السبت، 17 أكتوبر 2009

العراق واتفاقيات الوصاية الأجنبية

كلمة مركز الأمة للدراسات والتطوير

الأرض للأمريكيين والمياه للبريطانيين، هذا ما تقضي به آخر الاتفاقيات الموقعة بين الحكومة الحالية وبين سلطتي الاحتلال الأمريكي والبريطاني، غنيمة تقاسمها الحليفان الاستراتيجيان والشريكان الرئيسان في غزو العراق، تحت اسم "اتفاقيات أمنية"؛ إذ جاءت الاتفاقية الأمنية الأخيرة مع بريطانيا لتكمل المؤامرة على سرقة ثروات البلد، وسرقة قوت الشعب العراقي.

تدعي الحكومة حسب المتحدث باسمها أن هذه الاتفاقية " تأتي لغرض تأطير طبيعة العلاقة فيما يخص وجود قوات المملكة المتحدة وعناصرها على أرضي جمهورية العراق وتقديم المعونة الفنية والخبرة لتدريب القوات البحرية العراقية... وإنطلاقاً من أهمية التعاون بين الحكومتين في مجال تدريب القوات البحرية والمشاة البحرية وللكليات والمعاهد العسكرية وحماية المياه الإقليمية العراقية وحماية منصات النفط العراقية حسب طلب الحكومة العراقية،... وتقضي بالسماح ل 100 جندي بريطاني ومرافقيهم من العناصر المدنية و(5) سفن بحرية وطواقم الملاحة العائدة لها حيث تتولى قوات المملكة المتحدة تقديم الدعم البحري التعبوي للقوات العراقية لحماية منصات النفط العراقية والمياه الإقليمية العراقية" حسب هذا المتحدث أيضًا.

أما الحقيقة فهي وضع مياه العراق وآباره ومنصاته النفطية تحت الوصاية الأجنبية، وفرض الهيمنة والسيطرة على منابع النفط العراقية كنوع آخر من الاحتلال وشكل من أشكال الوصاية يساعدهم في ذلك مجموعة من حلفائهم في البرلمان والحكومة.

لكن يبقى السؤال المهم في هذا الموضوع هو ما دلالات تمرير هذه الاتفاقية في هذا الوقت تحديدًا وهي فترة ما قبل الانتخابات البرلمانية؟ ولماذا تعد فترة ما قبل الانتخابات هي فترة توقيع مثل هكذا اتفاقيات وتمريرها؟ وهل تربط هذه التوقيتات علاقة موضوعية معينة؟!!

وهنا لابد من التذكير بأن تمرير اتفاقية الإذعان مع الولايات المتحدة جاءت في ظروف مشابهة وهي فترة ما قبل انتخابات مجالس المحافظات وتحديدًا في 17/11/2008.

إن اختيار هذا الوقت الحرج بالنسبة للكتل والأحزاب السياسية يكشف حجم المساومات والضغوط التي تمارس مع حلفاء أمريكا وبريطانيا في العراق في وقت تتصارع هذه الأحزاب والكيانات السياسية من أجل تأمين مكاسبها في الانتخابات القادمة في كانون الثاني 2010.

إذن الموضوع يتم وفق تفاهمات وصفقات بين رجال العملية السياسة وبين سلطات الاحتلال من أولياء نعمتهم في البقاء في الحكم خصوصًا إذا علمنا أن نسبة كبيرة من ساسة اليوم حصلوا على الجنسية البريطانية بعد أداء القسم بخدمة (بريطانيا العظمى).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق