السبت، 24 أكتوبر 2009

حرب الأشباح - الحرب السرية

مركز الأمة للدراسات والتطوير- قسم الدراسات:

الدراسات الاستراتيجية والعسكرية

حرب الأشباح -War Ghost

أغراض حرب الأشباح -War Ghost

عناصر حرب الأشباح -War Ghost

أساليب حرب الأشباح -War Ghost

يخضع العالم لمفاهيم الحروب المعاصرة وفق معايير "إستراتيجية البركان- Volcano Strategy - الحرب القذرة Dirty War" وذلك باستخدام عناصرها المركبة الأكثر دموية حرب الأشباح -War Ghost(الحرب السرية (SECRECY-WAR, وما تتسق به من مفاهيم مركبة وأساليب مشتركة وفق قيم "الحرب الديموغرافية Demographic War" والتسهيلات المعلوماتية التي تقدمها حرب المعلومات Information War وجميع تلك العناصر تستهدف البنى التحتية الاجتماعية والسياسية للهدف المراد إخضاعه أو تدميره أو الهيمنة الشاملة عليه , ويتم ذلك عبر إثارة الفتن وإذكاء الاحتراب العرقي والطائفي باستخدام عمليات الاغتيال والتفجير من بعد الكتروني عبر وسائل مختلفة منها صاروخية وطائرات من غير طيار إضافة الى استخدام ورش ومنظومات مصنعة في أروقة المخابرات توشح بغطاء عرقي وطائفي حاد لتشكل أدوات صراع وأقطاب الاحتراب الأهلي المهيأة لهذا الغرض, وباستخدام حرب إعلامية ونفسية متسقة تماما مع الأحداث الشبحية المفتعلة عبر مصطلحات ومفردات خطاب منحوتة بدقة وعناية في دهاليز المؤسسات المخابراتية والإعلامية منها ومكاتب العلاقات العامة لهيكلة العقول وإثارة نزعة الاحتراب المسلح لتمزيق النسيج الاجتماعي وتفتيته , وإلغاء منظومة القيم الوطنية والقومية والدينية والأخلاقية, ويجري ذلك قبل وأثناء الحرب وأثناء صفحات الصراع وتنشط بشكل واسع بعد أن تضع الحرب أوزارها, وتدخل ضمن فلسفة إستراتيجية "الاقتراب غير المباشر"وتستخدم كذلك حرب الأشباح -War Ghost بشكل سري ومبعثر بعد الحرب وفي الغالب تستهدف الجهد المدني لإحداث التأثير وتوظيف رد الفعل واستثماره بما يتواءم مع عناصر الحرب الأخرى , أو باستخدام إستراتيجية المستعمر القديمة الجديدة "فرق تسد" بمنحى ديني أو طائفي أو عرقي لتفتيت البنى التحتية في المجتمع وباستخدام مفاهيم "الحرب الديموغرافية Demographic War" بأبعادها العرقية والطائفية وإذكاء النزاعات المختلفة عبر القدرة المكتسبة والطابور الخامس وأفواج العمليات الخاصة الشبحية(العمليات الخاصة Operations Especial) ويطلق عليها "فرق الموت" وكذلك باستخدام ألوية العمليات النفسية لتحقيق ما يطلق عليه التقطيع الناعم العمودي والأفقي والتقطيع القاسي باستخدام العزل الديموغرافي بالقوة.

حرب الأشباح -War Ghost

أطلقت عليها تسمية حرب الأشباح -War Ghost(الحرب السرية SECRECY-WAR) وفق مفهوم الحرب السرية الشبحية التي في الغالب المنفذ مجهول وأقطاب الاتهام متعددة لإغراض متنوعة منها سياسية ومنها التصفية الجسدية وأخرى رسائل متبادلة, وهي حرب من نوع أخر تختلف قليلا عن حرب المدافع ولا تقل ضراوة, تسندها الحرب الإعلامية والنفسية ورديف لحرب المدافع , وتخضع لمفاهيم الحروب المعاصرة وفق قيم ومعايير "إستراتيجية البركان- Volcano Strategy - الحرب القذرة Dirty War", وتستخدم فيها منظومات وبرامج مخابراتية تجسسية وتقنية متطورة , وفرق خاصة وخلايا عاملة ونائمة حسب مقتضيات غاية الحرب وتسخر لها منظومات متكاملة وشبكات عنكبوتيه للإسناد (معلومات حديثة- قدمات لوجستية- وسائل الاتصال الخيطي- موارد مادية هائلة- أجهزة ومعدات وتقنيات متطورة) لغرض تحقيق أهداف سياسية وعسكرية واقتصادية في بقعة ما من ارض الصراع أو الهدف المنتخب- ارض أو دولة محتملة كمسرح عمليات لصراع مقبل - دوله محتلة(مستعمرة) – أهداف إستراتيجية منتخبة بعناية ذات أبعاد سياسية وعسكرية وفي الغالب اقتصادية أو دولة من دول التقاطع الاستراتيجي التي تخضع لقيم الحرب الكونية.

يخطط عادة للعمليات الشبحية السرية بعناية ودقة فائقة ويشترك فيها خبراء متخصصون في هذا المجال, ويسعون لتأمين البيئة والمناخ المناسبين كي تبدو تلك العمليات للرأي العام على أنها عمليات نمطية ذات طابع جنائي أو فوضوي أو عمليات ثأر وما شابه ذلك, لغرض صرف الأنظار عن هوية المنفذ وخلفية ارتباطه الخيطي والدوافع السياسية والعسكرية الخفية , ويراد من تلك العمليات إحداث التأثير الإستراتيجي بالتناسب مع نوع الحدث المطلوب توظيفه سياسيا وإعلاميا وكسب نقطة تفوق على إرادة الخصم أو نخر منظومته الأمنية أو اختراق مقصود بلغة الإشارة(رسائل محاكاة) لبيان المعرفة الدقيقة بنوايا الخصم وإبعاد تخطيطه, وتنفذ تلك العمليات وحدات خاصة وعملاء مخصصين لهذا الغرض ويتصفون بالأداء النوعي والحرفية العالية التي لا تقبل الخطأ وكذلك لا تترك أثار تدل على منفذيها أو هوية الفاعل, وفي الغالب يتم التكهن بالمنفذ من خلال طبيعة الصراع ونمطية أساليب الخصم, ويستدل على المستفيد من الدافع والغاية السياسية والعسكرية والأمنية من الحدث وفي الغالب تكون على الشكل التالي:-

· عمليات الخطف تنفذها قوى رسمية وأخرى شبحيه وفي الغالب عصابات ومليشيات.

· الاغتيالات السياسية المختلفة للشخصيات السياسية والعسكرية.

· التفجيرات الدموية العنيفة المختلفة ذات النمطية الشائعة.

· عمليات التمويه والتضليل السياسي والإعلامي وصرف الأنظار عن أحداث سياسية واقتصادية اكبر تأثيرا على مستوى الرأي العام العالمي.

· المهام الخاصة لشبكات التجسس والمرتزقة.

· جرائم جنائية بدوافع سياسية ومخابراتية( عصابات الجريمة المنظمة مقابل ثمن).

· عمليات الإنزال المحدودة لمهام خاصة وغيرها من العمليات الخاصة اللانمطية.

· الحرائق والأزمات المفتعلة فيما يخص جهد الدولة والمجتمع.

· الأوبئة والأمراض ( الحرب الجرثومية).

· الاستيلاء على المستندات والوثائق ذات الأهمية.

· السرقات الكبرى للبنوك والمؤسسات المالية.

· العمليات التخريبية ذات الطابع الاقتصادي.

· عمليات التطهير الطائفي والعرقي المنظمة لإغراض وأجندات سياسية.

· عمليات التخريب التي تنفذها المنظمات الخارجة عن القانون .

تنفذ تلك العمليات عبر أدوات رسمية قوات عسكرية أحيانا وفي الغالب تنفذها أدوات مخابراتية شبحيه دوائر استخباراتية ومخابراتية وتساندها منظومات معلوماتية دقيقة رسمية وجهد مدني عميل(القدرة المكتسبة) وهذا الجهد يؤمن للفرق الشبحية أو المليشيات تنفيذ مهامها الخاصة باستخدام عمليات أو حملات خاصة ذات أهداف محدودة.

أغراض حرب الأشباح -War Ghost

لم تعد ساحة الصراع السياسي والعسكري تخضع للسياقات والنظريات الأساسية السابقة بالرغم من كونها تسلك محاور تقليدية أحيانا وتبوب أبجديات الصراع وفقا للأولويات النظرية, وطالما الشركات القابضة العملاقة المتعددة الجنسيات أصبح لها ساستها وحكوماتها وجيوشها وتفرض أرادتها على دول العالم , لذا فهي التي ترسم خارطة الصراع والحروب وباتت تعسكر العالم والتطور العلمي التقني, وأصبح المردود الربحي القاسم المشترك في كافة الميادين وأبرزها الميدان العسكري والمخابراتي (الحروب الاقتصادية) والتي تجعل من يمتلك القوة والتطور يفرض قواعد اللعبة وأبعاد ساحة الصراع وينتخب مسرح العمليات كما يشاء وكذلك يحدد أساليب الصراع, مع احتفاظه بعدد من الوسائل والأساليب الساندة التي يستخدمها عند الضرورة خصوصا عند الفشل السياسي والعسكري, وعلى سبيل المثال تبدو الولايات المتحدة الأمريكية وبقية أقطاب الصراع قد غادروا القيم والمعايير والنظريات السياسية والعسكرية وكذلك الأخلاقية والإنسانية وتذهب إلى عسكرة العالم عبر الحرب المفتوحة غير المقيدة وتجعل كل شيء مباحًا وأبرزها قسوة استخدم البشر وسيلة ضغط وحطب لنار الحرب والصراع وفق مفاهيم الحروب المعاصرة باستخدام معايير "إستراتيجية البركان- Volcano Strategy - الحرب القذرة Dirty War" بعناصرها المركبة الأكثر دموية حرب الأشباح -War Ghost (الحرب السرية SECRECY-WAR) وما تتسق به من مفاهيم مركبة وأساليب مشتركة وفق قيم "الحرب الديموغرافية Demographic War" وعسكرة ثورة المعلومات (حرب المعلومات Information War ), وتحدث بذلك انقلابا على الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والقيم الأخلاقية والإنسانية عبر استخدام جميع المحظورات العسكرية والمخابراتية والنفسية والإعلامية لفرض أرادتها على العالم قسرا, وتستخدم حرب الأشباح -War Ghost(الحرب السرية SECRECY-WAR) كوسيلة أساسية وأحيانا بديلة ( خطة تمويه وصرف أنظار) لترميم الفشل السياسي والعسكري وفي الغالب لتعزيز الضغط السياسي وثني الإرادات وفي الغالب تنفذ عملياتها للإغراض التالية :-

1. معالجة الانهيار العسكرية وفشل المخططات الاستراتيجية الأصلية أو البديلة وبذلك يجري التحول إلى نمط أخر من الحرب- وهو حرب الأشباح لنشر الفوضى وحرب الاستنزاف والتفتيت, وفي الغالب تستخدم لإيقاف الانهيار والفشل السياسي العسكري .

2. خلط الأوراق السياسية والعسكرية والأمنية وإرباك مسرح الصراع.

3. صرف أنظار الرأي العام المحلي أو الخارجي وتأمين مادة إعلامية تحتوي على السبق والإثارة والتغطية لهيكلة لعقول باتجاه آخر, وتعزز بذلك محاور الحرب الإعلامية على الصعيد الدولي أو الإقليمي وشد الأنظار إلى مفصل أخر من الصراع والتمويه عن الصراع السياسي والعسكري الذي يسوده الفشل لوقت محدود.

4. أختزال وتداخل مراحل حربية أمنية معينة من خلال عمليات خاصة في غاية الدقة مشوهة الملامح تقوم بها فرق عمليات خاصة مرتبطة بدوائر المخابرات والتي تقود شبكات تجسس مختلفة وخلايا نائمة ضمن خارطة انتشار الأهداف والخلايا.

5. حشد واستثمار القدرة المكتسبة من المليشيات والمرتزقة وعصابات الجريمة المنظمة والعملاء لتنفيذ تلك العمليات ذات الطابع العنيف لتستهدف محاور وأقطاب الصراع, وبذلك تخلق فوضى مبررة لإغراض سياسية وعسكرية, وبذلك تخلط الأوراق.

6. الإيعاز بتنفيذ تلك العمليات إلى القدرة المكتسبة بعد تعذر وصول دوائر المخابرات إلى أقطاب الصراع أو لغرض الابتعاد أو التنويه والإشارة إلى أن مصدر الفعل جهة معينة يراد بها استهدافا سياسيا(الاغتيال السياسي) وقانونيا (الملفات القانونية الملفقة ).

7. حساسية الموقف السياسي أو العسكري وفقدان ملامح التقدم ولغرض التغيير تنفذ تلك العمليات الشبحية (الحركة) لفرض التغيير وتعديل قواعد اللعبة السياسية والتي تلقي بظلالها على المشهد العسكري والأمني, وتبرر أي فعل قادم.

تستخدم العمليات الخاصة الشبحية ضمن فلسفة حرب الأشباح -War Ghost(حرب السرية) بشكل واسع وشائع قبل وأثناء الصراع وغالبا بعد الحروب والغزوات الكولينالية, وكذلك عند الغزو والاحتلال والاستعمار, و استخدمت تسمية حرب الأشباح -War Ghost(الحرب السرية SECRECY-WAR) لأنها تدل على شبحيه الفعل واختفاء ملامح المنفذ وفقدان الدلالة الجنائية وخيوط التنفيذ, ويصعب التكهن بالفاعل وتحليل الحدث يؤدي إلى خلط الأوراق وتشتيت الجهد وطمس الحقيقة وفق تأويلات تناقض بعضها الأخر, وتجدها متعددة تشتت فكرة الوصول إلى الجاني ونوع التنفيذ من الناحية الجنائية مع وجود دلائل ظرفية وتعتمد أحيانا على دلائل عينية أو حسية أو مشاهدات ضعيفة لا تؤمن الدلالة الجنائية المطلوبة وتبقى التكهنات والاستنتاجات التي تحقق اختفاء الفاعل الحقيقي.

عناصر حرب الأشباح -War Ghost

تساهم في عمليات حرب الأشباح -War Ghost(الحرب السرية SECRECY-WAR) منظومات مختلفة متكاملة وبرامج تدريبية ومعلوماتية تعد لهذا الغرض, وتصل في قدراتها ومواردها إلى حالة الحرب, وتعتمد هذه الصفحة من الحرب على عدد من العناصر أهمها:-

· التوقيت, المكان, الموقع.

· نوعية وقيمة الهدف, الغاية .

· الموقف السياسي والعسكري والأمني.

· حالة ونوع الصراع.

· نوع الأزمة والتأثيرات المطلوب إحداثها.

· القدرات والموارد المتيسرة والتزامن الظرفي والفني لإحداث التأثير.

· الرسالة الموجه والمطلوب إيصالها.

· النمط والأسلوب والأدوات.

· التلاعب بالمفردات -الدينية- الوطنية- العسكرية التي يتم النفاذ منها.

استخدمت حرب الأشباح -War Ghost بمراحل مختلفة عبر تاريخ الصراع السياسي والعسكري وفي غالبية الحروب العالمية ووفقا لبوصلة الصراع وعوامل الاحتراب ومحاور الإستراتيجيات السياسية والعسكرية, والقرار على الحرب من عدمه وموائمة المعطيات السياسية والعسكرية الداخلية والخارجية, وكذلك أعمال التجريد قبيل أي حرب يجري التخطيط لها أو لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية واقتصادية والحصول على تفوق في الميدان السياسي وليس بالضرورة باستخدام قوات حربية تحقيق الهداف السياسية بدون استخدام القوة.

تعتبر حرب الأشباح -War Ghostامتداد ورديف لحالة الحرب, أو وسائل التمهيد - المناورات العسكرية أو مناورات ما قبل الحرب (حافة الحرب) لتحقيق إرادة سياسية ما على طرف أخر رافض أو ممتنع للرضوخ لإرادة ذلك الطرف, وباستخدام تلك الوسائل والمؤثرات والتكتيكات المختلفة, وفق أبعادها المخابراتية كبديل للحرب المباشرة, وتستخدم بشكل واسع في الصراع بين الدول الكبرى, ولعل الحرب الباردة احد ملامحها وابرز محاورها, وتعتمد على المطاولة وفلسفة الاستنزاف, وترتكز على دقة المعلومات واستباق الوقت وعدم الإغفال لاستهداف الخصم(لا توجد حسن نوايا في الصراع), وانتهاز الثغرات الأمنية ويجند لعمليات العنف التي تستهدف المدنيين ذوي النفوس الضعيفة الذين يرتزقون ويمتهنون هذه المهام القذرة ويشرعون العمل ضد أوطانهم مع قوات أجنبية محتلة لإغراض ومنافع فئوية وشخصية بما يخالف منظومة القيم الوطنية, وقد تكون تلك الحرب بين قوى غير متوازنة وأخرى متوازنة في كافة الخنادق, ويبرز التفوق عند أستخدمها ضد دوله بقدرات محدودة, وجميع دول العالم الثالث بما فيها الدول العربية تعتبر قدراتها محدودة لتتناسب مع قدرات الدول الكبرى أو موارد الكيان الصهيوني وبعض الدول الإقليمية في هذا المجال.

أساليب حرب الأشباح -War Ghost

تستند حرب الأشباح -War Ghost على منظومة المعلومات(ثورة المعلومات) ومفاصل تجسسية متكاملة تبدأ من القدرات الفضائية (الأقمار الصناعية) مرورا بدوائر ومفاصل وموارد المخابرات وخلاياه التجسسية وكيفية تنفيذ العمليات وتوقيتها , وتنتهي بالعين البشرية المجردة التي تساهم في تأمين الاستعدادات النهائية لتنفيذ العمليات الخاصة.

تستخدم في مراحل تنفيذ العمليات الخاصة ( الصامت أو الصاخب)عناصر منفذة محترفة بل وخبيرة, تجيد تنفيذ تلك الأعمال القذرة دون ترك أي اثر يدل على منفذيها, لغرض توظيف تلك النتائج في تعزيز المواقف السياسية أو خلق التأثيرات السياسية والعسكرية والاقتصادية, ونظرا لدقة الاستهداف والوسائل المستخدمة فهناك أنوع مختلفة من التنفيذ وكما يلي:-

أ.التنفيذ الصامت.

ب.التنفيذ الصاخب.

ج.التنفيذ المزدوج.

د.التنفيذ المركب.

هـ.التنفيذ القاسي.

تستخدم جميع تلك الطرق حسب نوعية الهدف والتأثير المطلوب إحداثه سياسيا وإعلاميا, ونوع المناورة السياسية والعسكرية , وعلى سبيل المثال نفذت دوائر المخابرات الأجنبية والإقليمية ومليشيات الأحزاب التي أعدت لهذا الغرض قبل غزو العراق أكثر من عملية شبحيه قذرة بهذا الشكل في العراق, ذهب ضحيتها الأبرياء من المدنيين لغرض ترسيخ الرعب في قلوبهم مما يسهل السيطرة عليهم وتطبيع إرادتهم الرافضة للاحتلال الأجنبي غير الشرعي للعراق, وكذلك انتهازها لتشويه صورة المقاومة العراقية وتنميطها إعلاميا وسياسيا وفق مصطلح الإدارة الأمريكية السابقة "بالإرهاب" الذي طال كل رافض للاحتلال من العراقيين وكانت الإدارة الأمريكية السابقة قد سوقت احتلالها للعراق وفق إستراتيجية الحروب الاستباقية تحت يافطة "الحرب العالمية على الإرهابGWOT", و تشير قواعد اللعبة اشتراك عدد كبير من دول العالم في استخدام قيم حرب الأشباح وأساليبها, وابرز من يستخدمها هي الولايات المتحدة الأمريكية والصهاينة, وقد طورت منظومتها وعززتها بشكل واضح بالاستفادة من القدرات الفضائية, وثورة المعلومات, وانتشار الخلايا التجسسية المجندة لتلك الإغراض, وتعتبر تلك خلايا نائمة يوعز إليها التنفيذ عن الطلب, وهذه صفحة رئيسة من صفحات الحرب الكونية التي تعد لها الولايات المتحدة للهيمنة على العالم .

يستخدم الكيان الصهيوني حرب الأشباح -War Ghost(حرب المخابرات السرية) بشكل متقن وكذلك عدد من الدول الإقليمية الأخرى ومنها إيران كل وفق إمكانياته وقدراته على التعبئة البشرية (القدرة المكتسبة) لتحقيق إرادتها السياسية قسرا , ويعد العرب متأخرين جدا بهذا المضمار أو تلك الصفحة من الحرب لأنهم بالتأكيد لا يمتلكون مقوماتها, أو قد نسوا الحرب تماما أو استخدام القوه كمناوره لتحقيق الأمن والسلم والمكاسب السياسية وأصبح مجرد التفكير بالقوة جريمة مع العلم أن القوة جوهر الصراع , واتجهوا إلى التحالف المهادن الغير متكافئ وكما نعلم أن الميدان العسكري والمخابراتي والاستخباراتي قد اختلفت معاييره وتوازناته الآن, أما القدرة العربية لا تستطيع الخروج من مضمار الحرب التقليدية التي أصبحت تعبئة قديمة بالية لا تحقق الغاية الإستراتيجية السياسية والعسكرية والاقتصادية, ولا تؤمن عنصري الأمن والدفاع في الدول في ظل التفوق العسكري الكبير في العالم, وأهمها استحداث صفحات أخرى وفق معايير "إستراتيجية البركان- Volcano Strategy - الحرب القذرة Dirty War" وتضاف إلى صفحات الحرب الحديثة أو حرب النجوم وهي القدرات الفضائية- حرب المعلومات- التطور الكبير والمستمر لأجيال الطائرات ونقل المتفجرات جوا والمستخدمة في الحروب-القدرة ألصاروخيه ( البعد الاستراصاروخي)- حرب الأشباح -War Ghost(الحرب السرية SECRECY-WAR) - الحرب الإعلامية والنفسية - حرب التأثير الاقتصادي بالموارد الاستراتيجية- النفط –القمح- وغيرها من مواد الاستهلاك البشري, جميع تلك العناصر استثمرت الأموال والثروات والعقول العربية للوصول إلى هذا الحجم من التفوق العسكري والتقني والمخابراتي الذي جعل من الشركات القابضة العملاقة والمتعددة الجنسيات المختلفة,المال,النفط, السلاح, الإعلام..الخ ينسفون النظام الرسمي الدولي وقوانينه وكافة الاعتبارات والمعايير القانونية والإنسانية ويتجهون إلى لغة القوة وعسكرة العالم وإذكاء الحروب الاقتصادية وفتح الأسواق بالقوة والدم وتدمير الدول والشعوب, وهاهو عالمنا العربي والإسلامي تعصف به الخلافات والاصطفاف مع الأجنبي وضياع ابسط مقومات الأمن والدفاع ليحظى كل طرف بأمن وطني هش قابل للزوال (لا سمح الله ), بعد أن اغفلوا خطيئة إستراتيجية "احتلال العراق" وترسيخ ثقافة الهزيمة والقبول بالأمر الواقع, مع الأسف الجميع يسعى لمستقبل مجهول وسط تقاطع أنفاق إستراتيجية في الغالب مظلمة لا يوجد نور في نهاية تلك الأنفاق, والجميع يقف عاجزا ينتظر دوره في الاستهداف دون حل ووقفة مراجعة حقيقة وإعادة العراق إلى موقعه العربي كركيزة ضمن توازن المصالح وصمام أمان في معادلة توازن القوى والأمن القومي العربي والإسلامي, فان الحرب الأميركية ضد العراق تلك الحرب التي من بين أهدافها إلغاء هوية العراق العربية والإسلامية ورسم خريطة امريصهيونية "الشرق الأوسط الكبير" وإلغاء حقيقة العالم العربي والإسلامي وفرض سيطرة وهيمنة استعمارية على مقدرات وثروات العالم العربي والإسلامي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق