الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

لماذا حلق ( الشيوخ ) لحاهم وتركها اخرون...!

محمد حسن العمري

-1-

دخل معالي وزير الاوقاف الاردني الحالي الوزارة بغير لحية ، ولما ازدادت الانتقادات لوزارته اعفى معالي الوزير لحيته..! بينما ظل المفكر الاسلامي الراحل كامل الشريف طوال وزارات الاوقاف التي تلقدها بغير لحية ، وكذا كان اذ تقلد العديد من المناصب الاسلامية الدولية.

ولعل اخر رحلة حج له كانت عام 2005 وتشرفت بالسفر مجاورا له على ذات الرحلة بالطائرة كانت لحضور مؤتمر الحج العام بصفته عضوا برابطة العالم الاسلامي بدعوة من خادم الحرمين ، ولم يكن الرجل ملتحيا حتى ساعتها ، وكان يقوم على خدمة ابناء احدى بعثات الحج الاسيوية دون ان يقدم صك غفران بلحيته..!

-2-

كنت قد قرأت فيما قرأت ان ثلاث من العبادلة الاربعة الصحابة ، وقد صار احدهم خليفة وهو عبدالله ابن الزبير شهيد مكة ، كانوا يخففون لحاهم لدرجة انها لا ترتقي لقبضة اليد ، وهو ما ذهب اليه بعض اصحاب المذهب الشافعي في جواز حلق اللحية على الاكراه ، والامر مثار خلاف ومحله الفقه ، مع انني اليوم على قلة المجتهدين المسلمين لا اقرأ الا لبعضهم كمحمد عمارة و محمود سليم العوا وكلاهما غير ملتحٍ ، وكان كذلك المفكر الراحل انور الجندي ،وكذلك فهمي هويدي .

ومعروف ايضا ان سيد قطب صاحب الظلال لم يكن ملتحيا كذلك ، فيما كان الشيخ محمد الغزالي بلحية خفيفة لا تكاد نظهر احيانا ، ومثله كان معظم قراء القران الكريم المعروفين في مصر كمحمد رفعت وعبدالباسط والمنشاوي والطبلاوي..!

-3-

في منتصف الثمانينات عندما نشبت ازمة سياسية واكاديمية في جامعة اليرموك شمال الاردن ، زجت ادارة الجامعة وعمادة الطلبة باللحية في المعركة القائمة ، فقد نشرت مقالا هشا يومها ادى الى دخول التيار الاسلامي الى الازمة بعد ان كان خارج اركانها ، وكانت اركان الازمة مقتصرة على ادارة الجامعة من جهة والتيار اليساري والطلبة المتضررين اكاديميا من جهة اخرى ، نشرت مجلة الطلبة التي تحررها عمادة شؤون الطلبة الموالية لادارة الجامعة مقالا عنوانه ( الفئران الملتحية) ، وتبين فيما بعد بزوال اسم الكاتب حتى اليوم وخروجه من دائرة الضوء ان الاسم لم يكن سوى اداة في الصراع ليس اكثر ، صحيح ان الكاتب الاسلامي الراحل حسن التل والذي كان يمتلك صحيفة اللواء قد كتب مقاله –الكلاب الضالة- وحمل القرية التي انجبت الطالب والتربية مسؤولية مقال هش كهذا ، لكن ما اتضح اليوم بعد نحو ربع قرن ان مقال اللحية ذلك ، كان عنصرا من عناصر المواجهة السياسية وان من كتب المقال تحت اسمه ، ربما لم يسمع بالمقال الا بعد نشره..!

-4-

لما تكون اللحية على غير المتدينين فهي شأن خاص ، وتلحق احيانا بالموضة والصرعات المتقلبة ، وكانت يوما ما من رموز الشيوعية العتيدة ، لكنها عندما ترتبط بالدين فان من راى وجوبها اعفاها ومن راى غير ذلك يحلقها ، لكن دون ان تكون صورة كرتونية تتقلب مع المواقف والمصالح و الصراعات..!