الأحد، 25 أكتوبر 2009

واقع النظام الأيراني و تدخله في النظام العربي

فيصل نبهان

هناك مثل شعبي أحوازي نتداوله يقول ((لو شاع اسمك ذب اسلاحك)) بمعنى اذا شاع اسمك على اللأسن و الأفواه وذاع صيتك في الآفاق فليس عليك الاّ أن تلقي سلاحك جانبا لأنك لم تعد تحتاجه بعد هذا الصيت الذائع و الاسم الشائع فتشرع حينئذ بجني ثمار ما زرعته يداك و تعبت عليه و سهرت له الليالي من قبل و بذلك تكون قد ضمنت لنفسك ان تخطط و تبرمج و تتصرف حسبما تمليه عليك المصالح الذاتيه و ليس من حق احد ان يعترض عليك اذ يواجه بوابل من النقد اللاذع و الانتقاد الشديد من قبل الناس الذين بهرتهم سمعتك و كنت من قبل قد تفضلت عليهم بشئ" طفيف من حطام النية كما يقال و بهذا التحد اليسير و الكلام الناعم المعسول قد اشتريتهم و استعبدتهم واصبحوا لك جنودا مجندة لك ان تستخدمهم كاجندة مطواعة أينما و كيفما و وقتما تشاء انه الفقر و العوز المادي الاقتصادي و كذلك الفكري و الثقافي الذي يدفع الانسان ان ينبهر بالآخر انبهارا كاملا يعمي بصره و بصيرته لمجرد ان هذا الآخر لاطفه بكلمة او تصريح مقتضب عاجل لجلب الانتباه او لاستدراج منافع و مصالح مستقبلية انه الفقر الفكري و المادي الذي اذا دخل من باب فرج الايمان و معه الروح الوطنية من النافذة نعم هكذا هو الحال تماما بالنسبة للنظام الأيراني اذ يعد هذا النظام العنصري الديكتاتوري في نظر الغالبية العظمى من أبناء الشعوب العربية (اميين و متعلمين) نظاما اسلاميا يقوم على العدالة و الأخوة و الوحدة الاسلامية و هو عدو لدود لأمريكا واسرائيل و قد جرهم الى هذا الاعتقاد المغاير للواقع الخطاب الذي يتبناه النظام الايراني لخداع العالم العربي في سياسته الخارجية حيث يكثر فيه من المتشدق بالدفاع عن حقوق المستضعفين في العالم و تقديم الدعم لحركات التحرر في العالم الاسلامي و كذلك الدفاع عن فلسطين و القدس و تخصيصه يوما علميا لمظاهرات يوم القدس ليمسك زمام المبادرة للتحكم في شؤون القضيه المركزيه للعرب بدل اهلها الحقيقيين و هناك للأسف الكبير شريحة من المثقفين العرب انخدعوا بهذا الخطاب دون ان يزوروا ايران مرة واحدة ليطلعوا عن كثب على ما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان بحق القوميات و منهم العرب في الاحواز المحتلة حيث يمارس بحقهم التمييز الصارخ و التعذيب و الاعدامات العشوائية و القمع و الكبت و الحرمان الذي لا حدود له من جملة هؤلاء المنخدعين العرب هو الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا الدكتور زيدان خوليف الذي يظهر بين الفينة و الاخرى على شاشة المستقلة الفضائية و يدافع دفاعا مستميتا عن سياسات ايران و تدخلاته المتكررة في المنطقة العربية و هو لم يزر ايران في عمره و لا مره واحدة و هو مدفوع بهذا الأتجاه دفعا ايديولوجيا مركزا و الذي لا يعرفه يتصور انه ايراني اجاد العربية و ذهب سفيرا لنقل الافكار الايرانية للعالم العربي و هناك فهمي هويدي و صالح الورداني المصريان اللذان دافعا عن ايران ايديولوجيا و قاما بتبرير خطابه طيلة العقود الماضية وكانت دفاعاتهم طعنة بخلاء في خاصرة الامة العربية و مهدت لكل هذه التدخلات الفاضحه في شؤون الدول العربية و هم مستمرون و يتزايدون يوما بعد اخر و هذا يبعث على الالم والأسف الشديدين أن بعض بنى جلدتك يأكلون خبز العرب و يخدمون أجندة العجم ... انهم يقولون للعالم أن ايران التي تدفع في حساباتهم المصرفية أموالا طائلة هي التي ترعى القضية الفلسطينية و تدافع عنها بكل وجودها .

بينما تخلصت عنها الأنظمة العربية فلا العراق قدم للقضية المركزية للعالم العربي سيئا يذكر و لا الأردن و لا مصر العروبة و لا السعودية و لا الأمارات و الكويت و غيرها من الدول العربية انما ايران بشعاراتها الرنانة و البراقة استطاعت ان تخطف الأضواء و تهيمن على العقول الفارقة و تصور للعالم و تبرهن له أنها راعية الامة الاسلامية وأنها قطب الرحى فيما يتعلق بفلسطين و النزاع العربي الأسرائيلي سوف يبقى قائما مشتعلا ما لم تتفضل ايران و تقترح حلولا لأنها الصراع الذي امتد قرابة ثمانية عقود من الزمن...لا يا اخواننا العرب ما هكذا تورد الابل فنحن بصفتنا أحوازيين نرزح تحت براثن الاحتلال الايراني منذ عام 1925 و نعاني ابشع أنواع القمع و الأضطهاد أعلم من غيرنا بحقيقة هذا النظام التعسفي الرجعي المتعجرف وأكثر اطلاعا منكم يا اخوتنا العرب بجوهر الملالي الفرس و ما يدور في أذهانهم و عقولهم من أفكار خبيثة و نوايا دنيئه للسيطرة على مقدرات الأمة العربية و نقطة الخليج العربي و العراق الذي أصبح ساحة خلفية لتصدير الأرهاب الفارسي وصب جام حقدهم و غضبهم على العروبة فما يمر يوم الا و نسمع عن ضبط كميات كبيرة و ضخمة من الاسلحة و المتفجرات الايرانية الصنع يتم تصديرها من ايران لغرض تدمير العراق و استهداف العرب وصب الزيت على النار و في نفس الوقت تتواصل تصريحاتهم ضد اسرائيل العدو الوهمي للفت الانظار عن الجرائم البشعة و الأرهاب الحكومي المنظم الذي تمارسه ضد أخواننا العراقيين عبر عملاءها المدسوسين المأجورين من باعة الضمائر المتلبسين بأزياء العرب الناصبين لهم العداء قد يساعدنا هذا القول التقليدي على اماطة اللثام و كشف الحقيقة فيما يرتبط بواقع النظام الأيراني ؛(( الناس اعداء من ما جهلوا)) أو (( أعدى عدوك الجهل و خير اصدقائك العقل )) اذا كنا كعرب نجهل حقيقة ما يجري في الداخل الايراني و لا نبذل أي جهد لغرض الأطلاع على مدى خطورة المؤامرات و المخططات و المشاريع الاستعماريه التوسيعه التي تقوم بحياكتها ايران او طبخها في مطبخ قم و طهران لنهب ثروات العالم العربي و الاستيلاء على أجزاء و مفاصل مهمة و مصيرية من الوطن العربي كالعراق و الخليج العربي و لبنان و سوريا و فلسطين ؛فعندئذ لا نلوم الا أنفسنا اذا وقعنا من حيث لا نشعر في شباك النظام الايراني عبر الأنبهار و الأنخداع بخطابهم الذي يحمل بهرجة اسلامية في ظاهره و تراه منمقا و معسولا بيد انه يستبطن الخبث و الحقد و الدهاء و العداء الصارخ للأمة العربية بطبيعة الحال الأنسان البسيط و غير الواعي يقوم بتكذيب و تنفيذ كل ما لم يسمع به او يطلع عليه او يخالف عقليته غير المتحضرة و غير الناضجه و يصبح عدوا لكل ما يجهله اذن الجهل و عدم المعرفة و الأطلاع اعدى أعداء الأنسان و خيرأصدقاء هو العقل و التفكير الحر السليم لكي يتمكن من تشخيص الاعداء الحقيقين الذين يتحينون له الفرص للأنقضاض و الجهاز عليه ! و مادام فاقدا لقوة فأنه سوف لن يكون قادرا على مواجهة العدو الحقيقي بنفس الاساليب و التكتيكات التي يستخدمها هذا العدو المترصد لذلك بات لزاما على المواطن العربي أن يكون على قدر المسئوليه الملقاة على كاهله و ان يبذل أقصى ما بوسعه لتوعية بني جلدته بخصوص الأخطار المحدقة به من قبل النظام الايراني و عملاءه المعممين و المتشيعين الذين اتخذوا الدين و المذهب غطاءا" لتنفيذ خططهم الاستعماريه الصفوية الأيرانيه للقضاء على الوجود العربي و للسيادة المطلقه على كافة المناطق و الدول العربية و قاموا بأستغلال الأحاسيس و العواطف الجياشة لدى الانسان العربي المسلم لتبرير تدخلاتهم السافرة في وضح النهار في كافة الشؤون العربية و لا من معترض او محتج او مستاء او ناقد لهذه التدخلات الصارخه و التصرفات اللاحضاريه و اللا انسانية تجاه العرب !البعض منا (بل الكثير منا للأسف )غط في سبات عميق كانه آمن مستأمن من مكر و دهاء ايران و ظل ينتقد كل من يقوم بنقد سياسة ايران الخارجية و أصبح يعمل لصالح النظام الأيراني كالطابور الخامس في عقر وطنه العربي !متجاهلا او متغافلا عن تدخل ايران في شؤون بلاده الداخلية و ممارسة التفريس و الصفويه عن طريق التبشير الشيعي و تصديره الى كل أصقاع الوطن العربي كالسودان و مصر و الجزائر و المغرب و حتى جزر القمر و الصومال و مناطق أخرى نائيه يقطنها العرب لغرض تشييعهم و جعلهم مائلين لأيران عبر دعمهم اقتصاديا و تجريدهم من هويتهم العربية و الاسلامية و بالتالي استخدامهم كسلاح يتم التحكم به عن بعد ضد مصالح الامة العربية و لزعزعة الأمن و الاستقرار في بلادهم كميليشيا حزب الله في لبنان و حماس و الجهاد الاسلامي في فلسطين و الحوثيين في اليمن و النظام السوري برمته و الشيعة في السعودية (بالأحسا و القطيف و المنطقة الشرقية الذين لديهم طلاب كثيرون في الحوزات العلمية في قم و هم مستعدون للتضحيه بأرواحهم دفاعا عن النظام الايراني و تدمير وطنهم السعودية!!) فعلى سبيل المثال وليس الحصر يحذر المعمم الشيعي القبانجي و هو أحد العراقيين من أصول ايرانية يحذر من مخطط للدول العربية للأطاحة بالتجربة السياسية العراقيه الجديدة و يغض الطرف عن التغلغل و التدخل الأيراني الصارخ في كافة الشؤون العراقيه الداخلية و الخارجية و السياسيه و الثقافية و الاقتصادية و الاجتماعية و الدينيه و غيرها من كافة مناحي الحياة و لم يقل شيئا عن استمرار تدفق الاسلحة الأيرانية بكثافة الى داخل العراق لممارسة العنف و الأرهاب و تدمير البني التحتيه العراقيه ليبقى العراق محتاجا لأيران في كافة الحقول و الأصعدة هناك مئات المشاريع و الأجندات الايرانيه يتم تنفيذها داخل الدول العربية في غفلة او علم من العرب و هذا الأمر ينذر بخطر عظيم و شر مستطير و جسيم يحيق بالأمة لا سمح الله شكرا لمملكة المغرب و قرارها الصائب الذي جاء متاخرا بقطع كافة العلاقات مع ايران نظرا لأنها تمارس نشر التشيع المذهبي و السياسي في ربوع المملكة البعيدة عن ايران آلاف الكيلومترات و يجب على باقي الدول العربية اتخاذ قرار مماثل اذا ما أرادت سلامه نفسها و مواطنيها من التشيع الايراني المدمر كما فعل بلبنان و اليمن و العراق و غيرها ما فعل فأن وراء الأكمة ما ورائها .. لم احدثك أيها القارئ العربي في هذا المقال عن معاناة كثيرة حيث قمت بتخصيص الحديث عن تدخل ايران في الدول العربية و سأقوم بذلك في الايام القادمه بأذن الله . اننا أعرف بعنجهية و غطرسة و عنصرية النظام الايراني من غيرنا لأننا نقاسي هذه آلالام و العنصريات عن كثب و نعيشها ليل نهار في واقعنا الاحوازي المأساوي حيث نبلع النخلة ابسلاها كما يقول مثلنا الشعبي الاحوازي و لا أحد يتفهم هذه المعاناة الا أن يكون عربيا شريفا قرأ عن الاحواز و اطلع على موقعه الاستراتيجي في منطقة الخليج العربي و عرف الشيء الكثير عن عروبة و صلابة شعبه الأبئ المضطهد طوال العقود الثمانية التي مرت عليه طيلة فترة الأحتلال الأيراني الفارسي الصفوي و ما أدراك ما معنى المشاريع التفريسيه التي تمارس بقوة فتاكة على أرض الواقع هنا في ربوع الأحواز العربية المحتلة سأحكي قصة هذه المعاناة في مقالات قادمة انها قصه تضم بين دفتيها فصولا كثيرة من الألم و العذاب و القهر و الكبت و الفقر بكل اشكاله و الحرمان و التجهيل و الموت البطئ الذي يمارس بحق هذا الشعب المغلوب على أمره قصة فيها غصص مريرة و آهات مخنوقة وأصوات مبحوحة و لغة خرساء و هوية ضائعة في خضم احتلال لا يرحم و استعمار اتخذ المذهب وسيلة و سلاحا فتاكا لأسكات الشعوب التي تعيش على نجد ايران المترامي الاطراف كالكرد و البلوش و التركمان و الاتراك و نحن العرب الاحوازيين الذين تفصلنا عنهم جبال زاجروس الشاهقة الممتدة مئات الكيلومترات انه اذن بالنسبة لنا استعمار شامل و بالنسبة لأخواننا العرب الذين لا يعرفون شيئا عن ماهية و حقيقة النظام في ايران أنه يشكل جارا مسلما و أخا شقيقا يقف الى جانبهم معاضدا و مؤازرا و لم يدروا بانه يعطي بقة و اخذ مقابلها جملا أنت اخي العربي مقابل عقلية انسان فارسي اختزلت كل تراكمات التاريخ و أحقاد أسلافهم التي احتفظت بها اجيالهم الصاعدة و هاهي تجيد اللعبة و تخسر أنت الرهان اذا حافظت على ثقتك العمياء بهذا النظام المتفرعن الذي يكشر انيابه بين فينة وأخرى لدول الخليج العربي و دع عنك البساطة المفرطه و انظر لواقعك المعاش نظرة عصرية و سياسية متفحصه و سلط الاضواء على كافة البعاد و الزوايا المتعلقة بالوطنية و الهوية و الوجود و لا تكتفي بالنظرة الدينيه الشكليه و السطحيه التي تشبه ما يطفو على سطح الماء من زبد و رغاء حين يجتاح الموج البحر على الشواطي و سرعان ما تنتهي و تنقشع كأن لم تكن من الأساس شيئا يذكر ...الوطن أغلى معاني الذمار و لولاه لما كان بأمكانك أن تحافظ على الشرف و العرض و المال لأن حبه و التضحيه له من أجمل معاني الايمان انه البيت الحنون و الحضن الدافئ الذي يضمك بين ذراعيه و قد احسن الشاعر حين قال :

بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي وان شحوا علي كرام

فماذا يعني أيها الأخ اللبناني أن تقوم بتعليق صور خميني و خامنئي في شوارع بيروت الحبيبة ؟! و أنت أيها العراقي و اليمني و غيرهم أليس عندكم أبطال وأمجاد و رجال صنعوا تاريخكم حتى تتوسلوا بهوهلاء الذين تاجروا بالمذهب و ابتلعوا ثروات العرب و احتلو أراضيهم ؟

أهل مكة أدرى بشعابها.......اتعظوا يا أولى الالباب

الأحواز المحتلة

24\10\2009



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق