الأحد، 18 أكتوبر 2009

هل الزعامة تورث .. هذا لو كان زعيما !!؟

مصطفي البحيري

18 اكتوبر 2009

مقدمة :

الزعامة الروحية و المدنية لا تتوفر خصائصها إلا في قليل من الناس المتميزين و الموهوبين و لم يثبت عقلا ان جنسا من الأجناس بل ( أسرة من الأسر ) قد احتكر افراده هذه المواهب و الميزات حتي تحبس الزعامه فيه .

يقول احد الشعراء في الماضي :

إذا طاب المرء طابت فروعه * و من عجب جادت يد الشوك بالورد

و قد يخبث الفرع الذي طاب أصله * ليظهر فعل الله في العكس و الطرد

حتي النبوة نفسها لم تنتقل بالميراث لأن أغلب ابناء الرسل و الأنبياء كانوا فاسقين فما بالك بالأبناء المدللين للحكام الطغاة !؟ .. يقول الله تعالي ( و لقد أرسلنا نوحا و إبراهيم و جعلنا في ذريتهما النبوة و الكتاب فمنهم مهتد و كثير منهم فاسقون ) . و عندما طلب نبي الله ابراهيم الامامة لذريته فابي الله في قوله تعالي : ( و إذ ابتلي إبراهيم من ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين )

و قد نهي محمد (ص) عن التوريث في حديثه : ( من ولي من أمر المسلمين شيئا , فأمر عليهم أحدا محاباة , فعليه لعنة الله , لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا حتي يدخله جهنم ) .. فهل نتعظ !!؟

حتي ان الخلفاء الراشدين بداية من أبي بكر إلي علي لم نسمع منهم أحد قد رشح ابنه لخلافته او جهز ابنه ليكون مكانه .. حتي ان علي طلب منه الناس ان يستخلف الحسن فقال علي رضي الله عنه : (لا آمركم و لا أنهاكم .. انتم أعلم ) .. حتي الرسول نفسه لم يستخلف أحدا علي المسلمين عند موته .

ما أريد ان أصل اليه بهذه المقدمة البسيطة أن الحكم أمانة لا يحملها إلا الكفأ و أن الزعامة لا تورث و إن التفكير في توريثها جر علي الشعب شرا كبيرا .

و هل مبارك زعيما أصلا :

قال أحد الحكماء في صفات الزعيم الحقيقي : إذا أردت أن تعرف أقدار الزعماء فقارن بين أقوالهم وأفعالهم ,و بين ماضيهم وحاضرهم , وفي الصلة بينهم وبين أمتهم , فمن وجدته مسرعاً إلى العمل أكثر من تسرعه في القول , ثابتاً على مبدئه من بداية أمره إلى آخره , محبباً إلى الأمة , متفانياً في مصالحها العامة ,فذلك هو الزعيم .

( لكن مبارك إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف .. شتان بين كلامه و بين أفعاله فهو متلون في مبدأه مكروها من شعبه متفانيا في تحقيق مصالحه الخاصة و مصالح أسرته علي حساب المصلحة العامة !! .. و حتي لا يتهمني أحد بأنني أتجني عليه فلتقارنوا بين ما فعله مهاتير محمد لماليزيا و لي كوان يو لسنغافورة و مبارك لمصر و ستعرفون وقتها فعلا الحقيقة ) .

و يستكمل الحكيم كلامه في صفات الزعيم الحقيقي فيقول : وإذا أحببت أن تعرف مبلغ إخلاص القائد فابحث عن نظرة أعداء الأمة إليه ومعاملتهم له , فإذا ألفيتهم ينعتونه بالعدو الشريف , ويعاملونه معاملة الخصم العنيد الشديد , فذلك الذي أخلص للأمة جهاده , وصدقها وده , وبذل لها روحه وجسده .

( كلنا نعرف أن مبارك هو الحليف الاستراتيجي في المنطقة و صديق اسرائيل و معاونهم .. و لا تعليق )

و يقول الحكيم : وإذا وددت أن تعلم أي القادة أنفع لأمته , فانظر إلى الذي يبسط منهم للحق رداءه , و يمد إلى التعاون يده , ويتناسى أنانيته ولذته , ويطأ بقدمه شهوات الحكم والرئاسة حين يدعوه داعي الجهاد لإنقاذ البلاد , فذلك الذي بلغ الذروة في القيادة , وكانت حياته بركة للأمة , وجهاده رحمة للعامة , وفقده ثلمة في كيان الوطن لا يسدها إلا عظيم مثله يقتفي أثره .

( أما مبارك فقط نشر الظلم علي يد زبانية الداخلية بقيادة حبيب العادلي و نذر حياته لشهوات لنفسه و أسرته ) .

هل التوريث توريثا لشخص أم لنظام :

أري دائما أن مبارك قد يكون لاعب مهم في كثير من الأحيان داخل منظومة الحكم لكنه ليس اللاعب الأوحد و هناك الكثير من اللاعبين الذين يمثلون دائرة صنع القرار السياسي و هم المستفيدون بشكل أكبر في حالة توريث ظاهري من مبارك لابنه فهم سيظلوا في نفس الدائرة التي ستحافظ لهم علي نفوذهم السياسي الذي يجنون من وراءه الكثير و الكثير .. هؤلاء اللاعبون و هم يمثلون النظام الأهم عندهم هو توريث نظام فاسد و طاغي يحقق مصالحهم الخاصة و اذا توقعوا ان انتقال السلطة من مبارك لجمال ( توريث الشخص ) لن يكون في صالحهم و سيكون ضد مصلحة ( توريث النظام ) فاعتقد انهم لن يتأخروا في ان يخونوا السيناريو الموضوع و الذي يجري تنفيذه حاليا لتحقيق الهدف الأسمي لهم و هو توريث النظام بكل ما فيه و لن يسمحوا بغير ذلك .. لذا معركتنا ليست ضد توريث كرسي و لكن ضد نظام مستبد بأكمله

خيارات التوريث :

من الفقرة السابقة من الممكن ان نتبين ان سيناريو التوريث ينتهي غالبا بجلوس جمال مبارك علي كرسي الحكم بدعم من رجال الحزب الوطني و رجال الأعمال المستفيدين من الوضع الحالي .. و لكن ما الخيارات الأخري التي تظهر في الأفق ؟

هناك شخصيات أخري تلوح في الأفق قد يكون لها دور في هذا السيناريو أبرزهم علي الاطلاق عمر سليمان فهو رجل له ثقله السياسي و العسكري و محل ثقة كبيرة من مبارك لكن هل سيكون وجود عمر سليمان وجود دائم كوريث للنظام ام انه سيكون مرحلة انتقالية و تخديرية يتم فيها تنفيذ اخر مراحل التوريث بنقل السطلة في النهاية لجمال مبارك بنظام المحلل ؟

أم ستكون هناك شخصيات أخري تقوم بنفس الدور ( المحلل ) ام انهم قد تيقنوا انه لا حاجه لمحلل و الانتقال سيكون مباشرة لجمال مبارك ؟

أم ان هناك بعض اللاعبين سيغتالوا حلم الأسرة المالكة و يخونوا السيناريو الموضوع لينقضوا علي الكرسي لتحقيق أطماعهم ؟

أفكار كثيرة تدور في مخيلتنا و لكن ماذا سيحدث منها !!؟

متي بدأ سيناريو التوريث و كيف يجري تنفيذه :

كلنا الآن أصبحنا متأكدين ان سيناريو التوريث أصبح في حكم المؤكد و الظاهر و لكن متي بدء التنفيذ لهذا السيناريو .. هل بدء مع بداية ظهور جمال مبارك في الساحة السياسية ام قبلها ام بعدها ؟

اعتقد اعتقاد شخصي ان سيناريو التوريث سواء توريث كرسي او توريث نظام قد بدء من زمن بعيد جدا قد نختلف او نتفق لكن الأكيد ان التوريث أصبح قريبا جدا

و قد عبر عن هذا السيناريو د. محمد البلتاجي في مقالة رائعة اتمني ان يقرأها كل مهتم بالموضوع و سأذكر لكم بعض النقاط التي تم طرحها في المقالة

1- الحرص الشديد طيلة العقود الثلاثة الماضية ألا تبرز للساحة العامة أي شخصيات تكون محل التفاف وحب وثناء الجماهير, وسرعة تغييبها إذا تحقق لبعضها شيء من ذلك.

2- الحرص التام طيلة العقود الثلاثة الماضية على دوام فراغ منصب نائب رئيس الجمهورية رغم النصوص الدستورية التي كانت موجبة لوجوده, ثم جاءت التعديلات الدستورية التي جرت في مارس2007 لتنقذ فراغ المنصب من التعارض مع الدستور

3- ما تم في المؤتمر الثامن للحزب الوطني -سبتمبر 2002- من إزاحة لقيادات حزبية تاريخية والدفع بقيادات جديدة من خارج الحزب إلى أعلى الهرم الحزبي واستحداث أمانات جديدة صارت هي المهيمنة على كل شيء (أمانة السياسات و أمانة التنظيم )

4- ما تم خلال الـ15 سنة الماضية من إجهاز منظم على كل فاعلية وحيوية لقوى المجتمع المصري التي يمكن أن يكون لها رأي في معادلة مستقبل الوطن, سواء في ذلك القوى السياسية (الأحزاب-الجماعات السياسية) أو القضاة أو النقابات المهنية أو الحركة الطلابية والعمالية أو نوادي أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية (وليس بعيدا عن ذلك معارك تكسير العظام الأخيرة مع الإخوان المسلمين, والتدخلات المباشرة في نوادي القضاة ونقابة المحامين ونادي تدريس جامعة القاهرة, ورفض تأسيس حزبي الوسط والكرامة(

5- ما حدث في 26/3/2007 من انقلاب دستوري شمل تعديلا بل تفصيلا (للمرة الثانية في أقل من سنتين) للمادة 76 –الخطيئة الدستورية- التي قضت باستحالة تقدم منافس مستقل إلا أن يوافق عليه الحزب الوطني -لزوم الديكور أو الحاجة- وذلك من خلال شرط تزكية 250 من أعضاء الشعب والشورى ومحليات 14 محافظة, بينما حافظت المادة نفسها على ديكور انتخابات وهمية من خلال سماحها بمشاركة أحزاب كرتونية ليس لها عضوان اثنان يمثلانها في كل المجالس النيابية والمحلية, كما أعطت المادة نفسها كل الصلاحيات في كل مراحل وفي كل إجراءات الترشيح وسير العملية الانتخابية وحتى إعلان النتيجة -دون تعقيب- للجنة الانتخابات الرئاسية التي تتكون من عشرة أشخاص بعينهم و يرأسهم رئيس المحكمة الدستورية العليا.

6- بقيت المادة 77 تسمح ببقاء الرئيس في السلطة مدى الحياة (دون تحديد سقف زمني لمدد الرئاسة بمدتين, وهو التحديد الذي كان محل إجماع القوى الوطنية وتجاهلته التعديلات الدستورية الأخيرة), وبذلك يصبح انتقال السلطة لأي من كان تأبيدا وتوريثا

7- تلا ذلك ما حدث في انتخابات الشورى 11يونيو 2007، حيث منع وصول أي شخص لا ينتمي للحزب الوطني إلى مقاعد الشورى الـ88 -باستثناء عضو واحد لحزب التجمع-. ثم ما حدث في انتخابات محليات 8 أبريل 2008، حيث منع وصول أي شخص لا يرضى عنه الحزب الوطني لمقاعد المحليات الـ52 ألفا (وحدث هذا وذاك لضمان عدم حصول أي مرشح رئاسة مستقل على التزكية المطلوبة )

8- تلا ذلك ما حدث في 30 يونيو 2009 حين اختار السيد رئيس الجمهورية المستشار فاروق سلطان بالاسم والانتقاء رئيسا للمحكمة الدستورية العليا، ليكون رئيسا للجنة الانتخابات الرئاسية القادمة, وتم هذا الاختيار بالتجاهل لجميع نواب رئيس المحكمة المستحقين لشغل المنصب, وبالانتقال إلي المحكمة العليا من خارجها, بعد أن كان رئيسا لمحكمة جنوب القاهرة (وهو الذي شهدت رئاسته لتلك المحكمة وقف إجراء انتخابات المهندسين والأطباء المعطلة لأكثر من 15 عاما, بينما أجرى انتخابات المحامين الأخيرة التي أعلن هو نتائجها في 1 يونيو/حزيران 2009, ليعقبها مباشرة ترقيته مساعدا لوزير العدل في 6 يونيو 2009, ثم إعادة ترقيته لرئاسة المحكمة الدستورية في 30 يونيو 2009(

9- ما حدث في فبراير/شباط 2009 من اعتماد مرحلة تسويق التوريث, وهي العملية التي أسندت لعشرات من القيادات الصحفية (المعروفة بولائها الكامل للتوريث والوريث وبتفرغها وتخصصها في الهجوم على خصوم التوريث) التي تم انتقاؤها وترقيتها وتسليمها العديد من المؤسسات الصحفية الحكومية, وفي هذا السياق –أيضا- تأتي الجولات والزيارات الداخلية والخارجية, وتأتي حوارات الشباب وطلائع الوريث غيرها

10- الأهم من هذا كله هو الواقع الفعلي لمساحة الحضور السياسي للوريث الابن في الداخل والخارج بلا غطاء إلا غطاء المستقبل, وأوضح من ذلك حجم ومساحة الحضور التنفيذي للنائب أحمد عز بلا معقب –وفوقيته على جميع الساحات البرلمانية والحزبية التنظيمية والوزارية الحكومية بلا أي قيود ولا حدود- ومعلوم للجميع أن فوقية أحمد عز ليس لها من سند ولا غطاء إلا أنها ظل وانعكاس وامتداد لفوقية الوريث الابن وحجم سلطاته وصلاحياته الحالية (والتي هي مستمدة من قوة سلطاته وموقعه في المستقبل)

هذا كله غير الجهل و الفقر و المرض ( مثلث الرعب الذي صنعه النظام و يحافظ عليه بنجاح باهر ) الذي افقد الشعب المصري توازنه و جعل كل اهتمامه بلقمة العيش في سلبية تامة بعيدا عن اي اهتمام بالحياة السياسية و ما فيها من قرارات .

التوريث في نظر الجيش و المخابرات و الأزهر و الكنيسة :

هل يوافق الجيش والمخابرات في مصر على ما يصفه الكثيرون بسيناريو توريث السلطة لجمال نجل الرئيس المصري حسني مبارك؟

تتنوع الآراء بين معارض و محايد فتارة نسمع من يشدد علي عدم انخراط الجيش في الشأن السياسي الداخلي تحت أي ظرف، قائلا إن مهمة الجيش هي الانشغال بالتدريب والتسليح للدفاع عن الوطن ضد العدو الخارجي فقط و هناك من يقول الجيش لا يتدخل في الشأن الداخلي إلا في حالات الكوارث، أو إذا طلب منه الرئيس التدخل، كما حدث من قبل أثناء أحداث الشغب التي قام بها الأمن المركزي و هذا اخر يقول إن هناك أجنحة في النظام ترفض توريث الحكم لنجل الرئيس على رأسها الجيش والمخابرات و هناك من يقول ان معلومات سُربت، مفادها أن الجيش والمخابرات يرفضان توريث الحكم لنجل الرئيس، والسبب هو أن جمال مبارك ليست له مجموعات مصالح داخل الجيش والمخابرات فهل يكون للجيش و المخابرات كلمة في هذا الموضوع .. أشك !!؟

أما بالنسبة للأزهر و الكنيسة فقد أعلن شيخ الأزهر من قبل تصريحات حول إباحة توريث الحكم بالانتخابات

و أعلن البابا شنوده عن تأييده لجمال مبارك فى سباق الرئاسة ، وقال أنه أفضل مرشح لخلافة والده. و لم انزعج من تلك التصريحات لأني متأكد من ان النظام لن يترك وسيلة الا و سيستخدمها في تحقيق غرضه حتي لو كانت هذه الوسيلة هي الدين و رجال الدين المعاونين للنظام المستبد !!؟

دور أمريكا :

لن تلعب أمريكا دورا محوريا في التوريث و لن تنهي عنه و لن تأمره به فالرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لا يمتلك أجندة لمناهضة التوريث في مصر و أوباما أو أي رئيس أمريكي يريد من أي حاكم آت في المنطقة أن يحقق المصالح الأمريكية و اعتقد ان افضل من يمرر اجندتهم في المنطقة هو مبارك و نظامه و لم لا و هو الحليف الاستيراتيجي و الصديق الودود للادارة الامريكية .. و اعتقد ان امريكا لن تطلب أكثر من شويه حقوق انسان وهميه و ديموقراطية زائفة . لذا فالرهان علي الدور الأمريكي خاسر لا محالة.

المعارضة و اجهاض سيناريو التوريث :

تبدو الان قوي المعارضة بمختلف اتجاهاتها الفكرية و السياسية بحاجه الي الاتفاق علي رؤية مشتركة و لو لمرحلة انتقالية بعيدا عن عزل أى قوى سياسية مهما بلغت درجة الاختلاف الأيديولوجى معها من هنا تأتى ضرورة السعى لبلورة رؤية مشتركة والبناء عليها لتشكيل أوسع تحالف ممكن وتنحية كل الخلافات الأيديولوجية جانبا فى هذه المرحلة الحساسة و المهمه و اعتقد ان يجب ان يكون هناك مرشح واح متفق عليه من قوي المعارضة في كل الدوائر الانتخابية و كذلك تسمية مرشح مستقل يتمتع بحسن السمعه و السلوك و اتفاق الاغلبية عليه ليكون هو المكلف بادارة مرحلة انتقالية يتم خلالها اعادة صياغة للدستور و القوانين المؤيد للحريات .. و اعتقد انضمام رموز مصرية كزويل و البرادعي لهذه الجبهه يعطيها ثقلها في مرحلة نحتاج فيها كل مصري شريف يريد الخير لامته قبل نفسه .

و اعتقد ان لمنظمات المجتمع المدني دور كبير في هذه المرحلة و كذلك الرقابة علي الانتخابات و منع التزوير.

رجاء اخير للمعارضة : بلاش الحوار النخبوي و انزلوا للناس في الشارع :)

الشعب و التوريث :

في أحد روندات جراحة الكلي و المسالك هذا العام ذكر لنا المحاضر قصة صغيرة جدا لكنها حقيقية رغم اعتراضي علي تشبيهاته في وقتها و لكني اقتنعت بعدها و تلك هي القصة ( مزارع عنده زريبه فيها شويه بهايم لما مات ابنه ورث الزريبة بالبهايم .. هل البهايم هتعترض ) انتهت القصة برغم قسوة التشبيهات و لكن هو اوضح وجهه نظره باننا نعامل كما تعامل البهائم و لا اختلاف حتي لو اعترضنا مادام لا تغيير .

أتمني ان اري في حياتي الشعب المصري يغضب لأجل حقه و يثور علي الظلم و الظالم اتمني اني اري الشعب لا يرضي بالاهانة و الذل و هل هناك اهانة او ذل اكبر من اننا قد اصبحنا بهائم ؟

اتمني ان يستفيق الشعب من غفوته الطويلة جدا و لا يرضخ للقهر الاجتماعي و يكون عامل كبير في تابيد الاستبداد و توطين الظلم , اتمني ان يكون الهرم مرة واحده في مصر صحيحا و يكون الشعب هو مصدر السلطات و هو القوة الأكبر المتحكمة فيمن يحكمها و تستطيع محاسبته و عقابه ..؟

هل هذا ممكن .. اتمني !!

و اني لأذكر الشعب بأن الله لعن المتواطئين علي المنكر المجتمعين علي الاثم فقد قال الله تعالي ( لُعن الذين كفروا من بني اسرائيل علي لسان داود و عيسي ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) صدق الله العظيم .. و هل السكوت عن الجريمة الا مشاركة في الجريمة ؟

الم يأمرنا الله بالأمر عن المعروف و النهي عن المنكر ؟

و اني لأذكر الآية الكريمة حين قال تعالي ( فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين ) هذه الايه قد قيلت في فرعون و قومه فهل نرضي ان يستخف بنا فرعون العصر ( مبارك) و نطيعه فنكون من الفاسقين !!؟

نداء أخير الي الشعب : لا تبحث عن العرض ( فقرك و جهلك و مرضك ) ابحث عن السبب ( مبارك و نظامه )

العصيان الفكري ورقة أخيرة مرفوضة :

كتبت هويدا طه في الحوار المتمدن منذ ثلاثة أعوام عن التوريث و انهت المقالة بهذه الفقرة : إعلان التوقف نهائيا عن الحديث في مسألة التوريث.. فقد اتضح أننا تاريخيا غير قادرين على تفعيل (عصيان مدني) شعبا ونخبا.. فهو يحتاج إلى (شعب يستجيب) و(تنظيم يقود) وما إلى ذلك من أشياء عجائبية تستعصي على الحالة المصرية! فتاريخيا هذا النوع من الشعوب لا يعيش على أرض مصر لأن تربتها غير صالحة لنمو أي (نبتة تمرد).. وهذا النوع من التنظيمات يحتاج إلى قيادات (انقرضت) من تربة مصر! أما العصيان الفكري فهو والله في متناول اليد!.. لا يحتاج إلى شعب قد يخذلك ولا إلى تنظيم قد تشرق الشمس من الغرب قبل أن ينشأ مثله في مصر.. لا يحتاج إلا إلى الاعتذار عن أوهامنا السابقة عن(تغيير احنا مش قدّه)وبعد الاعتذار.. خلينا نحلم على قدّنا، أحلامنا الغابرة.... وداعا!

أعتقد ان هويدا طه قد أخطأت في هذه المقالة و اثبت شباب مصر و رجاله في 6 ابريل 2008 ان هناك بالفعل امل لكن مازلنا نحتاج للمزيد من الجهد .. الأمل ظهر في المحلة و لم يختفي و ظل مستمرا في روح شباب 6 ابريل و لكنه ينتظر الظهور مرة اخري .

أتمني الا نستجيب لليأس و نكتفي بالعصيان الفكري .. فالأمل موجود

رسائل قصيرة جدا :

الي مبارك و نظامه : ثمن التوريث في الجابون قتلى وجرحى .. سلب ونهب .. حكومة موازية .. اتقوا الله في مصر

ميحكمش : اري ان الحمله نخبوية قليلا و اتمني ان يحدث تفاعل كبير مع الشارع و بالتوفيق

مؤتمر القلة المندسة : اثق في شباب 6 ابريل و في قدرتهم التي طالما اظهروها في مواقف كثيرة التحموا فيها مع الشارع .. ربنا يوفقكم

المعارضة بكل صفوفها : الاتحاد قوة

شعب مصر : لا يضيع حق وراءه مطالب

اخيرا انهي حديثي و مقالي بجزء من قصيدة لفاروق جويده ( اغضب ) :

اغضب فإنك إن ركعت اليوم سوف تظل تركع بعد آلاف السنين

اغضب فإن الناس حولك نائمون وكاذبون وعاهرون ومنتشون بسكرة العجز المهين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق