الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

استمرار تصاعد البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

معدل البطالة الرسمي يصل إلى أعلى مستواه منذ 26 عاماً

ومعدل البطالة الحقيقي يقترب من الكساد العظيم

ارتفع معدل البطالة إلى 10.2% في أكتوبر وفقاً لبيانات صدرت يوم الجمعة عن وزارة العمل. وهذه هي المرة الثانية فقط يصل فيها معدل البطالة إلى رقم ثناني (بمرتبتين) double digits منذ الحرب العالمية الثانية وأعلى مستوى يصل إليه منذ العام 1983.

يُشير هذا المعدل إلى أن الأساس الحقيقي لـ "الانتعاش recovery" الذي أعلنته إدارة اوباما، رافقه تصاعد معدل البطالة، جنباً إلى جنب مع تشديدات العمل speedupsدون أن يقابلها زيادة الأجور، بل وانخفاضها عموماً. وتأتي أرقام البطالة هذه بعد يوم واحد فقط تبين أن هؤلاء ممن لا يزالون في مواقع عملهم يقومون بعمل أكثر مقابل أجور أقل..

تم حساب معدل البطالة وفقاً لدراسة استقصائية للعائلات survey of households. ولوحظ ارتفاعها بمقدار 0.4% في أكتوبر- أكثر بكثير مما توقعه الاقتصاديون. كما تم قياس الوظائف غير الزراعية في مسح منفصل لأرباب العمل، وأظهرت نتائج مسح العائلات إلغاء (558) ألف فرصة عمل.

.. أوقات جيدة قاب قوسين أو أدنى!؟..

نشأت هذه الكارثة الاقتصادية على مدى سنوات سابقة في ظل ريغان- بوش في جانب العرض: إضعاف الاتحادات العمالية.. سياسة اقتصادية خرقاء تجاه الشركات.. الرفاه.. السوق..

نعم.. أعرف (كاتب المقالة) أن الحكومة الاتحادية تقول أن معدل البطالة حالياً 10.2%، صعوداً من 9.8%، بعد أن عانت البلاد خسارة صافية لفرص العمل القائمة بمقدار 190 ألف وظيفة أخرى في أكتوبر/ت1.. وهذا رقم مخيف جداً very scary figure في حد ذاته. وبعد كل شيء، فإنه يكشف بأن عدد العاطلين قارب ألـ 16 مليون أمريكي عاطل عن العمل.

لكن هذه الأرقام "مُعدَّلة adjusted"- معدلات تستخدمها الحكومة الفيدرالية للإبقاء على الشعب الأمريكي جاهلاً بحقيقة مدى سوء مستوى البطالة في هذا البلد. فعندما نُضيف عدد العاطلين السابقين ممن تخلّوا عن محاولة العثور على فرص عمل، وآخرون قبلوا بالعمل بدوام جزئي لعدم قدرتهم على إيجاد فرص عمل بدوام كامل، عندئذ يمكنك الوقوف عند رقم أقرب إلى معدل البطالة الحقيقي.

الحقيقة المحزنة sad fact هي أن معدل البطالة الحقيقي يصل ،على الأقل، إلى 17.5%. هذا يعني أن واحداً من كل ستة عاملين خارج دائرة العمل في هذا البلد ولا يتمكنون من إيجاد عمل بدوام كامل.

أيها الناس.. هذا يعني بأن معدل البطالة الحالي يقترب بسرعة من معدل البطالة في فترة الكساد العظيم Great Depression عندما تجاوز 20%. وتعترف الحكومة بأن المعدل الحالي سيستمر في التصاعد على مدى أشهر عديدة مقبلة، وربما على مدى أطول. بمعنى أن معدل البطالة الحالي يقع ضمن احتمال بلوغة مستوى أرقام الكساد العظيم..

ما يزعجني هو أن الحكومة وخبراء القطاع الاقتصادي الخاص private economic pundits يحاولون حالياً إقناع الأمريكيين أن الأوقات الطيبة هي قاب قوسين أو أدنى.. يخبروننا بأن الركود recession قد انتهى فعلاً (لأن بيانات الناتج المحلي الإجمالي GDP لربع واحد من السنة أظهرت بعض النمو). ثم يؤكدون لنا أن معدل البطالة الحالي هو مجرد مؤشر متأخر، وسوف يستدير turn around في الأشهر القليلة القادمة مع استمرار النمو الاقتصادي.

أتمنى أن أتمكن من تصديق هذا الكلام، لكني لا استطيع. البطالة المتصاعدة لم تتحقق نتيجة فقر الاقتصاد. إن أعداداً من هذه البطالة حصلت من قبل الشركات لتحقيق كسب في الأمد القصير، وزيادة موجوداتها stocks- توفير الملآيين (من الدولارات) لصالح المدراء التنفيذيين والمستثمرين. أعمال أخرى كثيرة برواتب جيدة تم نقلها إلى الخارج shipped overseas لتمكين الشركات الحصول على أيدي عاملة رخيصة.. لا شيء من فرص العمل هذه قابلة للعودة بغض النظر عن مدى الانتعاش الاقتصادي..

بحدود 70% من الناتج المحلي الإجمالي تعتمد على مشتريات المستهلكين في هذا البلد. مع استمرار تصاعد إلغاء فرص العمل القائمة، فالحصيلة هي أن عدداً أقل من الناس (المستهلكين) يملكون النقود لإنفاقها. وحتى هؤلاء سيحرصون على محافظهم ويتحفظون في إنفاقهم خوفاً من الوضع الاقتصادي..

بل، وحتى عندما يبدأ الاقتصاد بتوليد فرص عمل جديدة بدلاً من فقدها.. كيف ستكون نوعية فرص العمل الجديدة هذه؟ رواتب جيدة مع امتيازات benefits (كما في السابق، على الأقل) أم أجوراً بحد أدنى بدون امتيازات؟ لا عيب في تقليب البرغر ولكن بالتأكيد لا تستطيع شراء كفايتك من الطعام، دفع مصروفات المنزل والسيارة.. مع هذا النوع من العمل..

والآن، يقول خبراء السياسة Political pundits، إذا لم يحصل تحول في الاقتصاد وفرص العمل قبل الانتخابات القادمة، فسيقع اللوم على الديمقراطيين لأنهم في السلطة.. ربما يكون هذا صحيحاً، رغم أنه قد لا يكون عدلاً unfair.

لكي لا ننسى Lest we forget، فهذه الفوضى لم تُخلق من قبل الديمقراطيين.. فهذه الكارثة الاقتصادية نشأت قبل سنوات طويلة جداً تعود إلى عهود ريغان- بوش في جانب العرض- السوق مدفوعة بالسياسة الاقتصادية.. كان بوش الأب على حق عندما وصفها بـ "اقتصاد الدجل/ الشعوذة voodoo economics."

الحقيقة هي أن مرحلة الركود لم تنته بعد.. ولن تنتهي إلى أن يبدأ الاقتصاد توليد فرص عمل جديدة.. ولكن أربط أحزمة مقاعدك fasten your seat belts.. (أضرب على الخشب)..لأن هذا يعني شوطاً بعيداً على طريقٍ وَعِرٍ جداً very bumpy road!"

ممممممممممممممممممممممممـ

* Real Unemployment Rate : Closing in on the Great Depression,By Ted McLaughlin / The Rag Blog,uruknet.info, November 7, 2009.

[Rag Blog contributor Ted McLaughlin also posts at jobsanger.]
The Rag Blog
.

* US unemployment rate surges to highest level in 26 years,By Andre Damon,uruknet.info, WSWS, 7 November 2009.