السبت، 24 أكتوبر 2009

صُمِّمَ احتلال العراق على أساس الاستمرارية.. رغم أكاذيب الإمبريالية..

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

ما يُسمّى بالانسحاب.. هو تحرير القوات الأمريكية

للتوسع في احتلال أفغانستان

المناقشات بين السياسيين في واشنطن وسكرتارية/ وزارة الدفاع الأمريكية، كشفت بوضوح الخطوات القادمة في حرب وحشية ضد شعب أفغانستان بعد أن صُنِّفَ احتلال العراق في المرتبة التالية في هذه المناقشات، رغم استمرار المقاومة الوطنية في مواجهة الاحتلال الأمريكي.

وسائل الإعلام الرئيسة التي وُجِدَتْ لخدمة المصالح الرأسمالية، تقوم بتشكيل وتحديث صورة ما يُسمّى بالانسحاب من العراق، كما لو أن هذه الدعوة حقيقية لإزالة الاحتلال.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً مقالة افتتحتها بهذه العبارة: "لا توجد إشارة أكثر وضوحاً بأن أمريكا تضع حرب العراق خلفها behind it: 20 ألف جندي، وبما يُعادل 1/6 (سدس) القوات الموجودة في العراق، تم تخصيصه للجهود اللوجستية، وفي سياق تفكيك 300 قاعدة عسكرية، وشحن 1.5 مليون قطعة من المعدات بدءً بالمدرعات لغاية أدوات صنع القهوة."

فقط الناطقون باسم الحكومة الأمريكية من أدعياء الإمبريالية، يمكن أن يُسمّوا هذا الانسحاب الجزئي لـ 1/6 القوات المحتلة مع ترك عشرات الآلاف من الجنود (130-180 ألف) والمدفوع لهم من أصحاب العقود الخاصة (المرتزقة) وأعداد كبيرة من القواعد.. بأن الولايات المتحدة وضعت حرب العراق وراءها.

الحقيقة الساطعة هي أن العشرات من القواعد سوف تبقى على حالها في العراق ولفترة طويلة بعد أن تضع الولايات المتحدة حرب العراق "خلفها"، وتكشف بأن النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة ليست لديها النية للتخلي عن العراق فعلاً. وهذه القواعد- ست منها قواعد بـ "حجوم ضخمة "supersize bases- ستظل ملئية بأحذية وأسلحة القوات الأمريكية المحتلة.

تُشير مقالة نيويورك تايمز ذاتها إلى أن ما لا يقل عن 50 ألف جندي سيبقون في العراق خلال العام 2011. الجنود والطيارون ومشاة البحرية، سيستمرون في قتل العراقيين الأبرياء، وفي نفس الوقت يواصلون بناء القوة العسكرية للجيش العراقي الدُميّة puppet Iraqi army. الغرض من هذا التخفيض العسكري في العراق وفقاً للجنرال Ray Odierno هو لتحرير الجنود الأمريكان ونقلهم إلى أفغانستان.

أكثرية المعدات التي تنقل من العراق، تتجه نحو أفغانستان للمساعدة على توسيع نطاق الحرب والاحتلال هناك. وسواء نُقلتْ هذه المعدات كلها إلى أفغانستان أو لم تُنقل، فإن كل عربة أو قطعة من المعدات التي أُخذت من قاعدة ما في العراق ستُستخدم عاجلاً من أجل الحرب و/ أو الاحتلال في سياق مصالح الإمبريالية الأمريكية. نفس سياسة "الانسحاب" تُطبق على ما يقرب من مليون من قوات الاحتلال الموجودة في العراق الآن. كل مجموعة من الأحذية (الجنود والمعدات) التي يتم نقلها من العراق سوف تستقر في نهاية المطاف في أفغانستان أو أي بلد آخر لمواصلة المشروع الاستعماري colonial projectللولايات المتحدة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

* المزيد من خفة اليد من قبل الإمبريالية الأمريكية

استمر صانعو السياسة الأمريكية في إلغاء الخطوط الزمنية والتواريخ لإقناعنا بنهاية الاحتلال. هذه التواريخ تأتي دائما في شكل أسلاك مترابطة، وهي عرضة للتغيير المستمر بناء على توجهات الجنرالات "على أرض الواقع."

لقد شهدنا على، سبيل المثال، إعلان النخبة الحاكمة "بأن 30 حزيران/ يونيو سيكون موعداً نهائياً لانسحاب كافة القوات الأمريكية من المدن العراقية،" كان هذا أدعاءً كاذباً بصفة كلية. في بعض الحالات تمت إعادة ترسيم حدود المدينة لإبقاء القواعد الأمريكية خارج حدودها. لا المواعيد النهائية ولا التوقيتات الزمنية تعني نهاية الاحتلال العراقي.

الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على شعب العراق لم تبدأ العام 2003 عندما سقطت القنابل على بغداد. في تلك النقطة كانت الحرب قائمة أصلاً وفي عامها الثاني عشر. الولايات المتحدة غزت العراق العام 1991. وأثناء ذلك الغزو مات أكثر من مليون عراقي في ظل نوع مختلف من الحرب- حرب الإبادة الجماعبة نتيجة العقوبات (الحصار الاقتصادي) genocidal sanctions. وهذه العقوبات دُفعتْ إلى الأمام وتم فرضها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الإطاحة بالحكومة العراقية دون الحاجة إلى غزو بري.. وعندما لم تُحقق النخبة الحاكمة أبداً النتائج التي كانت تبحث عنها.. عندئذ اضطرت إلى تغيير تكتيكاتها بالغزو الجوي والبري للعراق العام 2003.

هذا الذي يُسمّونه بالانسحاب هو استمرار لاستخدام تكتيكات مختلفة لتحقيق نفس الهدف: الهيمنة الإمبريالية والاستغلال imperialist domination and exploitation. النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة، وفي سياق عوامل متعددة- أكثرها وضوحاً يتجسّد في المقاومة الوطنية البطولية للشعب العراقي ضد الاحتلال- اختارت الآن تغيير سياساتها (تكتيكاتها) بتغيير مظهر الاحتلال في العراق.

فيما يخص ملايين الأُسر في العراق وأفغانستان ممن شهدوا موت أحبائهم تحت الاحتلال، لا تتغير طبيعة التجربة nature of the experience بتخفيض عدد القوات الأمريكية من 125 ألفاً إلى 50 ألفاً. مجرد وجود جنود أجانب تحت أمرة حكومات أجنبية في العراق، يعني أن العراق ما زال بلداً محتلاً.

* على كافة القوات الأجنبية الخروج الآن

إن الأغلبية العظمى vast majority من شعب الولايات المتحدة، ليسوا فقط ضد الحرب في العراق، بل أيضاً ضد الحرب في أفغانستان. عليه يتوجب استمرار الحركة المناهضة للحرب لتحقيق "خروج كافة القوات الآن."

وفي حين يجلس الضباط في غرف مكاتب مجهّزة مع سياسيي واشنطن، يُفكرون ملياً mull بشأن ما يمكن تركها من معدات لصالح الجيش الجديد المُنشأ في ظل الاحتلال في العراق، يُناقشون أحدث أوجه مشروعاتهم الكولونيالية في العراق، ويتحاورون في أفضل السبل لقمع المقاومة الشعبية الأفغانية.. فإن الجنود الأمريكان والأبرياء العراقيون يُقتلون كل يوم.

إن الستراتيجية الوحيدة التي هي في مصلحة شعبي العراق وأفغانستان، وأيضاً في مصلحة رجال ونساء الطبقة العاملة الأمريكية الذين يُغذون غالبية جنود الجيش الأمريكي.. هو الانسحاب الفوري لجميع قوات الاحتلال من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وحول العالم.

لتتقدّم المسيرة إلى الأمام! وندعو كافة الجنود، البحارة، القوة الجوية، ومشاة البحرية لرفض الأوامر غير القانونية التي يتم تمريرها من واشنطن، ويُعطى لكم من قبل الضباط.. الحروب الاستعمارية ليست في مصلحتنا، عليه فهي ليست حروبنا!

الشعب العراقي والشعب الأفغاني ليسوا أعداءنا!

ممممممممممممممممممممممممـ

Iraq occupation set to continue despite imperialist lies, James Circello,uruknet.info, PSL, October 19, 2009.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق