السبت، 17 أكتوبر 2009

أول ثمار حزم حكومتنا مع سوريا القبض على محمد الدايني بماليزيا

حميد الشاكر

العالم لايمكن له ان يحترمك اذا لم تحترم نفسك انت اولا !.

كما إن العالم لايخلق لك الامن والاستقرار في بلدك اذا لم تفرض انت وبنفسك الامن والاستقرار داخل بلدك على الاخرين !.

هذه هي ملامح معادلات الدول في العصر الحديث ، فاذا كنت من اهل القدرة والحزم والاصرار على فرض هيبتك كدولة وكحكومة على الاخرين الاقليميين والخارجيين ستكون بذالك وضعت اول خطوة لك لفرض الاعتراف بوجودك كدولة وكحكومة تحترم نفسها اولا ، وثانيا تفرض على الاخرين احترامك لنفسك بأن تطالبهم باحترامهم لانفسهم امامك !!.

ظلّ العراق ومنذ اسقاط الدكتاتورية البعثة فيه في سنة 2003م حتى وقت قريب جدا مشغولا ببناء هياكل دولته الجديدة ، ماوفرّ الفرصة لدول الاقليم العراقي ان تتدخل بشؤونه الداخلية والامنية والسياسية وحتى الاقتصادية والاجتماعية ، فكانت ولم تزل اصابع دول الجوار العراقي متحركة داخله بالاضرار بامنه والتلاعب بسياساته الداخلية ، وتحاول السيطرة على اقتصاده واعلامه وحركة مجتمعه ....، من غير ان تخشى هذه الدول الاقليمية ان تفقد اصبعا واحدا من يدها الممتدة الى حد العضد للتلاعب باستقرار العراق

وامنه ودماء اطفله ونسائه وشيوخه !..

نعم ايضا من الجانب الاخر كان العراقيون ولم يزالوا بشكل كبير غارقين في بناء مؤسساتهم في الدولة ومختلفين على مقادير الحصص لكل واحد منهم ، ومنعزلين عالميا تحت وطأة دبلماسية خارجية ضعيفة جدا ، ومشغولين بتعداد ضحاياهم اليومية التي تقع حرقا بقنابل الارهاب ومافيات الفساد والجريمة المنظمة ...... لم يزل هؤلاء العراقيون غائبين وغافلين عن الالتفات الى بناء سياسات الدول وكيفية صناعة التاثير الخارجي لها ، مما اغرى من الجانب الاخر للمعادلة الاقليمية والعالمية للعراق ان تنظر جميع الدول والحكومات لهذا العراق على اساس انه ملعب وساحة خلفية لدولهم او مشجب بل ومكب نفايات ارهابية لجميع طلاّب الموت والانتحار داخل مدنهم وشوارعهم لتصديرها للعراق كمنفذ تتسرب منه النفايات المضغوطة في هذه لمجتمعات والحكومات والدول الى داخل العراق وخارجة عنهم حتى بدى ان كل محتقن سياسي ملّ الحياة وملته في المملكة العربية السعودية او في سوريا او تونس او المغرب ...الخ

لم يعد يرى للحياة قيمة تحت وطأت دكتاتورية نظم العرب المستبدة ، فيفكر بالانتحار والتخلص من هذه الحياة وبدلا من ان ينتحر في بلده ليشنق نفسه بمروحة او يشرب سمّا او يرمي بنفسه من شاهق .....الخ بدلا من ذالك كله اصبح التفكير بالمجيئ للعراق لينتحر هذا المنتحر بقتل مجموعة من المصلين العراقيين او المتبضعين في الاسواق اوالحدائق العائلية وغير ذالك من الامور التي ربما تعني له شيئا في انتحاره على الاقل ليموت ويميت معه الحياة في العراق ايضا بلا ان يجد هناك اي مانع من قبل نظامه السياسي القائم في بلده العربي بذالك !!.

ولمَ يجد مثل هذا المنتحر مانعا او عائقا من نظام حكومته السياسي القائم ، اذا كان هذا النظام يضرب عصفورين بحجر واحد ، الاول هو التخلص من امثال هذه البهائم الانتحارية المفترسة التي تريد ان تموت باي شكل من الاشكال وعلى اي وضعية من الاوضاع ، وثانيا مادام ليس هناك دولة في العراق ولاحكومة تراقب وتحاسب وتندد وتحمّر عينها على مثل هذه النظم التي استضعفت ساحة العراق وحكومته ومؤسسات دولته الى درجةآمنت تلك النظم العربية اي مساءلة عراقية او دولية لمثل استهتارها هذا بدماء الشعب العراقي وامنه واستقراره ؟!.

لكنّ عندما ولاول مرّة شعرت هذه النظم السياسية العربية الاقليمية إن الاسد العراقي قد صحى من غفوته واستعاد قليلا من عافيته وانه استطاع ان يصرخ بعد سبعة سنوات عجاف متوالية من الارهاب المنحدر له من الشقيقة سوريا بوجه هذه الجبهة العربية التي لم تراعي حرمة لالجيرة عراقية ولالدم شعب بكامله ، عندما اتخذ العراق الموقف الحازم بوجه التدخلات السورية وامدادها لحركات الارهاب الصدامية القابعة على اراضيها للتخطيط والتنفيذ لتدمير العراق ، وهددت حكومة العراق بانشاء محكمة دولية وصممت على ذالك وشعرت سوريا العربية الشقيقة بالفعل ان العراقيين بدأوا باحترام انفسهم ودمائهم وشعبهم ودولتهم ، عندئذ تحرك المغرب العربي ليعتقل بهائم الانتحار التي لديه قبل ان يفكروا بالمجيئ الى العراق وكذا تونس وهكذا ليبيا والكويت والجزائر والسعودية وغير ذالك كلّ منهم شعر انه عليه واجب ان يحسب الحسابات السياسية الدقيقة منذ الان فصاعدا بشأن ارسال انتحاريين من جنسيات بلدانهم الى العراق ، وهذا لالشي استجد الا كون العراقيون انفسهو واخيرا ادركوا طريق فرض احترام دمائهم ودولتهم وسياستهم على الاخرين !!.

نعم ماليزيا الدولة البعيدة جغرافيا عن العراق لو لم ترى في الاسد العراقي صحوة وتعافي عن مرض الضعف لما التفتت لوجه الارهابي الهارب محمد الدايني ودققت فيه والقت القبض عليه في مطاراتها المزدحمة بالبشر ، ولما شعرت ان الامر يعنيها اذا كان العراق على نفس سيرته الاولى بالغفلة والتشاغل بالحصص السياسية بالداخل واهمال ملفات الامن وصناعة سياسات الدولة للخارج !!.

إن الموقف العراقي الحازم مع الجارة سوريا وتصميم العراق حكومة وشعبا على تسليم الارهابيين المتمترسين بالارض السورية لضرب الامن والاستقرار العراقي ، وتطور الموقف العراقي للمطالبة بانشاء محكمة عدل دولية والطلب من الامم المتحدة ومجلس الامن بالتحقيق في الاعتداءات السورية على العراق ارضا وامنا وشعبا ......الخ ، كل هذا هو الذي حرّك الدولة الماليزية للاهتمام بالشأن العراقي ، وهو نفسه المعطى السياسي الذي جعل من ماليزيا دولة محترمة لدولة العراق وامنه واستقراره ، وملتفة بضرورة او وجوب ان تتعاون دولة ماليزية بالحفاظ على الامن في العراق كما الحفاظ على امنها الداخلي ايضا !!.

والعكس ايضا يكون صحيحا اذا اهمل العراق المطالبة بحقوقه وفرض احترامه على دول الاقليم والعالم ، ولو كان العراق بذاك الشكل من الترهل والسكوت عن المطالبة باحترامه كدولة فلم نكن لنسمع او نقرأ ان ماليزيا او الصين او الامارات ....او غيرها من الدول التفتت الى امن العراق واحترمت وجوده ودماء شعبه المباحة اليوم ارهابيا !!.

وهكذا ليس غريبا اذا بقى العراق على سياسة فرض احترام وجوده على الاخرين ولم يتنازل قيد انمله او يتساهل في دماء شعبه وامنهم تحت اي مبرر او ذريعة ، بل ويلجئ الى مؤسسات القانون الدولي ان ثبت تورط اي دولة اقليمية او عالمية بضرب امنه واستقرار شعبه ...... ليس غريبا بعد هذه السياسة الحازمة للدولة العراقية ان نسمع القاء قبض على ارهابيين خاضوا بالدم العراقي في سوريا او السعودية او الامارات وتسليمهم الى القضاء العراقي لمحاكمتهم كمجرمي حرب وابادة جماعية وارهابيين دوليين وقتلة وسافكي دماء الشعب العراقي البريئ ، كما فعلت ماليزيا وسوف تفعل باقي دول العالم انشاء الله تعالى !!.

اخيرا على الدولة العراقية وعلى الحكومة العراقية ان تدرك ان أمن مواطنيها مرهون بمواقفها السياسية الحازمة التي تظهر للعالم كله ان العراق فيه دولة ومؤسسات وحكومة تتساهل في كل شيئ الا بالاعتداء على امن مواطنيها وحفظ دمائهم وحياتهم المستقرة ، ويمكن لهذا العراق ان يتعامل مع العالم بجميع سياسات حسن الجوار والسلام الاعندما تعتقد هذه الحكومات والدول ان ليس في العراق حكومة ودولة يجب احترامها عندئذ على العراق ان يوصل رسالة واضحة لالبس فيها ان العراق بدولته الشرعية وحكومته المنتخبة وشعبه الحي القوي اقوى من جميع المحيط الاقليمي السياسي الذي يستمد قوته من العنف وليس من الشرعية الشعبية كما هو في العراق اليوم !!.

نعم لاتساهل مطلقا مع دول الجوار او العالم التي تؤوي الارهابيين والقتلة اوتجنّدهم للمجيئ للعراق او تنظّر لهم دينيا لكراهية الشعب العراقي واستحلال سفك دمه والانتحار بين مصليه ،او تفتح لهم مقرّات تدريب او تمولهم بالمال والاقتصاد لضرب استقرار العراق او توظّف لهم وسائل الاعلام ليروّجوا لقتل العراقيين وتدمير امنهم ........الخ وبهذا تفرض دولة العراق الجديدة هيبتها واحترامها على باقي الدول والحكومات الاقليمية والعالمية للعراق !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق