلة التاريخية، وأن لا يكون مبلغ همّها منافسة حكومة«فيشي» فلسطينية، بنموذج آخر مقابل لها في موقع آخر، أو جزء آخر من الوطن الفلسطيني، حتى لو تم تقديم مبرراتها على أسس مواجهة خطوة سلطة «دايتون»، وحتى وإن تم وصفها بأي من التوصيفات الوطنية أو المقاومة، لأن حكومة المقاومة هي حكومة الشعب على الأرض المحررة في معركة التحرير، وليس حكومة تقام تحت سقف أوسلو، إن مجاراة عباس في خطأ قد تقدم عليه فصائل المقاومة في موضع آخر من الوطن، بإعلان انتخابات موازية في هذا الجزء، هو مشاركة في هذه المصيدة، وهو مساهمة في إعطائها رخصة للوجود السياسي، يتحمل مسؤوليته من يشترك فيه، وإن البديل الوطني الحقيقي الذي ندعو إليه الجميع، هو تصعيد المقاومة والذهاب فوراً إلى الخيار الذي لا شبهة عليه من أي نوع، عبر الشروع بانعقاد مجلس ومؤتمر وطني شامل، يشكل كابحاً مطلوباً في هذا الوقت لهذا الجنون والعبث، ويعيد صياغة الجملة السياسية الفلسطينية، على أسس صحيحة مقاومة، ويقطع الطريق على المؤامرات المختلفة وتجارها وسماسرتها.

حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»

قيادة الإنقاذ الموحدة

المكتب الصحفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق