السبت، 24 أكتوبر 2009

تفاهمات اسرائيلية امريكية او لا تفاهمات


المحامي / لؤي زهيرالمدهون

عضو اللجنة الوطنية – حزب فدا

24/10/2009م

لماذا تربط إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما إستئناف العملية التفاوضية بتنازلات فلسطيينية وعربية لصالح دولة الاحتلال ، وما علاقة الدول العربية بإستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بعدما استقل الوفد الفلسطيني المفاوض عن الوفد الاردني واعترفت اسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وشريك لعملية التفاوض من اجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وفقا لقرارات الشرعية الدولية ، لذا فإن المطلب الامريكي ما هو إلا تواطؤ مع حكومة الاحتلال لانهاء كافة أوراق الضغط عليها من قبل منظمة التحرير وجامعة الدول العربية ووأد لمبادرة السلام العربية المعنية بإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي الذي دام لعقود طويلة وسيستمر لعقود اطول ما لم تنفذ اسرائيل التزامتها الدولية اتجاه منظمة التحرير وما لم تكن الادارة الامريكية اكثر نزاهة وحيادية في تعاطيها مع مرجعيات العملية التفاوضية حيث ان التعاطي مع مرجعيات العملية التفاوضية هو الخيار الانجع لبدأ العملية التفاوضية ونجاحها .

وهذا لن يكون بحديث الادارة الامريكية وعلى راسها الرئيس براك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن وجود العديد من العقبات ولكن يجب عليهم الاعلان عن من يعرقل المفاوضات واقرارهم بأن إسرائيل وليس السلطة الفلسطينية من يقف وراء عرقلة العملية التفاوضية ومن يقف حائلا في وجه التوصل إلى افاق سلام شامل في منطقة الشرق الاوسط .

أن الادارة الامريكية عقدت العديد من اللقاءات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي من اجل استئناف العملية التفاوضية بين الجانبيين إلا انها فشلت نتيجة التنعت الاسرائيلي ومن ثم اخذت تتكلم عن خطة امريكية لاقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين وما زالت النقاشات مستمرة على صعيد اللقاءات الثنائية الامريكية الاسرائيلية من جهة والامريكية الفلسطينية من جهة اخرى إلا أن البوادر تبشر بفشل هذه اللقاءات لعدم تجاوب الوفد الاسرائيلي والحكومة الاسرائيلية لرؤية الادارة الامركية في وضع خطتها حيث اعربت الحكومة الاسرائيلية رفضها للخطة او المبادرة الامريكية المطروحة للنقاش الثنائي الداعية إلى انهاء مفاوضات الحل النهائي خلال عامين من خلال مؤتمر قمة يعقد خلال شهر يقوم على اساس التزام اسرائيلي بتحقيق اتفاق واقامة دولة فلسطينية في غضون عامين ، وكذلك استعداد اسرائيلي لانسحاب واسع من الضفة الغربية على ان تبدأ محادثات مكثفة بين اسرائيل ومنظمة التحرير على التسوية الدائمة . وهذا ما رفض من قبل الحكومة الاسرائيلة التي بقيت مصرة على موقفها بعدم ايقاف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس وتمسكها بموقفها بتجميد مؤقت للاستيطان لفترة زمنية تتراوح بين ستة اشهر وسنة .

بإعتقادي ان الادارة الامريكية هي من يتحمل فشل مساعيها في استئناف المفاوضات بين الحكومة الاسرائيلية ومنظمة التحرير نتيجة المرونة التي تتعامل بها مع الحكومة الاسرائيلية وتماشيها معها في طروحاتها وعدم الزامها بتنفيذ الالتزامات المطلوبة منها ، ونتيجة للتفاهمات الامريكية الاسرائيلية حول قضية اعمال البناء في المستوطنات والتي اشار بها وزير الشئون الاستخبارية الاسرائيلي دان مريدور في تصريح نشرته الاذاعة الاسرائيلية بقوله ان اسرائيل توصلت الى تفاهمات مع واشنطن حول قضية اعمال البناء في المستوطنات وان هذا الموضوع لم يعد مدار خلاف بين البلدين وهذا ما اكده رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال لقائه مع الرئيس الاسباني وفقا لجريدة هأرتس الاسرائيلية حيث قال مخاطبا الرئيس الاسباني خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو "اننا انهينا مسألة المستوطنات مع الاميركيين ولا أستطيع أن أقول أكثر من ذلك، إذا كنت ترغب في الاستماع إلى مزيد من التفاصيل اسأل في واشنطن".

برأي هذا التصريح من اخطر التصاريح التي صرح بها نتنياهو خلال تولي الرئيس باراك اوباما الحكم وخاصة بحضور الرئيس الاسباني الذي ستتولى دولته رئاسة الاتحاد الاوروبي في دورته الجديدة ويثبت التواطؤ الامريكي الاسرائيلي ودحر لكل النوايا الحسنة التي ابداها الرئيس اوباما في خطاباته وخاصة وان موضوع الاستيطان هو العقبة في استئناف المفاوضات وبعدم نفي الادارة الامريكية تصريحات كلا من نتنياهو ووزير استخباراته لهو دليل صريح على هذه التفاهمات الغامضة و تأكيدا على صحتها .

أن انجاح خارطة الطريق بإجبار الحكومة الاسرائيلية بتنفيذ التزاماتها هو عودة الخارطة إلى اللجنة الرباعية وعدم تركها للادارة الامريكية لتعبث بها وفقا للرؤية الاسرائيلية وخاصة وان الموقف الاوروبي اكثر وضوحا من الموقف الامريكي وذلك من خلال تصريحات كبار مسئولي الاتحاد الاوروبي وكان اخرها خفير سولانا منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خلال زيارته الاخيرة بإعلان تأييده «قيام دولة فلسطينية على حدود 1967. وبقدر ما يحدث ذلك اليوم قبل الغد فإنه يكون أفضل». مع توضيح رؤيته لتبادل الاراضي وهي التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية ، كما ان موقف السيد روبرت سير مبعوث الامم المتحدة إلى الشرق الاوسط لم يكن اقل اهمية ووضوح من موقف خفير سولانا حيث رأي الرؤية الفلسطينية بعدم جدية المحادثات من أجل المحادثات فالمحادثات يجب أن يكون لها افق سياسي له مصداقية .. في نهايته حل اقامة الدولتين مؤكدا على ضرورة استئناف المفاوضات من حيث توقفت مع حكومة ألمرت عام 2008 لا أن تبدأ من نقطة الصفر بينما تواصل الحكومة الاسرائيلية الحالية السماح ببناء المستوطنات على اراضي الضفة الغربية المحتلة .

وفي الختام أؤكد على ضرورة حيادية الادارة الامريكية في التعاطي مع حل الصراع في منطقة الشرق الاوسط وفقا لقرارات الشرعية الدولية وللاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الرامية إلى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 والتي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والاغوار ونهر الاردن والمنطقة المحرمة ، وعلى ضرورة توضيح موقف الادارة الامريكية من تصريحات نتنياهو ووزير استخباراته حول التفاهمات الاسرائيلية الامريكية المتعلقة بالاستيطان ، وعلى اللجنة الرباعية ان تأخذها دورها في مراقبة وقف الاستيطان وفقا لمهمتها المكلفة بها في مؤتمر انا بوليس .وخاصة وانه لا معنى للمحادثات والمفاوضات بوجود الاستيطان وتغيير الواقع على الارض لان ذلك سؤدي في النهاية إلى افشال كل المساعي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق