الجمعة، 9 أكتوبر 2009

التحرش الجنسي في فلسطين نار تحت الرماد

يبدو التحرش الجنسي كالنار تحت الرماد في المجتمع الفلسطيني ولا يتشجع الغالبية العظمى من المواطنين للحديث عنه، لأنه ممارسات مشينة يرفضها المجتمع والدين والقانون، بينما الدراسات والأرقام الإحصائية مقلقة في هذا الصدد. ويؤكد الاختصاصيون ان التحرشات الجنسية ظاهرة موجودة، ولا يمكن السكوت عنها، وأعربوا عن خشيتهم من مخاطرها مع غياب رادع حقيقي لها، وشددوا على ضرورة وضع البرامج العلاجية لمخاطرها. وكشفت روضة بصير مديرة مركز الدراسات النسائية في الضفة الغربية عن دراسة محلية أعدت حول الاعتداءات والاستغلال الجنسي للأطفال وآثاره في المجتمع الفلسطيني شملت عينة مكونة من 652 طالبا وطالبة في بعض الجامعات الفلسطينية تبين أن 5 .30% قد تعرضوا إلى التحرش الجنسي مرة واحدة في سنه ما قبل الدراسة 7 .5% تعرضوا للاستغلال الجنسي من قبل أحد أفراد العائلة و6 .11% تعرضوا للاستغلال الجنسي من قبل أحد الأقارب وحوالي 2 .13% تعرضوا للتحرش الجنسي من قبل غرباء. وتشير الدراسات إلى أن 1 .22% من المعتدين هم من المحيط العائلي و9 .28% من الجيران بينما 5 .32% من محيط العمل الذي يعمل فيه الطفل والنسبة الأقل كانت من الغرباء 4 .16%. وقد أشارت الدراسة إلى أن ما نسبته 4 .33 في المئة من الأطفال المعتدى عليهم قد تعرضوا فيها للتحرش الجنسي أكثر من مرة. وبينت الدراسات أن التحرشات الجنسية تمت في بيئة الطفل ومحيطه فحوالي 33% من الاعتداءات تمت في المكان الذي يعمل به الطفل المعتدى عليه و8 .24% تم الاعتداء عليهم في مكان عام و4 .24% من الحالات تم الاعتداء عليها في الحي الذي يعيش فيه الطفل المعتدى عليه و8 .17% حالة تم الاعتداء عليهم في المنزل. زهية القرا الأخصائية النفسية في برنامج غزة للصحة النفسية تؤكد ان التحرش الجنسي ليس مقصورا على فئة عمرية معينة، وإنها تتلقى اتصالات يومية من الكثير من الأهالي، ليعرضوا مشاكل أطفالهم الذين يتعرضون للتحرش بهم. وترجع زيادة نسبة التحرش لأسباب عدة، منها تزايد العنف المركب الذي يتعرض له المواطنون من قبل الاحتلال. والحصار الخانق على قطاع غزة الذي يسهم في تدمير شخصية الرجل الفلسطيني، مع انتشار البطالة والإحباط وانعكاس ذلك مباشرة على الأبناء والأسرة. بينما أوضحت سمية حبيب الأخصائية النفسية، وجود أسباب أخرى منها البطالة وبينت ان مكوث الرجل لمدة طويلة في المنزل قد ازداد مما يؤدي إلى ازدياد فترة الاحتكاك بمن هم موجودون بالمنزل. وأضافت: الحالة النفسية الصعبة التي يمر بها الرجل وللطاقة الموجودة لديه دون وجود ما يفرغ به طاقته من نشاطات أو عمل.

غزة-ماهرابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق