السبت، 24 أكتوبر 2009

نقض الاتفاقية


بسم الله الرحمن الرحيم

نقض الاتفاقية

الحمد لله على نعمائه المتفضل على خلقه بجميل آلائه وصلى الله على نبيه محمد خير خلقه وأنبيائه

وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد .

قال تعالى : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ)

خلال اليومين الماضيين صرح الأمريكان أكثر من مرة حول إمكانية عدم الانسحاب في الوقت المقرر حسب الاتفاقية الأمنية المزعومة ، حيث صرح قائد القوات الأمريكية في العراق اوديرنو بأن العنف بدأ يتزايد وربما لا تنسحب قواته في الموعد المحدد ، وصرح مسؤول آخر في البنتاغون أن الانتخابات إذا أجلت فسيتأجل الانسحاب الأمريكي ، والملاحظ أن هذه التصريحات تصدر من قيادات عسكرية وكأن الأمر بيدها هي دون الرجوع لمراجعها السياسية أي إنها من تملك البقاء أو الرحيل ، كما انه يفترض بأي اتفاق يوقع بين طرفين أن لا يلغى من طرف واحد فهذا يجعل الطرف الثاني ( إن كان موجوداً ) ليس ذا قيمة , وهذا هو الواقع , فالقوات الأمريكية وقعت هذا الاتفاق مع من جلبتهم معها على ظهور الدبابات وبالتالي ليس من الغريب أن ترى اوديرنو يتحدث بالفم الملآن ومن بغداد وبزيه العسكري ومن خلال مؤتمر صحفي ولا تسمع إلا همساً كأنه يتحدث في مقبرة أو في قاعة من الأشباح .

لقد أكدنا في أكثر من مناسبة أن تاريخ الصراعات على طوله ومداه لم يشهد احتلالاً واحداً قد خرج دون مقاومة , والاحتلال الأمريكي ليس استثناء من هذه القاعدة .

إن الاحتلال الأمريكي جاء إلى العراق مفتتحاً مشروعاً إمبراطورياً تكون فيه أمريكا هي القوة الوحيدة لقرن قادم ، ولكن الله خيب ظنهم وافشل خططهم بمنه وكرمه ثم بفضل عباده المجاهدين أولئك الذين قدموا وبذلوا وما زالوا كل غال ونفيس دفاعاً عن حياض الدين ، قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) ، ويوما بعد آخر ، لكل من له قلب يعقل أو عين تبصر ، أن المقاومة هي الخيار الصحيح الوحيد إلى الآن .

أما هؤلاء المشردون الأفاقون الذين حملتهم أمريكا معها على ظهور دباباتها ، ووقعت معهم الاتفاقية المزعومة فهم ليسوا سوى دمى لتكميل المشهد تقفز بهم أمريكا من لائحة الأمم المتحدة وقراراتها الدولية، بعد أن استنفذت وسائلها إلى اتفاق ثنائي مع حكومة قامت هي بتنصيبها ، ولذلك فأنت لا تسمع منهم صوتا ، وان سمعت فهو للاستهلاك المحلي ، أما الغرف المغلقة فلها شأن آخر.

إننا نؤكد لامتنا وأبناء شعبنا أننا ماضون في جهادنا حتى خروج آخر جندي يمثل أية قوة احتلال من ارض العراق ولن نقبل بأدنى من ذلك مهما كانت التضحيات والله تعالى المبتغى والمقصد واليه المفزع والمصير .

والحمد لله أولاً وآخراً

وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً

هيئة الإعلام المركزي

للجيش الإسلامي في العراق

5 / ذو القعدة /1430 هـ

23 تشرين الأول 2009 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق