الخميس، 15 أبريل 2010

نشرة التحرك للثورة في سورية ليوم الخميس 15/04/2010


المهندس سعد الله جبري

 لنتفكّر بعقل ومصداقية عن أخطر أسباب تخلفنا الشامل وهزائمنا:
سياسيا ووطنيا وقوميا وحضاريا ودينيا وإقتصاديا وأخلاقيا ودوليا!!
 أليس هو في إنصراف وسهو مُعظم نشطائنا - من جميع الإتجاهات -عن الهدف القومي أو الوطني أو الديني المُعلن شعاراً،
 إلى التعصب وعبادة أسم الحزب والقائد والزعيم، بدلا من العمل لتحقيق الأهداف والتزام المبادىء؟ فلنناقش الأمر:
 أستذكر في هذا المجال قول إثنين من الخلفاء الراشدين، الذين يشكلون فخرا عربيا – فضلا عن إسلاميا – في التاريخ العربي، لما حققوه من إنتصارات في كلِّ مجال!!

قال الخليفة الأول أبو بكر الصديق في يوم تنصيبه: {{{ إن استقمت على طاعة الله فأعينوني عليها ، وإن زغت عنها فقوّموني!}}} لم يتفاخر ويتبجح ويكذب أمام الناس ( ويقسم القسم الدستوري مثل صاحبنا الحالي في الشام) وإنما طلب العون على التصحيح إن زاغ عن الحق! وليت زعماء سوريا خاصة والعرب عامة، يتنازلون- وهم فعلا مُجرد توافه صغار، صغار، بل وكثيرً منهم خائن – أن يقولوا مثل هذا الكلام، أو يلتزموه! أو أن لا يعتقلوا ويحاكموا من يتجرأ للنصح والتوجيه بخطأ ما يفعلونه، وتصحيح أخطائهم! آسف! جرائمهم في الفساد والخيانة والتخريب تحقيقا لمصالحهم ومصالح أقربائهم، وبعضهم التزاما بتوجيهات معادية!
   وقال الخليفة الثاني عمر إبن الخطاب قولاً مشابها في معناه، فأجابه إعرابي مُقسما بالله {{{ والله لو رأينا فيك اعوجاجاً يا ابن الخطاب لقومناك بسيوفنا }}}  لم تتحرك عناصر الأمن حينئذٍ لتعتقل الأعرابي! وإنما ردَّ عمر رضي الله عنه قائلاً: {{ الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوّم عمر بسيفه، وقال : لا خير فيكم إن لم تقولوها ، ولا خير فيّ إن لم أسمعها.}}

وكانت نتائج حكم الرجلين، تحقيق أعظم إنتصارات عربية تاريخية، وذلك  بدءاً من تحقيق مصالح الناس والعدل بينهم، وحتى تحقيق انتصارات حاسمة وهائلة على  أكبر إمبراطوريتين في ذلك التاريخ! أنهت إحداهما نهائيا، وهزمت الثانية وأعادتها إلى داخل حدودها!!
لا أذكر هذه الأقوال التاريخية، بقصد توجيه المديح للخلفاء المذكورين – وهم يٍستحقونه حقّاً وعدلاً - وإنما لأنشد مقارنة عن ما نحن فيه، ووصلنا إليه، وتعايشناه حتى أصبح سلوك قادتنا – ومواليهم من توافه الأذناب بالطبع - مُسبّباً لسلسلة الهزائم المتصلة ببعضها، سياسيا وحضاريا وإقتصاديا ومعيشيا! طبعا ودوليا.
 وأنوّه بما يعرفه الجميع، أننا في سورية - وأغلبية الدول العربية المشابهة - نعيش فعلا أسوأ مناخ للهزيمة والتخلف والتراجع الشامل في مختلف حياتنا المعيشية والداخلية والدولية، ومن ينكر ذلك فهو إما جاهل أو خائن، أو جاهل خائن، ذلك أنه لا يخون إلا من كان أقل من جاهل!
 والتساؤل هنا، هو: لماذا نحن نعيش ونستمر على التخلف المتزايد في كلِّ شيء وصولا للهزيمة في داخلنا، وعلى حدودنا، بل وحتى في إقتصادنا ومعيشتنا وحضارتنا وحرياتنا ؟
 الجواب هو لأننا دولة!! – إنتظروا، لم أنته بعد - والدولة لا تنجح أو تفشل أو تنهزم ذاتيا، وإنما بفعل قادتها! وهذا طبيعي، ولننظر في الأمم التي حققت إنتصارات ونجاحات كاملة:
أو لم يكن ذلك بتأثيرٍ وفعلٍ من قادتها؟ هذا أكيد ولا يرفض ذلك إلاّ جاهل!!  وكذلك نجد أن الدولة المتخلفة والمهزومة - أمثالنا - كان ذلك نتيجة فعل وتأثير قادتها بالتأكيد! وليس نتيجة تخلّف طبيعي في الشعب ومواطنيه، بالتأكيد!!
 ولماذا نختار مثال الدولة فحسب؟ أليست الشركة الكبيرة أو حتى الصغيرة تنجح أو تفشل بسبب من رئيسها أو مديرها؟ لا أظن أحدا يكابر في جواب: أن نعم، ونعم، ونعم !!

ولننتقل إلى المرحلة التالية من المناقشة بالتساؤل التالي: هل يجنح رئيس وقيادة الدولة و يفشلون قصداً، أو جهلا؟ إن كان قصدا، فهم خونة بالضرورة، وإن كان جهلا فهو نتيجة تخلف القيادة عامة، التي أوصلت الجهلاء للإمساك بأسباب ومراكز الحكم، فأوصلوها إلى التخلف والفشل والهزيمة!!
 نعلم إن هناك أمراضا تصيب الدولة في نوعية ومستوى وهدف موالاة مراكز القوى في الدولة، وهي تتجسد في انقلاب ولاءها عن الوطن والشعب إلى ولائها للقيادات القائمة أو المحتملة، أو إلى عملها لتوصيل قيادات بعينها!!! عجيب غريب!! ولكن، لماذا يحدث هذا؟ لأن هناك مراكز قوى تسلطية مختلفة بيدها مفاتيح تركيب ودعم القيادات، ذات مصالح كبيرة - وليس أهداف وطنية أو قومية - لتوصيل قائد مُعيّن أو قيادة معيّنة إلى منصبه واستمراره فيه.

نصل إلى نتيجة أصبحت واضحة، خاصة عندما نطبق النتيجة المذكورة على حال استمرار  وتزايد تراجع وتخلف الوطن والشعب السوري في مختلف نواحي حياته الشخصية والمعيشية والوطنية والقومية! هذه النتيجة تقول إن الذين أوصلوا بشار الأسد إلى منصبه، وذلك رغم:
·       صغر سنه غير المناسب دستوريا لمنصب الرآسة! فضلا عن إنعدام خبرته العملية!
·       فشلُ حكمه فشلا ذريعا متسببا للشعب بالفقر والمعاناة والحرمان في أكثريته المسحوقة!
·       فشلٌ في تحقيق أي تنمية وطنية إطلاقا، بل تراجعها إلى مستويات قياسية غير مسبوقة!
·       نشرٌ لفسادٍ مُقزّز إلى مستويات غير مسبوقة أيضا!! وبالتالي الفشل في معالجة مأساة البطالة الهائلة المتزايدة في سورية (عكس تصريحات أذناب ومسؤولي النظام!! وكيف يزعمون تناقص نسبة البطالة، ولا مشاريع ولا صناعات جديدة طيلة عشر سنوات متتالية –إطلاقا- ولا زالت مستمرّة، لتشغيل المواطنين؟؟؟ )
·       وفشلٌ في تحرير الجولان رغم عديدٍ من الظروف الدولية والعسكرية المواتية جدّاً للتحرير الأكيد بأقل التكاليف ( ومنها ظروف العدوانين الإسرائيليين على لبنان وعلى غزة )
 وهم لا زالوا يدعمونه بكل وسائل الدعم، بما فيها خنق الشعب أمنيا، والعمل على إغلاق فمه، والإمساك بقلمه! وإلا ففي السجون متسع كبير للكبار والصغار من المواطنين الشرفاء الذين لم تعد ضمائرهم وشرفهم ومحبتهم  لوطنهم وشعبهم، تسمح لهم بالسكوت أكثر مما سكتوا خلال عقود متتالية من التخلف والتراجع، والهزيمة! نعم، الهزيمة في نفس المواطن، وهزيمة الوطن والشعب والبلاد ككلّ، في كلِّ شيء إطلاقاً!! ومن يُنكر ذلك فهو كذّابٌ أشر!!

2. ردود فعل بعض أعضاء الأخوان المسلمين على نشرة الثلاثاء 13/ 04/2010 والتي تنتقد إنحراف زعيمهم البنايوني، للتقرب والتمسح بالسلطة السورية البشارية المُخرّبة

وردني في ذات اليوم من أحد نشطاء الأخوان المسلمين وأسمه "مُؤمن!!"، والذي يُفترض فيه أن يكون مسلما حقّاً يتحلى بأخلاقية الإسلام (على الأقل)، رسالة تهجّم وتهديد لا تصدر عن مسلم أصلا، بل عن أعمى انقلبت تبعيته وولائه لزعيم حزبه البيانوني، عن تبعيته وولائه لله تعالى وأحكام دينه الأخلاقية، وتتضمن من المسبات والألفاظ والتهديدات – بما يشبه إرهاب نظام بشار الأسد - ما يُشكل عرّة للأخوان المسلمين إن كانوا على شاكلة الناشط المذكور!

كما ردّ آخرين أحدهما أسمى نفسه "خالد" منتقدا - ولكن بأدب - بقوله: {{{ ما هذه الكلمات المرتجفة ضد أهم واكبر حزب في الوطن العربي؟ الإخوان المسلمون أكبر من أن يهتزوا بهذه التشنجات من طرفكم. ثم من أ نتم وما هي مؤهلاتكم حتى تهاجمون الإخوان المسلمين التي هي أنصع ظاهرة عربية منذ انهيار الدولة العثمانية؟}}} والآخر – أو الأخرى- أسمت نفسها Nafizah، بالقول: نحن لسنا من الإخوان ولكن حذاء أصغر إخواني أشرف من كل الذين يتهمونهم بالخيانة!! وأتساءل:  أليس هذا مجرد مراهقة أخلاقية وسياسية!!

وقد اجبتهما بما يلي:
{{{ الأخ المحترم
تحية واحتراما
أولا:  أنا لا أريد أن نلتحق برفعت، لأن رفعت أكبر مجرم آذى الوطن والشعب العربي السوري، بل إني أكيد بأنه عميل إسرائيلي 100 %
ثانيا: أنا لا أعرف عبد الحليم خدام ولا أتصل به إطلاقا،( وهذا لا يعني أن لي موقفا أو تقييما سلبيا له!)
ثالثا: قيادة الأخوان برآسة البنايوني تسير في ذات خط بشار الأسد في العلاقات مع الغرب الصهيوني، وتقبل الإعتراف والتطبيع مع إسرائيل، وأظتك قرأت نشرة اليوم المفصلة عن ذلك

أخيرا، ألا تعترف معي بأن نظام بشار الأسد نظام فاسد ومخرب وخائن بقراره في المفاوضات ومن ثم الإعتراف والتطبيع مع إسرائيل؟ ألم يتسبب بتراجع إقتصادي ومعيشي وحضاري هائل لسورية وشعبها طيلة عشرة سنوات عجاف من التخريب والإفقار؟
وهل عل الشعب أن يختار بين من ذكرت، وبين بشار الأسد؟ وهل لم يبق في سوريا وشعبها العظيم رجل صالح، تقوم الديموقراطية النزيهة بانتخابه على أساس مبادئه وأهدافه، وليس لأنه إبن الرئيس المرحوم حافظ الأسد؟ وشتان شتان بين الأب وإبنه، وأين الثرى من الثريا!!
ألا نعترف بأن الفساد الذي يرتكبه نظام بشار الأسد بموافقته ورضاه ومشاركته بالطبع، هو أفظع فسادٍ تعرضت له سوريا في تاريخها، وقد خربها تخريبا شاملا؟

أخي المحترم، إن الحق واضح، والباطل واضح، وليس على الشعب أن يكون تابعا وذنبا لأحد، وإنما اتباع مصالحه السياسية والوطنية والإقتصادية والمعيشية. فقط، وهنا مصلحة الوطن والشعب. }}}

ولقد رد الأخ جمال بما يبدو موافقة، بقوله : {{ولكن "الخيانة" كلمة كبيرة}}!!

وأجيبه هنا على شهادة جميع الشعب: إن كلَّ سلوك وتوجّه، يخالف مصالح الوطن والشعب، هو خيانة، لا، بل خيانة عُظمى، سواء صدرت عن بشار الأسد وأعوانه وأقربائه ومواليه أو صدرت عن البنايوني، أو أي سياسي أو ناشط سوري أو عربي آخر!

وعلى كلًّ فما ذكرت عن إنحرافات قيادة الأخوان المسلمين في النشرة المذكورة، لم تتضمن إلا وقائع ثابتة بالنص الحرفي والمستند المُؤكد!! والرأي والقناعة أولا وأخيرا هي للشعب!!

نصل إلى تساؤل يشكل نتيجة مبدئية تُشكّل محكّا واختبارا لكل منتسب لأيٍّ من الأحزاب، وهو: هل يجوز أن يتجاوز تعصب المواطن لحزبه وقيادة حزبه، التعصب لوطنه وشعبه؟؟

=========================================================
أيها الشعب العربي السوري العظيم، أيها المواطنين المخلصين الشرفاء،
إن ذكرى جلاء الإحتلال الفرنسي عن  سورية في 17 نيسان، لتُشكل مناسبة ذات أهمية خاصة، نستعيدها بعد 65 سنة، ونتفكر: ألم تتجاوز إنتهاكات وجرائم بشار الأسد وعصابته فعلاً إنتهاكات المستعمر الفرنسي في أحواله العادية اليومية؟ 

بلى، ولماذا؟ ذلك لأن نظام بشار الأسد حالياً ليس حكم قيادة دولة وشعبها!
 وإنما هو تسلط إقطاعي يعتبر البلاد وشعبها وثرواتها وأموال المواطنين حقٌّ له، فينهب ما يشاء، ويخرّب ما يشاء، ويقتل من يشاء، ويسجن من يشاء، لا يوقفه دستور ولا قانون ولا إلتزام مسؤول ولا أخلاق، ولا شعور بالمسؤولية الدستورية، عن ارتكاب إجرامه وفساده!

ولقد صبر الشعب العربي السوري طويلا جدا، على أمل أن يعمد النظام إلى إصلاح نفسه وفساده وتخريبه، ولكن الأمور تسير باتجاه العكس، فهو إلى مزيدٍ من الإرهاب والفساد والتخريب كلَّ يوم، ويكفي على ذلك برهانا، استمرار حكومته العطرية الدردرية التي لم يعرف لها التاريخ السوري مثالا في الجهل والتقصير والتخريب وموالاة الفساد، وتسخير الوطن والشعب لمصالح فساد أقارب بشار الأسد، وهذا أمرٌ واقع لا يُنكره إلا أعمى أو خائنٌ!

إن اقتراح مشاركة دعوة منظمة حقوق الإنسان في الإحتجاج والتعبير عن رفض الظلم، هي مناسبة جيدة للتعبير عن رأي الشعب، وإيصال رسالة شعبية سلمية لنظام بشار الأسد ، أن كفى، كفى، وكفى! وعودوا إلى مسؤولياتكم الدستورية والوطنية والقومية، وإلا فإن الشعب سيكررها في عصيان مدني شامل يرغمكم على ترك السلطة والبلاد إلى الأبد!!

وأخيرا، أسألك أيها المواطن المخلص الشريف، بحقَّ الله، وبشرفك وضميرك الإجابة: هل تشعر فعلا بأن سورية اليوم هي دولة دستور وقانون مثل باقي دول العالم؟ أو أنها أصبحت مجرد إقطاعية تحكمها وتتحكم فيها عصابة بشار الأسد وأقرباؤه؟ وهل أنت راضٍ بذلك؟ إذا كنت غير راضٍ، فشارك في الإعتصام السلمي!
 =
مع تقدم الأيام، نفهم ونتعلّم أشياء كثيرة، منها:
كم من الأمور والتصرفات والزعامات يُمكن إدراجها تحت عنوان من كلمة واحدة:
" الخيانة"،  بل هي الخيانة العُظمى!!!
=====================================================================================================
أيها المواطن العربي السوري، عهدَ الله، وعهدَ الإخلاص لوطنك وشعبك وأسرتك، وإلى حين إنتصار ثورة الشعب:
ü   الإمتناع الشامل الكامل عن دفع أيٍّ من الضرائب والرسوم إلى حكومة الفساد والتخريب والخيانة، فهو الطريق الحق الآمن السلمي والأكيد للخلاص نهائيا من عصابة التسلط والفساد والتخريب والخيانة.
ü   هو عهدٌ مع الله، فالتزمه كرجل وكمؤمن، وحتى إنحسار حكم الإستبداد والفساد والفشل والجهل عن البلاد، وعن صدر الشعب نهائياً، وإلى الأبد.
ü   وإننا لمنتصرون، بعون الله تعالى، وثباتنا ووحدتنا الشعبية، إنشاء الله.

بكل احترام / المهندس سعد الله جبري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق