السبت، 10 أكتوبر 2009

جبريل:الفصائل الفلسطينية ستصدر بيان موجه للمصريين خلال الـ24 ساعة لإلغاء الحوار


قال احمد جبريل، الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، في حديث خصّ به الجمعة 'القدس العربي' انّ الفصائل الفلسطينية المعارضة ستقوم خلال الـ24 ساعة القادمة باصدار بيانٍ موجه الى المصريين لالغاء الحوار الفلسطيني في القاهرة، الذي كان من المقرر ان يتم في العشرين من الشهر الجاري وذلك على خلفية فضيحة تقرير غولدستون.

واوضح انّ المصريين كانوا على علم بمؤامرة تأجيل النقاش في التقرير، لافتا الى انه خلال زيارة نتنياهو، اواخر شهر رمضان الماضي الى القاهرة هدد المصريين والفلسطينيين بكشف الوثائق التي تؤكد تورطهم في العدوان الاخير على غزة، في حال واصلوا التمسك بتقرير غولدستون، وطلب منهم ايجاد مخرج من هذا التقرير الذي يدين اسرائيل، وطالب الرئيس الفلسطيني عبّاس بالذهاب فورا الى بيته لانّه فقد الشرعية الدستورية والقانونية والاخلاقية، لافتا الى انّ المصريين وسلطة اوسلو يسعون من وراء الحوار في القاهرة لنقل نموذج دايتون من الضفة الى القطاع، لانّهم لا يستطيعون ان يتحملوا قرارا مستقلا، كما هو الحال في غزة، واصفا ما كان سيحدث في القاهرة بانه طبخة مسمومة.

وعبّر عن امله في ان يكون الاجتماع الذي سيعقد اليوم في مدينة عكا لمطالبة عبّاس بالتنحي انطلاقة وبداية لانتفاضة الشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده للتخلص سياسيا من عبّاس والمحيطين به.

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

ما هو تعقيبك على تصرف السلطة الفلسطينية في قضية تأجيل النظر في تقرير القاضي غولدستون؟

- سلطة اوسلو وقعت في ورطة كبيرة، ولم تعد تستطع ان تخرج منها، لذلك فانّ اركان هذه السلطة يتخبطون، وللتدليل على ذلك اريد ان اقول انّ بعض الناس الذين كانوا محسوبين عليهم ادانوهم، ياسر عبد ربه، محمد دحلان ونبيل عمرو، تحدثوا بما فيه الكفاية، معنى ذلك انّ تصريح امين عام الرئاسة، الطيب عبد الرحيم بانّ السلطة ارادت تأجيل القرار خشية اتخاذ قرار ضعيف في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، هو مجاف للحقيقة، والموضوع وبكل صراحة، انا شخصيا لم افاجأ، ولدينا معلومات مؤكدة انّه عندما ذهب نتنياهو الى القاهرة في شهر رمضان، وتناول طعام الافطار على مائدة حسني مبارك، عودوا الى مصادركم الاسرائيلية من الصحف العبرية، نتنياهو وصل الى القاهرة بطلب منه وليس بطلب من مبارك، وكان على الاجندة لرئيس الوزراء الاسرائيلي موضوع واحد وهو موضوع تقرير القاضي غولدستون، وهذا الامر حدث في الاسبوع الاخير من شهر رمضان، ونتنياهو قال للرئيس حسني مبارك عليكم انتم والفلسطينيين ان تجدوا مخرجا من هذا التقرير، لان هذا التقرير خطير للغاية وسينال من القادة الاسرائيليين في محاكم دولية، وتكلم معهم بمنتهى الصراحة واحضر معه التسجيلات بالصوت والصورة كيف كانت هذه الاطراف شريكة في العدوان على غزة، وقال لهم بكل صراحة انّه اذا لم تجدوا اسلوبا وطريقة للتخلص من التقرير فسنقوم بتسريب هذه التسجيلات الى الصحافة، ونفضح هذه الوثائق وكيف انّ عدوان غزة لم يكن خيارا اسرائيليا فقط، بل خيارا فلسطينيا دفعنا اليه من قبل محمود عبّاس، وايضا من النظام المصري، وعندما ذهب عبّاس الى نيويورك وقابل نتنياهو واوباما، تكلم نتنياهو معه نفس الكلام وابلغه بوجود الاشرطة والتسجيلات التي تؤكد على انّه كان شريكا في العدوان على غزة، وقال له انّه خلال الايام القليلة القادمة سيُنشر تقرير القاضي غولدستون، ونحن مطلعون ونعرف ما موجود فيه، واذا لم تقوموا بطي هذا الملف بطريقة او بأخرى، نحن مضطرون ان نتكلم عن حقيقة العدوان على غزة، وهذه الامور ليست خافية.

من كلامك افهم انّك تتهم المصريين مباشرة بانّهم كانوا متواطئين ايضا في قضية تقرير غولدستون؟

ـ نعم، نعم كانوا متواطئين، وعندما يقف وزير الخارجية المصري، احمد ابو الغيط، ويقول اننّا لم نكن مطلعين، فهذا كلام غير صحيح. وانا اقول انّ محمود عبّاس شخصيا قال انّ هناك دولا عربيةً واسلامية ومن عدم الانحياز قمنا بمشاورتها، وانا اسأل عندما يقوم محمود عبّاس بالمشاورة فمن يشاور جيبوتي يعني؟ سيشاور مصر، وبعد انفضاح الامر تنصلوا من محمود عبّاس لكي يبتعدوا عن شظايا الانفجار الذي حصل بعد فضيحة التقرير، باعتقادنا انّ هذا ما حصل.

اذا كنتم تعرفون هذا الوضع، لماذا واصلتم الحوار مع الفصائل برعاية مصرية؟

- اقول لك بصراحة انّه بعد ان حصلت انتخابات في الكيان الصهيوني، بعد العدوان مباشرة وانتخبت حكومة يمينية متطرفة اعتقدنا انّ محمود عبّاس وبعض النظم العربية سيكون لهم موقف جديد، اردنا ان نشجع هذا الموقف الجديد في هذا الشأن، وانتم لاحظتم اجتماع عبّاس مع نتنياهو واوباما، يقدر بعض الناس ان يفهموا لو وقف رئيس وزراء الكيان وقال انا اوقف الاستيطان بكل اشكاله في القدس والضفة الغربية المحتلة، عندها كان عبّاس يخرج ويقول وافقت على اللقاء لكي نستمر في العملية السلمية، وها هو نتنياهو قدّم لنا هدية، فنحن في السياسة مضطرون ان نفعل ذلك، ولكن نتنياهو وقف وقال لن نوقف الاستيطان، هذا يدل دلالة تامة على انّ الوثائق التي يملكها الاسرائيليون فيها ادانة كاملة لهذه الاطراف بالمشاركة المباشرة في العدوان على غزة، وعندما قام دحلان مع حوالي 3000 رجل بمغادرة الضفة الغربية الى الاردن ومن الاردن الى مصر ويتواجد في العريش المصرية خلال العدوان، ما هو تفسير هذا الموضوع؟ يمكن ان نفسر ذلك فقط بانّهم كانوا شركاء في العدوان على غزة. نحن نعتقد انّهم فشلوا في العدوان وأتى نتنياهو وليبرمان، هؤلاء المتطرفون، يمكن هؤلاء العربان وعبّاس ان يتوصلوا الى نتيجة مفادها انّه كان يسير في اتجاه سراب، لكن امام هذه الفضيحة تؤكد انّ هؤلاء الناس ما زالوا مستمرين في غيّهم، لو وقف محمود عبّاس وقال نعم، كنّا مؤيدين لهذا العدوان، لكن بوجود نتنياهو الآن لنا موقف جديد والى آخره، كان يعني من الممكن احتواء اضرار هذا الموضوع في الساحة الفلسطينية وايضا في الساحة العربية، ولكن ان يقف وزير خارجية مصر ويقول نحن لسنا مطلعين على تقرير غولدستون ولا نعرف شيئا عنه، فمن يصدقه؟

بناء على اقوالك، ماذا تقترح من اجل الكشف عن الحقيقة لكي يتمكن الشعب الفلسطيني من التخلص سياسيا من هؤلاء الذين وصفتهم بالمتآمرين؟

- عبّاس وبعض المحيطين به يقولون انّه بريء من تهمة غولدستون، ونحن نقول انّه شريك، يجب تشكيل لجنة تحقيق من اشخاص فلسطينيين مستقلين وطنيا وتوضع امامهم كل الوثائق، نحن سنرشح مائة شخص وهم مائة شخص، واعتقد ان الشعب الفلسطيني لا ينقصه قدرات وطنية، وسنتوصل الى عشرة اعضاء، استغرب تعيين حنا عميرة من حزب الشعب، هذا نوع من عملية الاستمرار في الغي وبالبعد عن الحقيقة، يجب تشكيل لجنة محايدة من سبعة اشخاص للتحقيق في العدوان وفي تقرير غولدستون ونضع امامهم جميع الوثائق، اما بالنسبة لنا نحن فنعتقد ان اوراق عبّاس قد انتهت، وهو فاقد الشرعية القانونية والدستورية كسلطة، فأنا اقول له اذهب واجلس في بيتك بدون تاخر، فورا، توجد معه الاموال له ولاولاده التي لا يمكن حرقها بالنار، فليذهب ويستقر في عمّان او في القاهرة، ويترك الشعب الفلسطيني الذي يستطيع لوحده ان يدبر اموره. من ناحية دستورية رئيس المجلس التشريعي، حسب النظام الداخلي، د. عزيز الدويك، هو الذي يتحمل مسؤولية المرحلة الانتقالية، اي يصبح رئيسا للسلطة.

ما هو رأيك بالمصالحة التي ستتم في القاهرة برعاية مصرية في العشرين من الشهر الجاري؟

- لن تعقد هذه المصالحة، وانا قبل فضيحة غولدستون، خلال اجتماع للفصائل هنا، تكلمت بفم مليء انّ الذي يُعد في القاهرة طبخة مسمومة، وقلت لهم انا بعد خمسين عاما من حمل السلاح من مكان الى آخر، انا لن استخف في نفسي وانا لن اذهب، وقلت لهم حتى لو اللجنة المركزية لتنظيمنا قررت ان نذهب، انا سأستقيل من منصبي، واؤكد ان هذا كان قبل فضيحة غولدستون. الان بعد الفضيحة من من الفصائل على استعداد للذهاب الى القاهرة، هل تستطيع حماس ان تذهب؟ لا تستطيع، واقول لك اننا بصدد عقد اجتماع خلال الـ36 ساعة القادمة، وسيصدر بيان من الفصائل تطلب من المصريين تأجيل المصالحة التي كانت مقررة. رغم انّ المصريين منزعجون من ذلك، لانّ الرئيس قام بالتحضير، وانت تعرف مصر، فقدت دورها الاقليمي والعربي والاسلامي وما تبقى لها هو الموضوع الفلسطيني فقط، وكل محاولاتها للتدخل في الخلافات العربية فشلت، وانا اقول لكم بصراحة تامة انّ غاية هذا الحوار الفلسطيني يعز عليهم ان يروا قطاع غزة محررا من الاحتلال، والفلسطيني هناك على الرغم من الحصار الاجرامي يشعر انّ قراره بات مستقلا لاول مرة بعد تحرير القطاع بالمقاومة، وهذا الامر يعتبرونه سابقة وظاهرة، يعز عليهم ان يروا انّ الجواسيس تمّت تصفيتهم، وعصابات المافيا تمّت تصفيتها. اما اولئك في رام الله الذي كانوا يتشدقون بالقرار الفلسطيني المستقل، فقرارهم هو قرار دايتون، قرار اسرائيلي وقرار الانظمة العربية الرسمية. الفلسطيني في غزة يشعر بكرامة، لانّه يقرر، ويوجد توازن رعب بينه وبين العدو على الرغم من عدم التكافؤ بالقوة العسكرية، وبالتالي هذه الاطراف لا تعرف بايّ طريقة تستطيع السيطرة على قطاع غزة، واذا كان الامر كذلك، فأنا اطلب من الاردنيين والمصريين وعبّاس ان يعيدوا لنا الضفة الغربية، ان يوقفوا الاستيطان، عبّاس وهذه الانظمة اصدقاء لاسرائيل ويجلسون على موائدهم، فليطلقوا سراح الاسرى، وانا اقول اذا اعادوا الضفة الغربية فانّ اللحمة الجغرافية بين الضفة والقطاع ستعود.

وانا اقول لك انّهم يريدون نقل قرار دايتون من الضفة الغربية الى قطاع غزة، بصراحة هذا هو هدفهم، يتحايلون ويلتفون مرّة بعدوان، الآن هم يريدون ان يتحايلوا بطرقٍ اخرى، اعتقد انّ قطاع غزة المحرر يجب ان يكون سابقة لتحرير الضفة الغربية وتحرير القدس.

اليوم السبت سيعقد في مدينة عكا اجتماع شعبي بدعوة من حزب التجمع الوطني الديمقراطي للمطالبة بتنحية رئيس السلطة من منصبه، ما هو رايك في هذا الموضوع؟

ـ عبّاس يجب ان يذهب الى بيته، فهو لا يمثل شيئا، على الفصائل التي تجلس مع عبّاس ان تكف عن هذا الامر، وان نتوحد من اجل ارساله الى بيته، وان لا تكتفي بعض الفصائل ببيانات خجولة لكي نفضح عبّاس وننهيه سياسيا. نحن نقول علينا نحن، جميع الفصائل، من يمين ويسار ومن الخلفية الدينية، وان يكون الاجتماع في عكا بداية وانطلاقة، ويتوسع الى الضفة والى غزة والى فلسطينيي الشتات في الاردن ولبنان وسورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق