الخميس، 15 أبريل 2010

ارفعوا أيديكم عن القضية


 النفطي حولة القلم الحر:
هل هي الصدفة في أن يتزامن قرارالكيان الصهيوني القاضي بضم مسجد الخليل الابراهيمي بمدينة الخليل ومسجد بلال ابن رباح في بيت لحم مع القرارالعسكري الأخير وليس الآخرالقاضي بطرد فلسطينيي الضفة الذين حسب زعمه لا يملكون تصاريح بالاقامة ؟ وهل هي الصدفة أيضا في مواصلة العدو الصهيوني لحفرياته تحت المسجد الأقصى وتهجير المقدسيين وطردهم والاستيلاء غصبا على أراضيهم من أجل تهويد القدس ؟
طبعا لا. ذلك  أن العدو الصهيوني والحركة الصهيونية العالمية بصفة عامة لا تقدم تاريخيا على خطوة الا وتملك الوضوح التام في الرؤية والأهداف القريبة والبعيدة كما أنها لا تتعمد القيام بذلك العمل الممنهج و المقصود الا بتغطية وحماية من الامبريالية العالمية وعلى رأسها الادارة الأمريكية.
ان ما صادق و يصادق عليه العدو الصهيوني في الكنيست من تشريعات تخص سياسة التهجير والطرد والترنسفارلأبناء شعبنا في فلسطين المحتلة أصحاب الحق التاريخي في الأرض العربية من النهر الى البحر ومن الجنوب الى الجنوب يعد تكريسا لسياسته العنصرية الاستيطانية وعقيدته الراسخة في يهودية الدولة التي تنسجم مع طبيعته . كما يدخل ذلك في اطار جرائم الحرب العنصرية التي تقودها العصابات الصهيونية الارهابية بدعم وتغطية  وحماية دولية.
وفي الجانب الآخر  هل تملك سلطة أسلو بتحالفها الواسع مع الأنظمة  العربية الاقليمية الرجعية والعميلة رؤية واضحة وأهداف محددة غير الهث وراء سراب المفاوضات العبثية وما  يسمى بخيار السلام الاستراتيجي المزعوم  مقابل خيار الحرب والعدوان الاستراتيجي  الذي يؤمكن به ويمارسه العدو الصهيوني ؟.
طبعا لا . والجواب واضح  في القمة العربية الأخيرة بطرابلس الغرب حيث في الوقت الذي يواصل فيه العدو الصهيوني عربدته و حربه العدوانية في الضفة والقطاع وارهابه ضد المقدسيين بتهديم منازلهم وطردهم وتشريدهم وتهجيرهم واستمراره  المدروس والمعلن في الاستيطان وبتزوير التاريخ وتشويهه وضرب الذاكرة الوطنية بضم المسجدين المذكورين سابقا والعمل على تهويد القدس , في هذا الوقت بالذات ماذا يتمخض عن قمة طرابلس ؟
لا شيء  غير التنديد والبيانات الجوفاء  وحفنة من الدولارات النفطية من عائدات بترول العرب المودعة في البنوك الأمريكية والغربية يستثمرها الرأس مال الأجنبي والتي لا تصل الا عن طريق ما يسمى بالدول المانحة أي بلغة أخرى عن طريق سلطة دايتون بتنسيق مع سلطة أوسلو.
ان التواطئ  الذي عليه النظام الرسمي العربي بل وتنفيذه  لسياسات العدو في الهرولة نحوالتطبيع وبناء الجدارالفولاذي كما يجري بين قطاع غزة ومصر والتفريط في الحق التاريخي للأرض العربية باسم خيار السلام المزعوم هو الذي يعطي الضو الأخضر للعدو الصهيوني لتمرير مشاريعه على خطى ثابتة وعلى نار هادئة .
فلترفع الرجعية  العربية أياديها على قضية الجماهيرالعربية  قضية فلسطين كقضية مركزية للأمة العربية  ولتترك الجماهير مع طلائعها التقدمية تمارس دورها الوطني والقومي في استرداد حقها التاريخي في الأرض والوطن .
 وهذا لا  يكون الا بارتباط جدلي بين  القطري والقومي في التصدي للاستبداد  السياسي والنظم الدكتاتورية وفرض  حقها  في الرفض والمقاومة من  أجل الحرية والتحرر كعاملين  متلازمين ومترابطين يكمل أحدهما  الآخر.
 فالحرية  دون التحرر تعني كلاما أجوفا  وخطابا فارغا من أي مضمون  اجتماعي وسياسي واقتصادي وكذلك  التحرر دون حرية يعني المحافظة  على الحكم الفردي  والشمولية  التي تسلب الوطن تحرَره والمواطن  حريته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق