الخميس، 8 أكتوبر 2009

مستعدون للدفاع عن براءتنا إلى أبعد الحدود

توفيق بوعشرين في ندوة صحفية:

دخلت محنة جريدة »أخبار اليوم« أسبوعها الثاني من منعها من الإصدار منذ 28 أكتوبر 2009، وعوض عقد اجتماعات هيئة التحرير في القاعة المخصصة لذلك، أضحت إحدى المقاهي الشعبية، فضاء لالتقاء الزملاء رفقة الطاقم الإداري والتقني، بعد إغلاق مقر الجريدة، على خلفية الرسم الكاريكاتيري للأمير مولاي اسماعيل.

كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف من صباح يوم الثلاثاء 6 أكتوبر 2009، كل الترتيبات تم اتخاذها داخل إحدى الفنادق لتنظيم ندوة صحفية حول »شرح ملابسات قرار وزارة الداخلية حجز الجريدة، ومنع الصحافيين من مزاولة عملهم بمقرها بمدينة الدار البيضاء«، كما جاء في الدعوة الصحفية، لإدارة »أخبار اليوم«. تجمعات ثنائية وثلاثية للزملاء في الجريدة، والموضوع واحد »أفق الجريدة، بين الاستمرار والتضييق«، وفي الوقت الذي كان كل زميل يوشح زميله بشارة حمراء للاحتجاج، بما فيهم توفيق بوعشرين (مدير النشر) وخالد كدار(الكاريكاتيريست)، انشغل البعض الآخر في تذكير زملاء لهم عبر الهاتف قصد الحضور في الندوة.

انطلقت الندوة في حدود الساعة العاشرة و20 دقيقة بعدد قليل من الزملاء الصحافيين، وهو ما فتح نقاشا بصوت خافت بين الحاضرين عن الدعم والتضامن الصحافيين في مثل هذه المحن التي يجتازها الجسم الصحافي، »ما ارتكبه بعض الزملاء من استباق القضاء لإدانتنا، يندرج في إطار الاختراق الذي يعرفه الجسم الصحافي، وما وقع لنا من تعسف أثناء التحقيق معنا في الكوميسارية من قبل عناصر الشرطة القضائية، أهون مما خطه البعض على صدر صفحات بعض الجرائد التي أضحت تلعب دور المحرِّض ضدنا، وتحمل معاول هدم كل مكتسبات الصحافة المستقلة«. هذا ما أكده الزميل بوعشرين خلال الندوة، مضيفا »لقد جاءني أحد المحققين يحمل معه جريدة يومية، وواجهني بالقول: شوف أصحابكم آش كايكتبوا عليكم، كايديرو اللي حنا ماكانديروهش، لقد شعرت بحرج شديد، ولم أجبه، قد نختلف حول مضمون الرسم الكاريكاتيري، لكن أن يتم إغلاق مقر الجريدة، ومنع صحافييها وتقنييها من ممارسة مهامهم، فهذا لن يقبله أي عاقل«. كما آخذ الزميل بوعشرين على بعض الأحزاب السياسية التي وصفها بـ »ماعندهاش علاش تحشم، بعد أن أصدرت بيانات تدين فيها الجريدة، رغم أن القضية ما زالت معروضة أمام القضاء«.

لكن كيف يرى بوعشرين الرسم الكاريكاتيري موضوع المتابعة القضائية؟

»موضوع المتابعة ليس كاريكاتيرا بالمفهوم الاحترافي للكلمة ـ يقول الزميل بوعشرين، مضيفا ـ هو رسم وصافي، ولايتوفر على عناصر الكاريكاتير، من السخرية والنقد، ومع ذلك نحن نمارس حقنا في جنس صحافي لايمكن فصله عن باقي الأجناس في أداء مهمة الإخبار، وما وقع من تداعيات النشر، هو تفسير أعوج، وتعسف بنية سيئة، ومحاكمة لنوايانا، ومع ذلك جددنا لهم التأكيد في التحقيق على أننا لم نقصد الإساءة لا للأمير مولاي اسماعيل، ولا للعلم الوطني، ونعتبر الرسم بريء من كل الإسقاطات التي تقودها الداخلية ومن سار في ركبها«.

»لقد أعطينا كل التفسيرات للمحققين الذين كان من بينهم عنصر من إدارة حماية التراب الوطني، »ديستي«، ومع ذلك لم تعجبهم هذه التفسيرات، لتتحول حصص التحقيق التي كانت تدوم بين 12 و 16 ساعة، إلى تحقيقات كاريكاتيرية ـ يقول خالد كدار، مضيفا ـ وأنا بصدد إصدار مجموعة من الرسومات تسخر من طريقة طرح الأسئلة، ونقاشهم حول السيميولوجيا وفن الكاريكاتير، ومفهوم الوطنية، والنازية، والعمارية..«.

»ليس من مصلحة الدولة إبادة الصحافة المستقلة«، بهذا ختم بوعشرين ندوته، مؤكدا على استعداد الجريدة الدفاع عن براءتها إلى أبعد الحدود. ضاربا للمتتبعين موعدين قضائيين هما خلال شهر أكتوبر 2009، الأول في جلسة يوم 12 من الشهر الجاري، بتهمة إهانة العلم الوطني، والتي قال أنها ستكون على أساس القانون الذي وُضع بعد إحراق العلم الوطني من قبل أنصار البوليساريو في السمارة والعيون، والثانية يوم 23 من نفس الشهر، والتهمة هي الإخلال بالاحترام الواجب للأمراء.

منير الكتاوي

، "الوطن الآن، عدد 354

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق