الأحد، 15 نوفمبر 2009

لا يا خالد مشعل ..حالة اللا حرب واللا سلم

عد نكسة 67 كان المطلوب على الجبهات العربية حالة اللا سلم واللا حرب ، في ذاك الوقت كانت الشعوب العربية في حالة احباط من الواقع الذي وصلت اليه دول المواجهة ، قوات مسلحة مفككة ، جبهة داخلية تكاد تكون منهارة اقتصاديا ً ومعنويا ً ، ولكن بشموخ وكبرياء أبناء الأمة العربية رفضوا النكسة ورفضوا الهزيمة وخرجوا داعمين قياداتهم التي لا يوجد في قاموسها الاعتراف بالعدو الصهيوني ، بل المواجهة ثم المواجهة ثم المواجهة .

ولكي تكسر حالة اللا سلم واللاحرب وكسر رغبات العدو في تثبيت هذا المفهوم جغرافياً وسياسيا ً وأمنيا ً كان القرار من القيادة المصرية، وبالتحديد جمال عبد الناصر ببدء حالة الاستنزاف واختراق خطوط العدو من خلال منظمة سيناء العربية والفدائيين ، مما جعل هناك هامش واسع له مدلولات سياسية وأمنية

تعاطت القيادة المصرية والسورية مع ما طرح بعد الحرب مباشرة من مبادرات سياسية مثل مشروع روجرز وقرارات الأمم الامتحدة 224 و 338 وكان هذا لا يغفل فكرة الكفاح المسلح والحرب واسترداد الأرض من خلال مقومات عسكرية تفرض وقائع سياسية اقليمية ودولية .

من أخطر ما تواجه قضايا التحرر هي حالة اللا سلم واللا حرب التي يرغب بها العدو دائما ً ، وخاصة العدو الصهيوني ولأنه عدو احتلالي توسعي منهجه التغيير الديمغرافي واللوجستي على الأرض .

ومن هنا نستطيع أن نحدد نقاط انتقالية لكلمة الأخ خالد مشعل أمام الأحزاب العربية في دمشق .

الأخ خالد مشعل تحدث على أن المقاومة والعمل المسلح الفلسطيني سيأخذ وقتا ً وتحدث أيضا ً على أن فكرة انتفاضة جديدة من الصعب الآن ، ومن هاتين العبارتين نستطيع ان نستخلص ماهو وجه التعامل مع الاحتلال في السنوات القادمة ؟

اذ ان لم يفرض العدو خيارات اخرى على حماس و على الفصائل الفلسطينية الأخرى .

بلا شك ان مشروع ما يسمى بالتسوية قد انهار، ولا اختلف مع الأخ خالد مشعل في تصوراته وما وضعه من مسببات لهذا الانهيار ، وكنا نقول في حالة انهيار برنامج التسوية بكل عيوبه وأخطاره المهددة للحقوق الفلسطينية لابد من توفر بدائل وبدائل سريعة ولأننا بحاجة لأن نملئ الفراغ الذي أحدثته قيادة التسوية في الساحة الفلسطينية من منح فرصة للعدو الصهيوني بالتمدد الاستيطاني وابتلاع اجزاء هامة من القدس .

خيارات المقاومة ، حالة اللا سلم واللا حرب تحت غطاء الاستعداد ودعم المقاومة والصمود ، أي نأخذ المقاومة السلبية من الاحتلال تحت دعوة أننا غير قادرين على تفجير انتفاضة جديدة أو ممارسة العمل المسلح ، ربما يكون عند الأخ خالد مشعل مسببات موضوعية لذلك وربما أيضا ً أن الاجراءات التي نفذتها سلطة رام الله ضد المقاومة تحت مبرر تنفيذ بنود خارطة الطريق هي من المسببات الرئيسية وهي المعوقات التي أدت إلى اضمحلال قدرات المقاومة في الضفة الغربية .

ولكن ماذا بعد ؟

حالة اللا سلم واللا حرب هي أخطر بل تساوي الخطر الذي أحدثته سلطة رام الله في مفاوضاتها مع العدو الصهيوني ،فحالة اللا سلم واللا حرب ستتيح للعدو الصهيوني التمدد في الاستيلاء على الأرض في الضفة الغربية التوسع في المستوطنات ، ويمكن ان نقول ان في حالة اللا سلم واللا حرب أن يهدد المسجد الأقصى ويقسم بأقل التقديرات .

ومن هنا نقول للأخ خالد مشعل ان التعاطي مع السياسة تفرضها الظروف الموضوعية لشعبنا وليس الظروف الخارجية وهنا أختلف معه في التصور ، فلا يمكن تحقيق انجازات سياسية وتعديل في الطرح السياسي بدون لغة يفهمها العدو وتفهمها أمريكا والمجتمع الدولي ، ونستطيع أيضا أن نقول أن لا ثورة بدون تضحيات ولا حرية لشعب بدون أن يقدم تضحيات جمة ، ومن هنا نقطة التردد والتوهان والمبررات التي أطلقهاالأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس تضعنا على هامش المقاومة وعلى هامش الثورة وعلى هامش التحرير ردح من الزمان ، هذا وكما قلت إذا لم يفرض العدو وقائع جديدة في المواجهة يكون هو فيها المبادر مع لغة اللا حرب واللا سلام التي يطرحها الجانب الفلسطيني .

إذا ً الظروف التي يمكن ان يفرضها شعبنا في مقاومته بكافة الأنواع على الأرض هي التي يمكن ان تعدل المسار السياسي العربي ويمكن ان توفر الدعم والغطاء العربي ولسبب بسيط ان البرنامج العربي والمبادرة العربية سقطت كما سقطت أوسلو وليس للعرب أي خيارات أخرى إلا اتباع الخيار الفلسطيني في المقاومة إذا كان العرب جادين في دعم المقاومة الفلسطينية ودعم الحقوق الفلسطينية .

بقلم/ سميح خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق