السبت، 17 أكتوبر 2009

القضية الفلسطينية تخسر على كافة الجوانب ومن المسؤؤل؟؟!!

يتحرك العالم من الشمال إلى الجنوب و من الشرق الى الغرب في ديمومة دائمة وصراع دائم من اجل صياغة مصالح مشتركة بين الدول والشعوب بما يسمى " مجموعةالفضاءات في العالم " .

وبعد انحصار الفكر القومي نتيجة متغيرات ذاتية وموضوعية مرت على الأمة العربية ودويلاتها المجزءة مع ازدياد النعرة الإقليمية ونظرة الخصخصة للمصالح كان مع هذه الأجواء بأن تفقد القضية الفلسطينية مركزيتها كقضية محورية للشعوب العربية وكقضية لها امتداد دولي .

ولكن من المسؤول عن انحصار مفاهيم الصراع العربي الصهيوني هل النظام العربي الرسمي أم السياسة الفلسطينية التي لجأت في النهاية وبشكل مبكر إلى معسكر أمريكا صاحبة العصا السحرية في فرض حلول للصراع هذا في وجهة نظرهم وفي العقود الثلاث السابقة اصيبت التحركات الفلسطينية بالإخفاق والانحصار في زاوية واحدة ورؤية واحدة وهي الحوار المباشر والتفاوض المباشر بين الطرف الفلسطيني والطرف الصهيوني وأنتج هذا الحوار أوسلو 1 وأوسلو 2 ولحق ذلك عدة تفاهمات أودت بالقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية إلى متاهات وحقوق سلبت أقرتها قرارات الأمم المتحدة .

السياسة الفلسطينية المصابة بالفشل في جميع توجهاتها واتجاهاتها لم تنعكس فقط على حال الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه بل انعكس ذلك على مقدار جدية ورؤية الدول الإقليمية والدولية للصراع .

ركزت السياسة الفلسطينية رؤيتها وتحركاتها في اتجاه دول المشرق العربي صاحبة احتياطي البترول علها تكون ورقة ضاغطة على امريكا وعلى اسرائيل وعلها تستجيب للمبادرة العربية أو خارطة الطريق وهرولت دول المشرق وبعض دول المغرب إلى أنابوليس بناءا ً على رؤية بوش للسلام الاسرائيلي وليس السلام الفلسطيني والعربي فهاهو الرئيس الفلسطينية يناشد الرئيس الأمريكي والإدارة الأمريكية لحث إسرائيل على التوقف عن بناء المستوطنات في جبل أبو غنيم والقدس الشرقية و رغم التعليق الأمريكي الخجول من وزارة الخارجية فلقد صرح لبرمان نائب رئيس الوزراء للعدو الصهيوني بأن إسرائيل ستستمر في بناء المستوطنات وأن القدس الشرقية هي ارض تاريخية لما يسمى " إسرائيل " والوفود العربية العائدة من انابوليس لم تستريح بعد من مسافة المشوار والإرهاق التي أصيبت به تلك الوفود من الخوض في وسائل الدفاع عن الحق العربي !!!!ولذلك كان رد أولمرت على تلك الوفود بعد عودتهم مباشرة لا لعودة القدس لا للتوقف عن المستوطنات لا لحق العودةاللاجئين الفلسطينيين وفوق ذلك قال أولمرت أننا نطمح في تطبيع مع الدول العربية وكان اجتماع انابوليس فرصة للجلوس مع الدول العربية أما الجانب الفلسطيني المتعلق في حبال الهواء فيبدوا أن الصدمات التي لاقاها من قبل لم تحدث لديه اليقظة اللازمة لتعديل مواقفه وصياغة سياسته التي أهمل كثير من جوانبها واهمها :

1/ أن السلطة الفلسطينية وبالتحديد مجموعة أوسلو المتفردة والمنفردة برؤيتها عن رؤية الشعب الفلسطيني والشعب العربي ووضعت البيض في سلة واحدة لتقوم إسرائيل بتكسير هذا البيض واحدة بعد الأخرى .

2/ أن السياسة الفلسطينية اعتمدت سياستها على أنظمة ملاصقة لحدود فلسطين والتي تريد أن تتهرب من مسؤوليتها القومية والوصول إلى حل ولو كان مجحفا بالقضية الفلسطينية لتتملص من واجباتها ايضا التاريخية نحو فلسطين والقدس وتحت علل واهية أن مواقفهم مساندة لما يسمى بالشرعية الفلسطينية ولو باعت فلسطين !!!.

3/ أهملت السياسة الفلسطينية العمق الإفريقي ودول شمال أفريقيا تلك الدول البعيدة من فلسطين ولكن لها التزامات قومية ومبدئية تجاه الصراع وبإعتبار أن دول شمال افريقيا هي بوابة العمق الأفريقي الذي بدأ في عالم الفضائيات يتخذ له دورا ً مهما يزداد لمعانا ً يوم بعد يوم بما تحتويه هذه القارة من ثروات طبيعية وخطوات نحو وحدة سياسية واقتصادية فهاهي افريقيا محل تجاذب من فضائيات اخرى كالصين وامريكا وأوروبا وليس غريبا ً أن يعقد مؤتمر الإفريقي الأوروبي على قاعدة التوازنات الإقتصادية في العالم وما كان هذ ايتحقق إلا بعد أن عبرت أفريقيا في خطوات أولى وهامة نحو الوحدة الاندماجية في اطارسياسي اقتصادي أمني الولايات المتحدة الأفريقية وكانت لبنة هذا التوجه الاتحاد الأفريقي وبيان سرت والقرارات الناتجة عن هذا المؤتمر .

ما يهمنا كجانب فلسطيني وبعد أن أخفقت دول المشرق العربي في صنع مواقف مؤثرة لخدمة الحقوق العربية فإن دول شمال افريقيا وما تمثله من قوة جبارة لها مستقبل واعد في تقسيمات العالم المعاصر وبعيدة عن المؤثرات المباشرة للصراع قد اهملت السياسة الفلسطينية التوجهات بتلك القوة الفاعلة التي يمكن أن تكون لها مؤثرات ايجابية وهامة على الصراع ومازال الباب مفتوحا ً أمام الساسة الفلسطينيين لتقييم مواقفهم بعد فشل مؤتمر أنابوليس وأمام عدم فاعلية دول المشرق أمامها مجال لإعادة بناء البرنامج السياسي والدبلوماسي والأمني وخاصة العمق الأفريقي المتروك للنشاطات الإسرائيلية فلم يفكر الرئيس الفلسطيني بزيارة تلك الدول واعطائها دورها في خدمة الصراع فهاهو المؤتمر الأوروبي الأفريقي يبدأ أعماله في غياب قضية فلسطين التي كانت هي على مائدة المؤتمرات الإقليمية والدولية دائما ً يجب على السياسة الفلسطينية أن تتجه نحوأفريقيا ودول العالم الأخرى وأن تخرج نفسها في دائرة التخصيص الذي فرضته أمريكا على الصراع بأن الصراع فلسطيني إسرائيلي وأن المشكلة القائمة مشكلة داخلية إسرائيلية تحل بالتفاوض المباشر بين اسرائيل ومجموعة اوسلو وهذا قمة الإنحدار والتسفيه للقضية الفلسطينية .

جوانب كثيرة تفرض نفسها الآن على القيادة الفلسطينية مثل تنفيذ البند الاول من خارطة الطريق وهو القضاء على الكفاح المسلح والمقاومة ولكن بعد تصريح لبرمان ماذا تقول القيادة الفلسطينية وهل مازالت تعد الوفود للمفاوضات العقيمة التي لن تؤتي بالحد الادنى من الحقوق الفلسطينية وعلى ماذا تعول تلك القيادة من اوراق يمكن ان تحفظ اتزان المعادلة ّّّ!!!! فهاهي حكومة فياض عملت ليلا ً نهارا ً لتنفيذ البند الأول في خارطة الطريق والقضاء على أنشطة المقاومة في الضفة الغربية إذا كيف ستتصرف القيادة الفلسطينية أمام التصلب الإسرائيلي والمواقف الإسرائيلية لا يوجد لتلك القيادة إلا المضي في طريق تلبية الرغبات الإسرائيلية او الاستقالة فما عاد لها اي خيارات فلقد فشلت الف مرة ومرة على جميع الاصعدة الميدانية والدبلوماسية والسياسية .

بقلم / سميح خلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق