الجمعة، 9 أكتوبر 2009

دور المرأة الأحوازية وأفاق المستقبل

كَتَبَت: هدى محمد هواشم

عندما أتحدث عن المرأة وعن المرأة الأحوازية بالذات، ربما تأخذني " لاشعوريا " حماسة الانتماء إليها، ولكن لا أجدني أشطح بعيدا عن الحقيقة...الحقيقة التي لم يتح لها فرصة الظهورالى النور إلا نتفا، ولن أعزو أمر هذا الفراغ لغير الإهمال الذي طال الكثيرمن صفحاتنا الناصعة، ولا أريد هنا فرد صفحات بحث ترصد دورالمرأة الأحوازية في النضال الوطني...الا ليت شعري من ينبري لهذه المهمة من المتخصصين وله جزيل الشكر سلفا، ولكن ما أريده هنا لا يعدو كونه إشارة سريعة للتذكير بدور يكاد أن ينسى، وطاقة قيد التغيب. فالمرأة الأحوازية هي الأم وهي الأخت وهي الزوجة، هي بنت الشعب و أخت الرجال بدلالاتها...هي المناضلة التي تثير النفير بعزتها.

ومن غير المنطق تناول دور المرأة الأحوازية دون الأخذ في الاعتبار حزمة القمع المصوب عليها اِجتماعيا وثقافياً وقومياً...تحاصر حركتها، تحجب أفقها، تكبح ردود فعلها حيال هذا القمع. فهي تنتمي لشعب كله فريسة لأسوأ أنواع الإحتلال في التاريخ البشري.

فالمجتمع الأحوازي بحكم طبيعته القبلية من المفترض فيه ضيق المساحة لحركة المرأة، ومحدودية دورها وانحصاره في الإنجاب وتربية الأطفال وإدارة شؤون المنزل. وهذه الأدوار بالرغم من تقليديتها كانت اِستثنائية بالنسبة للمرأة الأحوازية بحكم واقع الإحتلال البغيض الذي تعددت ميادين أنتهاكاته على مدى تسعة عقود. إذ حورب شعبها ككيان لطمس هويته بمخطط ممنهج ثقافياً، اجتماعيا، سياسياً وأقتصادياً.

وفي ظل هذه المعركة التي امتدت عقوداً من الاستهداف الوحشي للإنسان الأحوازي أصبح للمرأة الأحوازية نصيب كبير في حفاظ الأجيال الأحوازية على هويتهم الثقافية وكيانهم العربي.

إذن فالوضع الخاص لشعبها وبلدها تحت الأحتلال وضعها على المحك، فكانت أهل لذلك. فبرز دورها الوطني في أحلك الظروف وأصعبها، ليس إكتفاء بالحركة في مساحة المسموح لها اجتماعيا بل بجهودها لكسر القيود بجميع أشكالها، ليتناغم دورها في الحراك الشعبي لنفض الأحتلال عن كاهله...فكانت أم تهدي الوطن أجيالاً يتناوبون في حمل الرسالة، وكانت الأخت الأحوازية والاِبنة التي الهمت أبطال الأحواز العزة والذود عن الشرف، والمناضلة الجسورة التي سمت بهامتها هامات الرجال فهي هي...التي بها تنجز الملاحم.

هذه هي المرأة الأحوازية طاقة واستعداد...فاِستثمار قدراتها وتبني أستعدادها للقفز بدورها إلى مستويات أرقى من ماهي عليه الآن يتطلب العناية بها بالإعداد والتأهيل المتخصص لاِمتلاك الوسائل المناسبة حتى ترقي بنضالها بما يتناسب مع متطلبات العصر. وفي رأي أن ذلك لا يتم إلا بتفعيل الأطر النسائية العاملة على ساحتنا الأحوازية ودعمها وتطوير ألياتها حتى تتمكن هذه الأطر من منهجت جهود المرأة الأحوازية في الداخل والمهجر وتنسيقها وتوحيدها. هذا وإن كنت لا أحبذ حصر جهود المرأة في مجال بعينه إلا أني أفضل أن يكون بجانب مساهماتها في المجالات الأخرى أن تركز نشاطاتها على الأقل في المرحلة الراهنة على المجالين الإجتماعي والتعليمي لملائمتهما مع طبيعة المرأة أكثر، بالإضافة إلى توسيع نطاق التواصل مع المنظمات النسوية للتعريف بالقضية الأحوازية وعرضها في المحافل الدولية وكسب التعاطف مع قضية شعبنا. أحب أن أنتهز هذه الفرصة السانحة لأخاطب كل الغيورين على مسيرة شعبنا والجادين علي تجديد وسائلنا النضالية والقادرين على ترجمة أحلامنا إلى حقائق معاشة والأفكار إلى أفعال، متجاوزين كل العوائق والموانع التي نوعت ملامحنا وعددت مشاربنا ومسالكنا أن يتيحوا للعمل النسوي أفاق جديدة تخرجه من قواقع الجمعيات النسوية المتناثرة على خارطة العمل السياسي الأحوازي بتجميعها تحت مظلة واحدة توحد جهود هذه الجمعيات بمعزل عن التباينات السياسية، فليكن تحت مسمى(الإتحاد العام للمرأة الأحوازية). فتخيلوا معي فوائد هذا الإنجاز- إذا ما تحقق- وأخلصنا النية في تبنيه. هذه دعوة خالصة لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد وأرجو أن لا تكون أمنية يلفظها واقعنا المعاش إلى عوالم الأحلام وإلى ذلك الحين الذي لا أعتقد أنه ببعيد أن شاء الله متى ما توفرت الإدارة...دمتم ودام نضالكم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق