الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

مؤتمر «الفئة الضالة»

عبد العزيز الحسينى

لو كان الأمر بيد هيكل لما اقترح ما اقترحه لأنه كما قال يقترح الممكن ولايقترح ما يرغبه ولو كان الأمر بين المعارضين «الأحياء» لملأت الشوارع التظاهرات ضد نظام مبارك وضد التمديد والتوريث لكن المعارضة شديدة الضعف والنظام الحاكم مرتبك وعاجز إلا عن القمع والشعب ضائع خائف منعدم الثقة في الحكومة والمعارضة والنخبة والمستقبل، ولايمكن لشخص حصيف ومحلل علي أعلي درجات الدقة كالأستاذ هيكل في مثل هذه الأوضاع إلا أن يقدم حلا وسطا يوقف السلطة المطلقة لرئيس الجمهورية ويجعله رمزا أكثر منه حاكما ويمنع التوريث ويوقف الفوضي ويحمي الدولة من الانهيار بواسطة قيادة جماعية وبدعم القوات المسلحة ولو النظام عنده شيء من العقل لقبل الاقتراح لمصلحته أولاوليس لمصلحة الوطن التي لاتأتي في المرتبة الأولي.

النظام مرتبك ولايوجد فيه قرار بالنسبة لرئاسة مصر المقبلة وها هو نظيف يصرح بأن جمال مرشح محتمل فيخرج المتحدث الرسمي بلسان مجلس الوزراء ليقول أن تصريحات الدكتور نظيف تمت صياغتها بشكل غير دقيق.. أما عماد الدين أديب الاعلامي المقرب من مبارك الأب فيتحدث أكثر من مرة عن الخروج الآمن للرئيس مبارك من الحكم.

الخيبة الكبري أن جمال مبارك ينتقد الشعب المصري، البطالة زادت لأن الشعب «مبيحبش» يتحرك ويدعي أن هذه ثقافتنا لأننا كما يدعي لانريد أن نتعلم أو نعمل بعيدا عن أهلنا؟! مشكلة السيد جمال أنه جاهل بحقيقة الشعب المصري وبالواقع المعاش.. هذا الشعب الذي خرج منه الملايين تاركين وطنهم إلي كل بقاع الأرض نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية سعيا لحياة كريمة أو بحثاً عن «لقمة العيش» لم يجدوها في بلادهم، ألا يعلم أن آلاف الشباب يخوضون مغامرة التسلل بحراً إلي أوروبا بطرق مميتة وسط الأمواج ويغرق منهم المئات.

المصيبة أن الشعب صاحب الحق الأول في تحديد المستقبل السياسي للحكم والحاكم مهمش تماما، أما الحزب الحاكم فقيادات منه منشغلة بتجنيد شباب من«الفيس بوك» مقابل 1500 جنيه شهريا للدعاية لجمال وأفضل تسمية يمكن أن تطلق علي مؤتمره العام هي مؤتمر «الفئة الضالة».. ففي ظل رئاسة مبارك« رئيس الحزب الوطني».. مصر ديمقراطيا تعاني من الاستبداد والقهر والتزوير واجتماعيا تكابد الفقر والمرض والإفساد واقتصادياً ترزخ تحت البطالة والأسعار والإفقار، أما وطنيا فهي تحت الهيمنة الأمريكية وسيناء تحت الخطر«الإسرائيلي».. محليا تعيش مصر الفوضي والعشوائية وإقليميا فقدت دورها القائد أما مكانتها الدولية فهي إنعكاس للمحلي والإقليمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق