الخميس، 8 أكتوبر 2009

نشرة التحرك للثورة في سورية ليوم الخميس 08/10/2009

المهندس سعد الله جبري

ماذا يريد الشعب السوري من حكامه؟

تعالوا إلى كلمة سواء

قرأت في نشرة " الجمعية الدولية للمترجمين واللغوين العرب " التي تردني يوميا منذ فترة قصيرة، مقالا للسيد طريف السيد، بالعنوان المذكور أعلاه.

السيد طريف السيد هو مواطن سوري، أنا لا أعرفه شخصيا، ولا أعرف إنتماؤه السياسي، ولكن خطابه ومقاله، أو هو، نداؤه الوطني النابع من قلب مواطن إنسان، ليُعبّر عن تطلعات وتوجهات وحاجات كل مواطن عربي سوري شريف، مخلصٌ لسوريا العربية، ولشعبها الصابر الذي ينوء تحت حكم الإستبداد، الفاسد شرَّ درجات الفساد، والمتهاون في جميع القِيم الأخلاقية والوطنية والعروبة، وحقوق الشعب إطلاقاً!

وجدت من المناسب أن أجعل موضوع اليوم هو مقالة ونداء السيد "طريف السيد" لإطلاع الأخوة المواطنين الذين قد لا تصلهم نشرة الجمعية المذكورة:

ماذا يريد الشعب السوري من حكامه؟

تعالوا إلى كلمة سواء

لن أدبّج الكلام وأنمّق العبارات، بل سأدخل في الموضوع مباشرة حيث ذلك أسهل وأسرع الطرق لإيصال المطلوب .

إننا ضد التطرف والتشدد والإقصاء والتهميش، من أي جهة جاء، وبحق أي مكوّن من مكوّنات الشعب .

نحن مع الحرية والديمقراطية ودولة القانون والدستور والمؤسسات وفصل السلطات .

نحن ضد تفريغ البلد من العقول، وضد من ينهب الثروات، وضد الفساد والفاسدين، والرشوة والمرتشين، وضد أصحاب الإمتيازات غير الشرعية .

إننا ضد كل من يرتكب جرما بحق البلد والشعب، وليكن القضاء العادل والنزيه هو الحكم والفيصل، وليس قانون الطوارئ والمحاكم الأمنية .

لسنا عشاق الحكم، لكن نريد أن نعيش أحرارا كما ولدتنا أمهاتنا، فيكون لنا حق الإختيار، لا أن نكون كالبهائم نأكل ونشرب وننام، نريد أن نشعر بما ميّزنا الله به عن الحيوان .

نريد من النظام وزبانيته ومخابراته أن يخفّفوا عنا وطأة الظلم والقهر والمتابعة والإستدعاء الأمني لأتفه الأسباب، لنعيش أحرارا، نحن الآن نفكر ورجل المخابرات حاضر في أذهاننا، نتكلم بالهمس خشية أن يسمعنا من يتابع كل خطوة ونفس وهمسة، نتكلم بالألغاز والإيحاءات والتورية حتى لا نثير حفيظة النظام ومخابراته فيحاكمنا بتهمة إضعاف الشعور القومي .

نريد أن نعيش ولو ليوم واحد أسوياء فنتكلم بأمان، ونتحرك بأمان، ونفكر بأمان، ونلتقي بأمان، ونختار بأمان .

نريد أن نسأل دون أن يحاسبنا أحد، لماذا يوجد في السجون ألاف الناس دون توجيه تهمة لهم؟ ولماذا يُمنع هؤلاء من حق الدفاع عن أنفسهم؟ ولماذا لا يسمح لهم بتوكيل من يدافع عنهم؟ ولماذا لايُعاملون على أنهم بشر لهم آدميتهم؟ ولماذا تتمُّ مساومة أهاليهم على قيمة كل زيارة لهم، هذا إن حصلت؟

نريد أن نعبد الله بكامل حريتنا، وبكل معاني العبودية لله وحده لاشريك له، لا نريد من أجهزة المخابرات أن تفرض علينا خطب الجمعة ومضمونها، ونريد أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بمعناهما الواسع، ونقول للرئيس وحاشيته بصوت هادئ وناصح عندما نلمس الخطأ: لا ياسيدي، هذا خطأ، نريد أن نجتمع ونلتقي ونتحاور مع من يقاسمنا فكرتنا ونتدارس أوضاعنا، فنفكر بهدوء دون خوفٍ ولا خشية من ظل رجل المخابرات .

نريد أن يكون لنا رأي وقول وموقف في بناء بلدنا ومصير شعبنا ومستقبل أبنائنا وبناتنا .

نريد أن نمتلك حريتنا بعيدا عن التنظير ووسائل الإعلام، بل نريدها حرية موقف وإثبات لكياننا واعتراف بحقنا وممارسة لانسانيتنا وآدميتنا، لا أن نتنفس بإذن ورخصة، ونتكلم بإذن ورخصة، ونتحرك بإذن ورخصة، نريد أن نعيش لحظة حرية وكرامة .

نرفض أن يكون قانون الطوارئ والأحكام العرفية والإستثنائية والمحاكم الميدانية والأمنية والعسكرية ذريعة لكتم الأصوات، وحبس الأنفاس، وكبت الحريات، ومنع التفكير، وإهدار وانتهاك الحقوق والكرامات، ولفتح السجون والمعتقلات أمام الأحرار والشرفاء .

نريد أن نتظاهر دون أوامر أو إيحاءات، لا أن تكون مظاهراتنا فقط عند تقديم آيات الولاء والطاعة والتأييد، بينما نمنع من التظاهر ضد الغلاء والفساد والرشوة والإختلاس والظلم والقهر والتلاعب بمصير البلد .

نريد أن نقول لا بصوت عال وواضح: لماذا تنازلتم عن لواء اسكندرون، فهو جزء من بلدنا ولا يحق لأي شخص مهما كان أن يتنازل، ومن تنازل فعليه أن يتنحى لأنه فرّط بجزء من عرضنا وشرفنا .

ما نطالب به ليس شئ جديد، ولا دين جديد، وليس فتنة في البلد، وليس استقواء على البلد، وليس استضعاف للبلد، إنما هي فطرة خلقها الله في الإنسان، وهي من صميم آدميتنا وإنسانيتنا، ولا قيمة لآدميتنا من دونها، وإذا سقطت سقطت آدميتنا.

باختصار : إنها حرية القول والتفكير والنظر والرأي والإختيار واحترام العقل .

فهل أنتم معنا ؟

أم أنكم ضد الحرية .

أم أنكم ضد الآدمية والإنسانية ؟

الكاتب: طريف السيد / مواطن عربي سوري.

وبعدُ، إننا لنرى كيف أن قلوب وعقول العرب السوريين المُهجّرين ظلما وعدوانا، واستبدادا وفسادا وأنانية وتسلطا كريها حقيرا بكلِّ معنى الكلمة، لتعيش اللوعة للعودة إلى وطنها وأهلها، وتأمل أن يسود الحكم الصحيح دستوراً وقانونا، وأخلاقا وإخلاصا في الوطن. وما يمنعها إلا تسلط عصابة فساد ولصوصية وخيانة على الوطن والشعب!

أنا أقول – بضمير مرتاح، وعقل مفتوح – أن السلطة السورية الحالية برآسة بشار الأسد ما هي إلا عصابة إجرامية – بكلِّ مافي الكلمة من معنى العصابة - مثلها مثل أيٍّ من العصابات العالمية التي نسمع عنها، كعصابة المافيا او عصابات شيكاغو الشهيرة، وحيث ليس لها من أهداف إلا التسلط على الحكم لتأمين الفساد والسرقة واللصوصية، ولها أن تقتل أو تسجن وتعذب وتُهجّر من يقف في طريق مصالحها الفسادية القذرة!!

أيها المواطنون والمواطنات الشرفاء المخلصين للوطن والشعب، وللقِيم النبيلة التي توارثناها قرونا طويلة، حتى جاء الحكم الحالي فداسوها بأحذيتهم، وجعلوها من المنسيات والذكريات الوطنية، فكان حكما محتالا مخادعا فاسداً، يزعم مصلحة الوطن والشعب والعروبة، وهو يحاربها، ينهبها، يتآمر عليها، يقتل ويسجن ويُعذب ويُهجّر من يطالب بحقّ مواطنته ووطنه. يزعم التحرير والممانعة، وهو يُعلن بصفاقة وخيانة مسبوقة قراره بالإعتراف والتطبيع مع إسرائيل، تحت مُسمى كاذب وحقير، هو مُسمّى السلام، وأيُّ سلام؟ السلام الشامل الذي سيتيح لإسرائيل إعتراف جميع الدول العرربية والإسلامية!

ولا أرى أننا كشعب عربي سوري – جزء من الأمة العربية الواحدة – وفي سبيل هذا الهدف، وهدف التنمية الأمينة الحقّة، ورفع مستوى الشعب المعيشي، ورفع نير الفقر والإفقار والحرمان عنه، وإنهاء أزمات خلقها وضاعفها حكم بشار الأسد وأقربائه وعصابته، بدءاً من عدم كفاية الدخل للأغلبية الساحقة من المواطنين، وأزمتي البطالة والسكن وغيرها كثير، أقول، إلا قيامنا جميعا، الشعب والمخلصين الشرفاء في الجيش والأمن – وهم كثر والحمد لله – بثورة شاملة تزيد قوّة وصرامة وإستمرارا واندفاعاً عن الثورة على المحتل الأجنبي، لأن ما فعله ويفعله نظام بشار الأسد من جرائم ضد الشعب والوطن، يفوق ما يرتكبه أي محتل اجنبي عدوٍّ لسوريا العربية وشعبها.

إن ما طالب به السيد المواطن "طريف السيد"، ليُشكل أسس المطالبة التي تفترضها حقوق المواطنة الدستورية والقانونية!

ويبدو نتيجةً لإصرار وتعنت بشار الأسد وعصابته على استمرار التسلط والفساد والتخريب والإفقار، أن الوطن: سورية العربية، لم تعد تتسع للشعب العربي السوري الشريف، ولعصابة بشار الأسد وأقربائه ومواليه وشركاه، فإما نحن الشعب بكامله، وإما هم العصابة، للحياة والبقاء في سورية!! ولقد اختاروا هُم، أن لا يعيدوا للشعب العربي السوري حريته وديموقراطية الحكم في وطنه، وأن لا يوقفوا فسادهم ونهبهم وتخريبهم الشامل، إلا باضطرار الشعب للثورة عليهم بكل وسيلة، وكل ما نملك من قوة وقدرات!

وماذا على الشعب أن يفعل ؟

ليبدأ كلٌّ مواطن بذاته بالمرحلة الأولى من العصيان المدني، في الإمتناع الشامل عن دفع جميع الضرائب والرسوم وهذا يعني تعبير أكثرية الشعب في رفضه الحكومة وسياستها الإقتصادية التخريبية الإفقارية. ولنبدأ بهذا التحرك السلمي الذي لا مخاطرة فيه اليوم، ولنضغط على السلطة، وليراقب العالم كيف أن الشعب السوري قادر على فرض مشيئته.

وبعدُ، هل تسمح لي أيها المواطن أن أتساءلك، فيما إذا كنت ستدفع بعد كلِّ ذلك أية ضرائب أو رسوم لحكومة الفساد والنهب والتخريب والخيانة؟ إن قلت نعم:

1. فأنت تخون نفسك ومصالحك، ومستقبل أولادك، وتخون شعبك ووطنك وعروبتك!

2. وأنت تخون ربّك ودينك بإستكانتك للظالم، وأي ظلم بعد ما تفعله العصابة بك وبالشعب

3. وأنت تخون القِيَم الأخلاقية التي نشأت عليها العرب وقام عليها الإسلام والمسيحية!

ولا أظن أن مواطنا شريفا مُخلصا مُلتزما يقبل بارتكاب عظيم الخيانات المذكورة!

ولنتفكّر ولنتحدث ونتحاور: إلى أيِّ مصير ومستقبل يقودنا بشار الأسد ونظامه وحكومته؟

أيها المواطن: أعرف عدوّك! هل علينا مواصلة السكوت الذي سيدعوهم إلى المزيد من تخريب الإقتصاد ومعيشة الشعب، والعبث بسعر الليرة، ليتسنى لهم مواصلة دفع مبالغ الفساد، ثم القيام بطبع نقود جديدة بلا غطاء لدفع الرواتب التي لا يُمكنهم الهروب منها؟

إن الثورة آتية لا ريب فيها، وسيشارك بها الجيش، ونقابات العمال والفلاحين، والتجار والصناعيون والمزارعون وأعضاء النقابات المهنية والفنية، والبعثيون وأعضاء الأحزاب التقدمية الشرفاء، وأساتذة وطلاب الجامعات والمدارس الثانوية، ورجال الدين المخلصين دينهم لله، وليس لبشار الأسد وأعوانه الفاسدين، أعداء الله والوطن والشعب جميعا.

ولنتفكّر ولنتحدث ونتحاور...ألم يصل الأمر إلى حتمية الثورة على بشار الأسد وخلعه ومحاسبته مع أقربائه وعصابته وحكومته، واسترجاع أموال الشعب منهم وردّه لأصحابه، وردّ ما سرقوه من خزانة الدولة، لإنفاقه في أغراضه الدستورية لصالح الوطن والشعب؟

فلنبدأ من الساعة ولنعاهد الله، ولتبدأ الثورة بمرحلة أوّلية تحذيرية فعّالة وسلمية، وهي إمتناع كلُّ مواطن عن دفع أيِّ من الضرائب إطلاقاً إلى سلطة بشار الأسد وأقربائه، فهذا مدخل أمين فعّال لإنهاء حكم الظلم والظلام، ذلك أن المال هو عصب الدولة في سلطتها، وأن هدف العصابة من الحكم هو نهب المال الذي يدفعه المواطنون، فإن افتقدوه إضطروا أيضاً إلى عدم دفع الرواتب للموظفين والجيش والأمن، فعندها سيتحرك الجميع للخلاص من الخونة وتقديمهم إلى القضاء لتنفيذ عدالة الله والقانون فيهم، واسترداد ما نهبوه.

أيها المواطن العربي السوري،

عهدَ الله، وعهدَ الإخلاص لوطنك وشعبك وأسرتك ونفسك:

الإمتناع الشامل الكامل عن دفع أيٍّ من الضرائب والرسوم إلى حكومة الفساد والتخريب والخيانة، فهو الطريق الحق الآمن السلمي والأكيد للخلاص نهائيا من عصابة التسلط والفساد والتخريب والخيانة.

هو عهدٌ مع الله، فالتزمه كرجل وكمؤمن، وحتى إنحسار حكم بشار الأسد وأقربائه وعصابته عن البلاد، وعن صدر الشعب نهائياً، وإلى الأبد.

ولنتساءل: هل نريدها ثورة سلمية بالعصيان المدني السلمي، والإمتناع عن دفع الضرائب، أو نترك الأمور حتى تتفاقم أكثر وأكثر، فلا ينفع معها يومئذ إلا ثورة دموية عنيفة تحرق الأخضر واليابس في سبيل الخلاص من العصابة؟

والله أكبر والنصر لسورية ولشعبها العربي في طريق الخلاص من تسلط عصابة لصوص فاسدين ومخربين: أعداء الله، وأعداء الشعب والوطن.

وإلى نصر قريب تُحقّق فيه الثورة: ديموقراطية الحكم وأخلاقيته وإخلاصه لخدمة الشعب، وتعمل على إعادة تنمية البلاد وإيجاد العمل لملايين العاطلين، واستعادة أموال الفساد من الفاسدين، فإما إعادة ما نهبوه، أو هو حكم الإعدام القضائي { إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }

وإلى مستقبل وحكم ديموقراطي نزيه، يوفر للشعب حرياته الإنسانية والدستورية، ويعمل للبناء والتطوير وحقوق الشعب، ولتنتهي مرّة وإلى الأبد: مرحلة سوداء من الإستبداد الديكتاتوري والفساد وسرقة مال الشعب والدولة معاً، والتسلط والظلم والظلام، والبطالة والأزمات التي خلقوها خلقاً، وفاقموها ظلما وعدواناً.

بكلّ إحترام/ المهندس سعد الله جبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق