الجمعة، 9 أكتوبر 2009

الاعتداءات على حرمات الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الجيش الإسلامي في العراق

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وصلى الله على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد :

فلقد أنعم الله علينا بنعمة الإسلام وبأننا من قوم نزل القرآن بلغتهم فصار تحصيل علوم الشريعة ومعرفة أحكام الدين أمراً سهلاً ميسراً، هذا الدين الذي بُني على خمس هي أساسه كما أن لكل بناء أساسه الذي إذا انتقض منه شيء أختل البناء وصار الهدم نهاية له ، فكذلك هذا الدين ينهدم بهدم أركانه، في مسند الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَيُنْقَضَنَّ عُرى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تشبت الناس بالتي تَلِيهَا وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضاً الْحُكْمُوأخرهن الصَّلاَةُ ) صحيح الجامع للألباني

وما سمعنا أن أحداً تجرأ فألغى أو عطَّل ركناً من أركانه إلا الدجاجلة المدَّعين للمهدوية أو النبوة ، ولا نعتقد أن الرئيس زين العابدين ممن يدعي أن الوحي قد نزل عليه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فلماذا يلغي ركناً من أركان الإسلام؟ أهو الحرص على شعبه لئلا يصاب بالانفلونزا المزعومة؟ إن كان كما يقول فلماذا لم يمنع الزنى والاختلاط المحرم -الذي أبيح في بلده- عند ظهور مرض الايدز؟ فهل انتشار العفة والشرف مما لا يليق بهذا البلد المسلم؟

وان كان حريصاً حقاً فلماذا لا يمنع مباريات كرة القدم التي يحضرها الآلاف من كل الفئات ، والسهر في الصالات والنوادي الليلية المغلقة فتكون فرص انتقال العدوى كبيرة أم أن حرصه خانه في هذا الموقف؟

ربما لا نستغرب هذا الفعل ممن يمنع ارتداء الحجاب في بلده ، هذا البلد الذي انطلقت منه جيوش المسلمين ليفتحوا أوربا وينشئوا دولة الأندلس التي دامت ثمانية قرون هناك ، ولكننا نستغرب هذا الفعل إذا جاء من عالم من علماء المسلمين ، حيث قرر شيخ الأزهر منع ارتداء النقاب في معاهد الأزهر الذي كان مناراً للمسلمين عدة قرون .

أيها الشيخ إن كنت ترى أن الأمر في لبس النقاب على الاستحباب وليس الوجوب مع أن أدلة الوجوب أقوى فإن اجتهادك هذا لا يجوز أن تفرضه على الآخرين وهذا ليس من العدل والحرية في شيء ، وان كان لبس النقاب مستحباً وفق اجتهادك ، فهو طاعة من الطاعات يتقرب بها إلى الله عز وجل فهل تمنع طاعة ؟ وهل فعلك هذا مما يتقرب به إلى الله تعالى؟

وما الذي يضيرك من لبس الفتيات للنقاب وأنت ممن لا يخفى عليه الفتن التي تعج بها بلاد المسلمين وخصوصاً مصر، وكان حرياً بك وأنت شيخ الأزهر أكبر منصب ديني رسمي أن تنتقد الانحلال في بلدك ،وانتشار الرذيلة والمحرمات والقنوات الفضائية التي تدعوا إلى كل رذيلة .

أما كان حرياً بك وأنت من أنت أن تنتقد تونس وهي تحرم لبس المرأة للحجاب ، وان تنتقد كل دولة قامت بتغيير مناهج التعليم في المدارس والجامعات طاعة للكفار .

وفي بلداننا الكثير والكثير مما تعلم ، وما سمعناك يوما قد انتقدت شيئاً مما ينافي الدين وأنتعلى قمة منارة من منارات الإسلام، والواجب الملقى عليك أضعاف الواجب الملقى على غيرك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم اجرنا في مصائبنا واخلف لنا خيرا منها .

اللهم وفق هذه الأمة لما تحب وترضى ووفق علماءها للحق والصدع به إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .

الهيئة الشرعية المركزية

الجيش الإسلامي في العراق

الخميس:19-10- 1430

الموافق: 8-10-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق