السبت، 10 أكتوبر 2009

جبهة قتال جديدة في العراق.. الصراع على نينوى..

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

..يجب على الكرد والعرب الإتفاق سريعاً على تقاسم السلطة.. تسيير دوريات مشتركة

في المناطق المتنازع عليها.. وحماية الأقليات.. بُغية الحليلولة دون تصاعد

العنف في محافظة نينوى، وتجنب تعريض ما تبقى من أوضاع هشّة جداً

وغير منتظمة لما يُسمّى بالتقدم الحاصل في العراق..

يُركّز أحدث تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية International Crisis Group على الصراع في نينوى- المحافظة العراقية الشمالية المضطربة- حيث يدور صراع بين العرب والأكراد، ويُهدد بالخروج عن السيطرة. وفي حين استمرت مستويات العنف بالانخفاض في أجزاء أخرى من البلاد، شهدت نينوى، في الأشهر الأخيرة، تصاعداً مثيراً في الهجمات في ظروف تواجد مجموعتين متنافستين على السلطة والنفوذ. وهنا سقطعت مجموعات الأقليات الضعيفة وسط هذين الطرفين، وما زالت تُعاني من وطأة الخسائر وعلى نطاق واسع، إذ قُتل منهم العشرات بالعلاقة مع الهجمات المروعة في الشهرين الماضيين.

"صارت نينوى بؤرة تركيز المرحلة الأخيرة من الصراع العربي الكردي،"" وفقاً لـ لولوة الرشيد Loulouwa al-Rachid- خبيرة التحليل لمجموعة الأزمات الدولية في العراق. وأضافت: "بدون التوصل إلى إتفاق وسط، فسوف تتصاعد مخاطر جرّ البلاد نحو منحدر عميق."

النزاع في محافظة نينوى، وهي محافظة ذات أغلبية عربية مع أقلية كردية قوية، وصلت ذروتها في يناير/ ك2 العام 2009 بعد انتخابات مجالس المحافظات. الأغلبية العربية الذين قاطعوا هذه الانتخابات قبل أربع سنوات مضتْ (الانتخابات السابقة) اتحدوا خلف قائمة الحدباء وانتزعوا السيطرة السياسية من منافسيهم الأكراد الذين شكلوا قائمتهم- قائمة إخاء نينوى Ninewa Brotherhood List.. وبعد أن حققت قائمة الأكراد المرتبة الثانية فقد أصرّوا على تقاسم السلطة مناصفة في المناصب الحكومية المحلية، ورفضوا إشغال مقاعدهم في مجلس المحافظة بعد رفض طلبهم. وكانت النتيجة شلل الحكومة المحلية، وتزايد المخاطر التي تنذر بتصاعد التوترات.

أي جهد ناجح لانتزاع فتيل الأزمة، يتطلب التعامل على مستويين.. على المستوى الوطني، يجب على الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان اتخاذ خطوات مشتركة لحل القضايا الثنائية العالقة، بما في ذلك وضع الأراضي المتنازع عليها، إدارة وتخصيص الموارد، وتقسيم السلطة. هذا مع فرض الضغوط على السياسيين الفاعلين في نينوى للتوصل إلى تسوية محلية، والتعهد بالإفراج عن 500 مليون دولار لم يتم إنفاقها من ميزانية الحكومة المحلية، وذلك عند النجاح وحصول الإتفاق.

محلياً، يتوجب على قائمتي الحدباء والإخاء التحرك لحل الخلافات بينهما. إنهما بحاجة إلى إتفاق مؤقت، على الأقل، يُعطي الأخير نصيباً عادلاً من السلطة، ويسمح لقائمة الحدباء الحكم بفعالية. يجب دمج المليشيات وقوى الشرطة الكردية رسمياً بالجيش الاتحادي والشرطة الاتحادية في محافظة نينوى، وتحت قيادة مشتركة، مع دوريات أمنية مشتركة. وينبغي حالياً إعطاء الأقليات قدراً أكبر من الحماية، ويجب أن تنتهي فوراً محاولات التلاعب بهم.

"تُذَكرنا نينوى بالمشاكل الأساسية التي تهدد العراق، خصوصاً عدم وجود حركة باتجاه التوصل إلى حل دائم للمسألة الكردية... التوصل إلى تسوية عاجلة، قضية مُلحّة، لكنها من غير المرجح دون دور أمريكي حازم. قد تكون الولايات المتحدة في طريقها إلى ترك البلاد، لكنها ستكون ملآنة بالمشاكل حتى في الوقت الذي تتوجه فيه إلى الخروج من العراق." قالها Robert Malley- مدير برنامج مجموعة الأزمات الدولية في الشرق الأوسط.

ممممممممممممممممممممممممـ

INTERNATIONAL CRISIS GROUP - NEW REPORT,Iraq’s New Battlefront: The Struggle over Ninewa, 28 September 2009.. Posted Byichalabi@orange.jo, 6 October 2009.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق