السبت، 17 أكتوبر 2009

الوحدة الوطنية الفلسطينية الأساس لجبهة تحررعربية وعالمية مناصرة


محمود البوعبيدي/ كاتب صحفي

لم يكن الكيان الصهيوني ـ اسرائيل ـ الإبن المدلل للإمبرياليةـ طوال السنين الفارطة بمنأى عن الإدانة والتنديد الدوليين، إلا أنه كان وما زال محتميا بالتحيز الامبريالي الغربي الأمريكي، متخفيا خلف التمزق والعجزالعربي .فتقريرالقاضي ريتشارد غولدستون اليهودي الجنوب افريقي المشهود له بالكفائة والخبرة، وثيقة دولية أثبتت ارتكاب الكيان الصهيوني لقائمة طويلة من جرائم الحرب أثناء عدوانها الأخير على الشعب الفلسطيني بغزة. تقرير يسوغ صدور قرارإدانة وكذا يسوغ تقديم القادة الإسرائيليين المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية.لذا كان مفهوماً انزعاج إسرائيل وحلفائها من هذه الوثيقة، لأنها تجرم أفعالها التي لم تتوقف عن القيام بها منذ العام 1948، ويومه الجمعة 16/10/2009يصوت المجلس الدولي لحقوق الانسان لصالح هذا التقرير بنسبة 25 صوت مع التقرير مقابل 06 أصوات ضده، هذا يتم في ظروف كونية تصبغها أزمة رأسمالية حادة وانهيارعالم القطب الوحيد، وبروز أقطاب عالمية جديدة تفرض نفسها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وتفتح المجال أمام النهوض التحرري والديمقراطي ،وبالتالي أمام نهوض مقاومة الشعوب، وقد يسنح التاريخ وقوة دفع تياره الإيجابي لصالح الشعوب بالتغلب على التحريف الامبريالي له، ويصحح مساره. ويتساهل مع الأخطاء التي يتم تداركها في الوقت المناسب بعيدا عن ترك الفرصة للإمبريالية وعملائها لتركزها وتعززها .. التاريخ يصحح مجراه الطبيعي، وما دور الإنسان إلاالتسريع أو التثبيط، وقد حل دور الشعوب التي تعرض تاريخها للتحريف نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين عهد ريعان الرأسمالية الإمبريالية،واتفاقياتها الجائرة الممزقة للشعوب والناهبة لخيراتها - اتفاقية سيكس بيكو ، وعد بلفور... وغيرها.

فالمطلوب الآن اعتماد اليات معالجة وطنية شاملة ومسؤولة ، وتصيحيح وتقويم الواقع القطري الفلسطيني بشكل رئيسي كقاطرة نضالية لكفاح الشعوب العربية والإنسانية جمعاء ضد الصهيونية ، ومن هنا نقول أن واقع التشتت أصل كل الكوارث... فمن الجريمة والخطأ الكبيراستمرار التمزق والصراع على سلطة وهمية، علينا تصحيح الخطا الجريمة ، وإعادة وحدة لحمة الشعب الفلسطيني، واجتثاث كل الطفيليات وعلى عدة مستويات فهم يتخفون في عدة زوايا مظلمة سواء بصفوف السلطة الرسمية أو بصفوف السلطة غير الرسمية. واستمرار هذا الواقع يؤدي الى استنبات الخطايا باختلاف مستوياتها، والإصرار عليه يرفعه الى مستوى الأخطاء الجسيمة والانحراف والخيانة العظمى .. . .

وتاريخ الصراع ، يكشف لنا خطورة خطأ وضع التكتيك موضع الإستراتيجية ، ورؤية الشجرة دون الغابة.ويكشف لنا خطورة قصرالنظرللبرجوازية الكومبرادورية ـ التبعية ـ فالوصول لسلطة تحريروطنية ليس عيبا بل أن وجودها من أهداف المقاومة لتكون بؤرة ومنطلق تحرر،يمكن الشعب من القدرة على الإستمرار والنضال..

أين منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل فيها في السبعينات وعلى مستوى قيادتها،عربا وغير عرب مسلمين وغير مسلمين وشهداء الشعوب أوسمة على صدورأبنائها، من أجل قبلة الأحرار فلسطين ضدا على الإمبريالية الصهيونية ؟ فبعد مؤتمر اوسلوا والإنخرط في مناخ الانكسار العربي تحت يافطة اتفاقية كامب ديفيد سنة 1979، وفي إطاراختلال موازين القوى لصالح الامبريالية العالمية وبيادقها بالمنطقة والداعمة لإسرائيل ، ووهن وتمزق قوى التحرر والمقاومة . فما برحت الأنظمة الكومبرادورية التبعية تقدم لإسرائيل الهدايا المجانية ،،وولدت بعد أوسلوسلطة إضافية مختلة التوازن ـ وبذا تحول منحى الصراع للداخل، وبدأت تتماهى مع باقي الأنظمة العربية . وكتب أمراء الحرب المتسلقون شهادات وفاة لمنظمة التحرير الفلسطينية. ودخلنا الى مرحلة جد متحدرة مندحرة من الصراع جد خطيرة، مرحلة الوصول للسلطة بأي ثمن، والمصارعة من أجل نحرير فلسطين من الفلسطينيين,كبديل لفلسطين الديمقراطية .ـ فلا ينسى أمراء الحرب أن فلسطين لمن يحررها ـ. كفى من الاحتكام إلى خريطة الطريق الأميركية ..كفى من هيمنة البرجوازية الكومبرادورية التبعية الذليلة قصيرة النظر، وكفى من غطرسة أمراء الحرب الكومبرادوريين التبعيين،إنهم ليسوا أهل للإئتمان على مصالح الشعوب، والذين يؤججون الخلافات بين الأخوة ويدعون الحرص على مصلحة الشعب ..... لنعمل من أجل ولوج بناء فلسطين الديمقراطية التي لاتميز بين المحررين في لونهم ولامبادئهم ولاعقائدهم ، ولتتسلسل وتستمرالخطوات التاريخية انطلاقا من التقرير. والوحدة الوطنية الفلسطينية هي المنطلق والأساس لجبهة تحررعربية وعالمية مناصرة، والوحدة تهم الشعب الفلسطيني بكل تنظيماته وفعالياته المناضلة ، كخطوة على طريق تعزيز جبهة تحررعربية وعالمية مناصرة ...

الرباط في :16/10/2009

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق