الجمعة، 9 أكتوبر 2009

بين إنسانية اليهود و إنسانية الفرس ضاعت الحقوق العربية

في خبر عن فلسطين (الأرض المحتلة) نشرته جريدة الشرق الوسط يوم الأربعاء الموافق 7/9/2009 تحت عنوان "سفير فلسطين بجنيف لـ الشرق الأوسط : كنت أنفذ تعليمات و لم أتصرف على نحو مستقل " و من ضمن هذا الخبر صورة لزعيمين من طائفة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للعنصرية حيث يجلسان إلى جانب الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في شمال فلسطين المحتلة كما هو واضح في الصورة، تعبيرا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، رافعين شعارات ضد العنصرية و يطالبون بدولة فلسطينية على كل فلسطين نافين الوجود لدولتهم القومية على تلك الأراضي العربية، إذن بين العشرة ملايين يهودي في العالم نستطيع أن نجد فيهم من يحاول دعم المظلومين حتى إذا اختلف معهم في الدين و العرق و الأرض.

لكن ليس بعيدا عن هذا الموقع الجغرافي (فلسطين) وفي موقع جغرافي أخر، في الأحواز، الأرض العربية التي تعادل فلسطين عدة مرات مساحة، و الثروات الأحوازية التي لا تحصى و لا تعد. نجد أبنائهم يعدمون بالجملة على يد المعممين في الدولة الفارسية المحتلة و بتهمة مطالبتهم بحقوقهم القومية والسيادة على أرضهم، لكن في المقابل يوجد في جغرافيا ما يسمى بالدولة الفارسية أكثر من 30 مليون شخص فارسي، يسيطرون على كل مقاليد الحكم و حتى منظمات حقوق الإنسان(إن كانت حقوق إنسان موجودة!!) و غيرها...، لكن المفارقة هي إننا لم نجد إنسانا واحدا بين الثلاثين مليون فارسي حتى الحائزين على جوائز نوبل لحقوق الإنسان منهم، أمثال شيرين عبادي لم يهتز لهم ضمير إنساني كي يدافع أو يصدر بيانا يدين و يشجب الإعدامات المستمرة في الأحواز المحتلة، رغم مشتركات الدين.

الجدير بالذكر إن محكمة ما تسمى بالثورة في الأحواز أصدرت في اليومين الماضيين أحكاما جائرة (إعدام) بحق سبعة من أبناء هذا الشعب المضطهد فيما سبق و أن أصدرت أحكامها اللاإنسانية بحق اثنين من الأحوازيين، حكما بالإعدام قبل شهر أيضا، لكننا لم نسمع صرخة ضمير من بين الثلاثين مليون فارسي و لا حتى عربي يرفع لافتة ضد البطش و الظلم الذي تمارسه الدولة الفارسية على أبناء الشعب العربي الأحوازي مثلما نشاهده في الصورة للشخصين اليهوديين، رغم إن المحكومين في الإعدام لهم اشتراكات مع شيرين عبادي و غيرها مثل الدين و الجوار...

وهنا السؤال الذي يطرح نفسه و بلا خجل: هل نستطيع أن نحسد الفلسطينيين على محتلين أرضهم الذي يتضامنون معهم و يسمحوا لهم أن يدرسوا بلغتهم و يسموا أبنائهم كما يشاءون.....؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق