الخميس، 8 أكتوبر 2009

المد الفارسى نحو تعقيد مستمر

بقلم: الداعية الإسلامى أبوفاروق الأحوازى

ان الازمات الراهنة التى يفرزها النظام الايراني في المنطقة لم تكن عن عفوية امرها بل هي ناجمة عن سلسلة احداث عصفت بها في الايام الخوالي وطورت الشعب الفارسي من فارسيته البائدة قبل و بعد اعتناقه الاسلام الحنيف الى حاضره المشوه.

كما يجب ان نستخدم كل مجهودنا العلمي النفسي و الاجتماعي و التاريخي لفهم اعسر احاجي التاريخ ما مسماة الشعب الفارسي اليوم او بالاحرى ان نقول الشعب الايرانى المختلق في هاجس الفارسية القومية .

قد يتوه ذهن الباحث في تصنيفة للشعب الايراني اليوم و فيما يخص لغته و جذوره و اخرى مولفات الشعب ذى البنية العرقية التي ينشدها و ينادي بها القوميون الافراطيون بوضوح اذ ان البحث في بادئ سيره سيتعثر بالتنوع القومي الكبير و الفسيفساء التي شكلت الرقعة الايرانية قديما و حديثا.

فهناك قوميات لا يمتون الى الفارسية بصلة واحدة كالبلوش و الاكراد و العرب و الاتراك و غيرهم و حتى البختيار و هم على ما يبدو فصيلة فارسية فانهم اليوم يطالبون السلطة الحاكمة بشيئ من الاستقلال على غرار الفارق القومي بينهم و بين ما تصبو اليه مجموعة خيول اليها انهم فرس منحدرون من اسلاف فرس قحاح.

و اما يبقى العربي على عروبته دائما و البلوشي و غيرهم من القوميات القاطنة تحت سلطان الفارسية الجائر هي الفوارق العديدة التي حالت بين الاندماج مع الفرس و غيرهم تحت ضغط الاعلام المسلح القاسي .

يمكننا الاشارة من هذه الفوارق الشاسعة الئ اللغة و مجموع مقومات الثقافة و العناصر الفيسيولوجية و المذهب او الدين و المناخات المنقسمة على القوميات حسب رغبتها في العيش و السلوك الاجتماعي فمثلا الترك الذين لم يفارقوا شمال البلد لاتصالهم بلقومية التركية المتوسعة شمالا و كذلك الاكراد و البلوش و العرب الاحوازيين حيث انفت انفسهم من ان يقطنوا اودية الجبال و طرائقها المتلوية استجابة منهم الى الطبع العربي الكريم الذي يستقبح السكني الجبلية و يوصم صاحبها بالبخل لان طبيعة وسجية البخيل تحكم وضع العوائق و المتاعب, و ما اكثر متاعب الجبال و اقلها في السهل المنبسط.

اللغة العائق الصعب امام الفارسية التوسعية

ان احدئ اهم ركائز العنصرية سيما العنصرية الفارسية دائما و ابدا هي اللغة , و قد لا تفلح العنصرية في سيرها الغابي من دون سلاح اللغة و هذا ما اقلق الجهات المعنية بامر الثقافة في ايران كي يتصدون له بكل ما امكنتهم الحيل تجاه خلق لغة تحمل سمات اللغة الفارسية القديمة الوهمية بجهود يائسة جدا.

و ما كان من هذه الضوضاء الصاخبة لحد الان و التي تنم عن الطباع العنصريين البؤساء هو ان وجدوا كلمات منحوتة في الاحجار بالخط المسماري البابلي و ركبوا الكلمتين منها او الثلاث على طريق التركيب المزجي الذي قلما يحدث لدي اللغات الاخرى الا لاسباب علمية او ما شابهها و كل ذلك لم يبلغ مدى ابعد من اطراف انوفهم.

و طفقت تفقد اللغة حيويتها و نشاطها المستمد من استخدام قرابة 70% من مفردات اللغة العربية المعطاء اثر شطبهم لكثير من الكلمات العربية من لغتهم و استبدالها بالفاظ اكل عليها الدهر و شرب , و بثقل لا يتحمله حتاهم الذين لم يعرفوا الهوادة تجاه تحقيق امبراطوريتهم الواهية .

و اليك نماذج من تلك التصرفات المضحكة : فقد استبدلوا كلمة الجلسة أي الاجتماع بكلمة مهجنة لا تتصل بالمعنى المقصود لا من بعيد ولا من قريب الا و هي ميزگرد و الميز عندهم المنضدة والگرد يعني المدور ما معناها المنضدة المدورة – كلمة المقر استبدلت بــــ پایگاه و الپایه عندهم عمود و گاه المحل و في المجموع يصبح محل العمود و هلم جريا" و لقد اصبحت حالتهم يرثي لها من الهوان و التخبط العشوائي او كما قال صاحب المثل الغريق يتشبث بكل حشيش .

هذه الازمة هي وحدها كفيلة بشل حركة التقدم العلمي و الحداثوى في الوسط الايراني الا ان هذا المشروع لم يقتصر الى هذا الحد بل آتي اكله و نتيجته مبكرا" و ذلك حينما شعر حماة العنصرية الفارسية انهم لن يتمكنوا من الحفاظ على لغتهم المشوهة الى جانب لغة اجنبية اخرى كالانجليزية مثلا, و كانت الكارثة التي تقول ان نسبة تتراوح بين 80 او حتى 90 في المئة من الشعب الايراني لا يعرف لغة غير الفارسية و هذه اشارة واضحة على فشل المد الفارسي اللغوي.

لا ريب ان الفارسي سيدفع الثمن غاليا في الوقت الراهن و في الآتي القريب بفعل الانغلاق الثقافي و انعدام لغة التواصل و الحوار او التفاهم مع الآخرين لكن مقابل ماذا؟ و ما ذاك الشيئ الذي يرمي اليه الفارسي الذي شغل ذهنه عن مثل ثمن كهذا؟

الجواب بسيط جدا بقدر ما تكون عقلية الفارسي ضاربة في التعقيد و ان ما يدور في ذهن قادة الفكر السياسي التنفيس عن عقدهم و كروبهم النفسية تجاه عودة امبراطورية الفرس القديمة ليس الا.

و في الحقيقة ان الفرس يمرون باتعس الازمات النفسية و المنهجية المعقدة هذه الايام و بما ان زمام السلطة تمسكه اكف حقودة و مريضة و بما انهم يعتبرون ان الانهيار و الضياع الذين يمرون بهما هما من جراء الغزوات الاسلامية العربية قديما لقد صبوا جام حقدهم الجبان على الوطن المحتل اعنى الاحواز الحزينة ومارسوا ابشع المخططات الاستعمارية ضد العرب الاحوازيين الاحرار اكثر بكثير من غيرهم من الشعوب الاخرى رغبة جامحة منهم في تنازل الشعب العربي عن لغته الحبيبة و عروبته الصاعدة و يلجأ الى صفوفهم الممزقة و انتهاج لغتهم المعاقة و الجامدة و حسب ما نلمسه من التطورات الغير الواقعية و العلمية التى يشهدها الفارسي فى الوقت الراهن سوف لن يحفل بنزر انتصاره على عزيمة الشعب العربي المناضل و لن تشهد النور احلامه التافهة بعون الله كما عبر الشاعر قائلا":

لغة يهون على بنيها ان يروا يوم القيامة قبل يوم وفاتها

الداعية الاسلامى ابوفاروق الاحوازى

من داخل الاحواز المحتلة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق