السبت، 10 أكتوبر 2009

القدومي: الأموال الأوروبية والأمريكية تسكت السلطة عن الكلام ودايتون يتوالى إسكات المناضلين

الحقيقة الدولية - القاهرة - مصطفى عمارة

انتقد رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي، قرار تأجيل التصويت على تقرير جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة وعدم الاستفادة دوليا من تقرير جولدستون الذي كشف ما ارتكبته قوات الاحتلال في عدوانها على قطاع غزة نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي.

وقال القدومي في اتصال تلفوني أجرته "الحقيقة الدولية" معه من تونس، ان سلطة رام الله عودتنا على اتخاذ قرارات غير مدروسة والاستجابة لطلبات الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل احيانا مما يجعل هذه السلطة بقيادتها تفقد الحصانة والجدية.

واكد ان هذه القرارات تؤثر بشكل سلبي على القضية الفلسطينية وتجعل العدو الاسرائيلي يتمادى في تصرفاته المعادية مثل توسيع مشاريع الاستيطان ومصادرة الاراضي ودعم القوى المتطرفة من قطعان المستوطنين في اعتداءاتهم على املاك المواطنين ومزارعهم.

وأضاف القدومي الذي اثار قبل فترة الكثير من الشكوك حول الرئيس محمود عباس بأتهامه بالتورط في قتل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالسم، أن استمرار القيادة الفلسطينية التي يرأسها أبو مازن سيسئ لها ولسيرتها التاريخية، اذا لم يكف عباس عن اتخاذ قرارات سياسية منفردة أو بناء على نصح امريكي او أوروبي أو إسرائيلي، لان مثل هذه التصرفات بدأت تثير في الاوساط الفلسطينية بل والعربية وحتى الدولية استياء متعاظما.

وطالب القدومي باستبدال هذه السياسة التهاونية واستبدال من يضعونها او يحدد معالمها من ان للاخر.

أوهام السلطة

واعترف قدومي بان هناك اوهاما واخطاء يقع فيها البعض في السلطة الوطنية الفلسطينية بان امريكا التي تحمي "إسرائيل" وتدعمها بالسلاح والمال يمكن ان تمتنع يوما من الايام عن هذه السياسة، وهذا ما يؤدي الى وقوع المفاوض الفلسطيني في اخطاء واوهام وآمال كاذبة تصل احيانا الى الاضرار بالمسار السلمي وبالتطورات السياسية للقضية الفلسطينية بدءا من اتفاق اوسلو وحتى خارطة الطريق.

واوضح ان توهم قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية بان الاستجابة للمشاريع والمبادرات والوعود الامريكية الخاصة بالحلول السياسية سيؤدي الى احراز تقدم في المفاوضات الهشة، ولكن في حقيقة الامر فإن المسألة أصبحت مقتصره على مطالبة السلطة بالحفاظ على الامن مع عدم تنفيذ وقف الاستيطان.

وقال القدومي هناك قناعات لدى قيادة السلطة الوطنية بان المفاوضات فقط هي السبيل الوحيد لتخليص الوطن من الاحتلال الاسرائيلي، وهذا لا يجعل هذه القيادات عرضة للإبتزاز في اللقاءات الهشة والخضوع لمطالب اسرائيل والولايات المتحدة.

وأشار الى انه بالرغم من فشل كل هذه الوسائل وفراغها من الانجاز الا انها استمرت وكأن القيادة الفلسطينية تكتفي بما تتلقاه من اموال اوروبية وامريكية تجعل العاملين في السلطة صامتين لا يثيرون النقد او الاعتراض ما دام الجنرال دايتون يتولى مع اجهزة الامن التي يقودها بالتعاون مع اسرائيل اسكات كل الالسن واعتقال المناضلين ومصادرة اسلحتهم والزج بهم في السجون والمعتقلات وهذه المظاهر يمكن تسميتها بانحراف او بخلل او بتعاون او بتآمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق