الخميس، 8 أكتوبر 2009

أصبح عارياً..هل ينجو عباس من جريمته ..؟

رامي خريس –الرسالة نت

الخطى جاءت متسارعة في تجريم ما قام به رئيس السلطة منتهي الولاية من المشاركة في سحب تقرير غولدستون أو كما يقولون في إرجاء مناقشته في مجلس حقوق الإنسان بجنيف ، ووصل شعبيته أدنى مستوياتها أو قل وصلت سمعته في الحضيض ، فلم يعد شخصاً محترماً عند أبناء شعبه فقد ضربوه بالنعال أو طبعوها على صورته ، هكذا فعلوا في غزة ، وهكذا سيفعلون على كما يبدو في مناطق أخرى فلسطينية وعربية وربما في أماكن أخرى من العالم.

اعترافات ومعلومات

لقد تسارع مسلسل الاعترافات من قيادات السلطة، على الجريمة التي ارتكبوها، وبدأوا في إزاحة التهم عن أنفسهم ولصقها بآخرين منهم ، ولم يمض وقت طويل حتى اعترف إبراهيم خريشة ممثل فلسطين المراقب في مجلس حقوق الإنسان على رئيسه محمود عباس بعدما شعر بأنه قد يكون "كبش الفداء" ، وقال "أنه كان على اتصال كامل بالقيادة الفلسطينية وأنهما كانا يطلعان بعضهما على آخر الاتصالات بشأن الموضوع، وأن الجميع توافقوا على قرار طلب التأجيل ".

وكما تسارعت الفصائل والمؤسسات والشخصيات إلى الإدانة،و بدأت المعلومات حول القضية تتوارد إلى وسائل الإعلام ككرة الثلج، وجرى الحديث أن الحكومة الإسرائيلية هددت السلطة بكشف تأمرها معها حول غزة وهو ما دفع الأخيرة إلى المشاركة في إرجاء مناقشة التقرير ومعلومات أخرى تحدثت عن رغبة عباس في تشغيل شركة الوطنية للخلوي والحصول على تردداتها من (إسرائيل) بعد تهديداتها إسرائيلية، بعدم منح الشركة الترددات إذا لم تطلب السلطة بسحب التقرير ، وقيل إن صاحب شركة الخلوي هو ياسر عباس نجل الرئيس منتهي الولاية.

عاري

وبدا عباس وسلطته عاريان بعد سقوط أوراق التوت الأخيرة ، ومع حالة السخط الشعبي المتواصلة بدأت الحلقة تضيق حول عنقه ، وأصبحت خياراته محدودة لاسيما أن المنافذ أمامه مغلقه ولم تعد لديه فرص في إحداث اختراقات فيما كان يراهن عليه من ملفات ، مثل ملف المفاوضات ، فقد سبق الاحتجاج على فعلته في مجلس حقوق الإنسان مشاركته في اللقاء الثلاثي الذي جلب له أيضاً انتقادات من أصدقائه قبل أعدائه ، فلم يسمع لفصائل المنظمة التي نصحته بعدم المشاركة في اللقاء الذي ، صفعه فيه نتنياهو بعد تأكيده على عدم وقف الاستيطان في الضفة ، وقامت بعد ذلك بأيام قليلة قوات الاحتلال باقتحام باحات المسجد الأقصى.

ولم ينتقد عباس ويجرمه فقط معارضوه أو معارضو سياساته فلقد وجد من بين أصدقائه أو الذين كانوا كذلك من سارع إلى ادانته والشماتة فيه ، فقلد كان نبيل عمرو (لسان السلطة) سيفاً عليها وعلى رئيسها تحديداً ، لقد وجد من على منبر الجزيرة ضالته ليبدأ في توجيه الاتهام وتحميل عباس المسؤولية المباشرة عن ما جرى في جنيف .

وانتقد عمرو أداء السلطة بعد الفضيحة وكيف ارتبكت ، وكيف انكشف ، وماذا عليها أن تفعل ، وكعمرو كان آخرون يسنون سكاكينهم لذبح رفيقهم منهم شامتون وآخرون تركوه يواجه مصيره وحيداً ، فلم يعد لديهم ما يستطيعون به إنقاذه ، فقد تصرف وفق ما يرون بغباء شديد ، فقد راهن فقط على الأعداء ، قد يكونوا أصدقائه ولكنهم في النهاية أعداء الفلسطينيين ولم يترك لنفسه أية خطوط للرجوع أو الانسحاب الآمن .

عباس وسلطته في مهب ريح عاصفة ، وكرة الثلج لا تزال تكبر شيئاً فشيئاً ، فهل ينجو من فعلته الأخيرة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق