الخميس، 8 أكتوبر 2009

استهداف الأقصى من قبل الاحتلال يشكل ذروة التحدي لشعبنا ومقدساته

جبهة التحرير العربية

قال ركاد سالم، أمين عام جبهة التحرير العربية، اليوم، إنّ إجرّاءات قوات الاحتلال القمعية في مدينة القدس القديمة إنّما هي جزء من إجراءات أكبر، تشمل المدينة المقدّسة بكاملها بهدف تهجير أهلها والتّضييق عليهم في كافة شؤون حياتهم اليومية، كما أنها خرق للمواثيق الدّولية في ضمان حرية العبادة والمعتقد إضافة على أنّ الحفريات تحت المسجد الأقصى إنّما تهدف إلى تقويضه على المدى البعيد وإقامة الهيكل المزعوم مكانه.

وأشار سالم في تصريح صحفي الى أن هذه الإجراءات التي تستهدف المسجد الأقصى إنّما تشّكل ذروة التّحدي لشعبنا الفلسطيني في استهداف مقدساته. كما أنها أيضاً تشّكل تحّدياً لأمتنا العربية والإسلامية بحكم ما يمثله المسجد الأقصى من أهمية لدى كافة المسلمين في العالم. فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمَد عليه الصلاة والسلام، إنّ هذه الإجراءات لا تعكس تحّدياً لأهل القدس فقط أو لأبناء شعبنا الفلسطيني إنّما تهدف إلى النّيل من الأمة العربية والإسلامية في مقدّساتها والتسليم بهذا الأمر الأعظم والأهم في مسيرة الصّراع إنّما يسهّل التسليم بالأمور الأخرى.

وأضاف سالم أن حماية الأقصى والأماكن المقدّسة هي مهمة فلسطينية إلى جانب أنّها مهمة عربية وإسلامية. وبالتالي فإنّ المواجهة ضدّ إجرّاءات إسرائيل يجب أن تأخذ شكلها الصحيح، لا أن تحمّل شعبنا الفلسطيني معركة هي معركة الأمّة العربية والإسلامية ضدّ أعدّائها، لذلك مطلوب التّوجه إلى كافّة الدول العربية والإسلامية وشرح الممارسات الإسرائيلية في القدس، وحض كافّة المسلمين من حكومات وجماهير على اتخاذ الإجراءات في مواجهة المصالح الإسرائيلية وعدم التعامل مع إسرائيل وعلى كافة الصعد.

كما حيا سالم المواطنين المتحّدين لقوّات الاحتلال والصّامدين المرّابطّين داخل المسجد الأقصى، كما تمنى الشفاء للجرحى الذين دافعوا عن الأقصى ويواجهون المخطّط الإسرائيلي الهادف إلى تقييد الصلاة في المسجد الشريف.

كما أكد أمين عام جبهة التحرير العربية على ضرورة العودة عن قرار تأجيل عرض تّقرير غولدستون على التصويت في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، واضاف ان هذا التقرير الذي أصاب إسرائيل بالصّدمة، وقد وضعت كافة إمكانات الدولة العبريّة لمنع خروج هذا التّقرير من جنيف. فقد أعدّت الحكومة الإسرائيلية تقريراً مضّاداً تحت عنوان "حقائق ما جرى في غزّة" ووزّعته على كافة ممثلياتها في الخارج لتوزيعه على كافة الدول الصّديقة لإسرائيل، كما استنفرت اللوبي الصهيوني الأميركي بلقاءات مكثّفة مع داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلية إلى جانب التّحرك الذي أجراه نتنياهو وعملت على تّشكيل لجنة تحقيق إسرائيلية برئاسة أهارون باراك. علماً أنّ المجلس يضٌم 47 عضواً وأنّ إمكانية حصوله على الأغلبية الساحقة مؤّمّنة، وضرورة تحويل هذا التقرير إلى مجلس الأمن والجمعية العموميّة، ومن ثمّ إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي. إنّ مواجهة سياسة العدو الإجراميّة العدوانيّة إن كان في غزة أو في القدس هي واحدة وهي فرصة لا يمكن تعويضها لأنّ ما جاء في تقرير ريتشارد غولدستون هي إدّانة من قبل مجموعة قضاة دوليين يرأسهم اليهودي غولدستون والذي يعبّر عن حبه لإسرائيل. هذه اللجنة الدوليّة تدين بتقريرها إجراءات العدو أثناء غزو غّزة في كانون الثاني وتتهمها بارتكاب جرائم حرب والرضوخ لتهديدات نتنياهو وضغوط أباما إنّما يشكّل تراجعاً مجّانيّاً في المواجهة المستّمرة ضدّ إسرائيل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق