الخميس، 8 أكتوبر 2009

محمود عباس ما بين الشوكة والسكين !؟

قوة مستهلكة وقذيفة ماساوية لانسان أجوف وعاجز سياسيا لم يعد أحد يؤيده أو يحترمه

واجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس موجة غضب يوم الاربعاء من جانب فلسطينيين يتهمونه بخيانة القضية الوطنية لصالح اسرائيل تحت وطأة ضغوط سياسية من الولايات المتحدة.ومع تزايد مشاعر الاستياء من ضعفه أقر مساعدون لعباس البالغ من العمر 74 عاما بأن الرئيس الفلسطيني أصبح في موقف الدفاع. وقالوا انه سيوجه كلمة الى الأمة لكنهم لم يذكروا متى.

وقبل يومين من الموعد المقرر لاستقبال جورج ميتشل مبعوث الرئيس الامريكي باراك اوباما للسلام في الشرق الاوسط بدا الزعيم الذي يعتمد عليه اوباما في التوصل الى معاهدة مع اسرائيل ضعيفا بدرجة متزايدة.

وفي غزة قام حشد غاضب بالقاء أحذية على ملصق له ووصفوه بأنه خائن ينتمي الى "مزبلة التاريخ". وقال بعض المنتقدين انه فقد الاتصال بالناس ويتعين عليه ان يستقيل.

وقال سامي علقم وهو طبيب في مدينة الخليل بالضفة الغربية حيث تأييد عباس ضعيف "انه ليس الشارع في غزة فحسب. انه أيضا الشارع في الضفة الغربية."

ومنذ 22 سبتمبر ايلول تحيط سحابة سياسية بعباس الذي لم يتمتع على الاطلاق بشعبية سلفه ياسر عرفات عندما خضع على مضض لطلب أوباما بأن يصافح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك.

وكانت هناك مشاعر استياء في الداخل عندما أدرك الفلسطينيون ان أوباما تراجع عن مطلبه بأن توقف اسرائيل كل النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة وان عباس لم يظهر احتجاجا على ذلك.

وينظر الى ما حدث في نيويورك على انه إهانة للفلسطينيين وفي مطلع الاسبوع زاد مستقبل عباس قتامة عندما علم الناس انه وافق في جنيف على تأجيل التصويت على تقرير للامم المتحدة يزعم ان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة في يناير كانون الثاني الماضي.

وقال ياسر عبد ربه مساعد عباس عن القرار الخاص بجنيف ان السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ. وأضاف انهم يعترفون بذلك .. ويمكن تصحيحه. وتابع قائلا انهم يعملون في هذا الاتجاه.

وقال ان قرار التأجيل استند الى معلومات زائفة في إشارة الى التأجيل الذي وافق عليه الفلسطينيون في اجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف. وقال ان الرئيس سيتخذ اجراء لتصحيحه.

والآثار التي ترتبت على الاجتماع فاجأت عباس وحركة فتح فيما يبدو.

وقال مسؤولون ان عباس سيشرح في كلمته التي ستذاع ما حدث في اجتماع مجلس حقوق الانسان في جنيف والخطأ الذي وقع. لكن الرئيس حاليا في روما ويتعين على الفلسطينيين ان ينتظروا يوما على الاقل لسماعه.

وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه "توجد حملة لاغتيال الرئيس (عباس) سياسيا."

وأضاف "العواقب السياسية بالنسبة لعباس ضخمة. نحتاج جميعا الى الكثير من الوقت لاصلاح الضرر." وقد يبدأ الرئيس بعزل "الذين قدموا له معلومات غير دقيقة".

وقرار جنيف الذي اتخذته السلطة الفلسطينية ساعد على تأجيل تصويت كان سيدين عدم تعاون اسرائيل مع تحقيق تزعمه ريتشارد جولدستون في جرائم حرب والذي كان سيرسل تقريره الى مجلس الامن.

واتهم التحقيق اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم غزة بارتكاب جرائم حرب في القتال الذي دار في الفترة بين 27 ديسمبر كانون الاول و18 يناير كانون الثاني.

وحذرت اسرائيل من ان الامم المتحدة ستوجه "ضربة قاتلة" لآمال السلام اذا أقرت تقرير جولدستون وقالت الولايات المتحدة ان التأجيل سيساعد في إعادة اطلاق المفاوضات بين عباس واسرائيل والتي توقفت منذ نوفمبر تشرين الثاني.

والتفاصيل الدبلوماسية تاهت بين كثير من الفلسطينيين الذين ارتأوا ان قرار تجميد التقرير هو استسلام جبان من جانب عباس لضغوط من جانب واشنطن. بل زعم البعض ان رئيسهم فعل ذلك من أجل فائدة شخصية.

وكتب المعلق فلسطيني المولد رامي خوري في صحيفة ديلي ستار التي تصدر في بيروت يقول ان "محمود عباس قوة مستهلكة... قذيفة ماساوية لانسان أجوف وعاجز سياسيا لم يعد أحد يؤيده أو يحترمه."

وقال "محمود عباس خذل شعبه لكن يمكنه ان يفتدي نفسه وان يعد الساحة لشخص يخلفه للقيام بدور أكثر فاعلية. يجب ان يتصرف بشرف وثقة من خلال التنحي من منصب الرئيس الفلسطيني."

غير ان مؤيدي عباس وعدوا بالرد على الهجوم ببدء مسيرة من المؤيدين في رام الله يوم الخميس.

وتتزامن العاصفة النارية بشأن تقرير جولدستون مع تزايد التوترات مع اسرائيل بشأن القدس الشرقية. ووقعت اشتباكات بشأن جهود مزعومة من جانب يهود متدينين لانتهاك حرمة المسجد الاقصى.

وهذا النزاع يمكن ان يبدد الامال بأن تبرم حركتا فتح وحماس أخيرا اتفاق "مصالحة" في مراسم تجرى في وقت لاحق في مصر التي تتوسط لانهاء الانشقاق الفلسطيني منذ أكثر من عام.

وقال محمد دحلان وهو من الحرس الجديد من الفلسطينيين الذين يطمحون الى شغل منصب كبير في الحزب المهيمن انهم في فتح أقروا بأن تأجيل التصويت كان خطأ.

وقال ان حماس من معقلها في قطاع غزة تستغل تقرير غولدستون كوسيلة لتدمير النظام السياسي الفلسطيني.

* المشاكل تلاحق محمود عباس بلا نهاية

يتعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس لانتقادات شديدة من جانب فلسطينيين يعتقدون أنه يفرط في التساهل مع اسرائيل بعد أن انتقد تقرير للأمم المتحدة الحرب في غزة. غير ان هذه ليست إلا مشكلة واحدة من عدة مشاكل يواجهها عباس..

تقرير الامم المتحدة بشأن جرائم الحرب

استجابت السلطة الفلسطينية في اجتماع لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف يوم الجمعة لالحاح الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى لتأجيل خطوة إحالة تقرير لجنة للتحقيق يرأسها ريتشارد جولدستون الى مجلس الامن حتى مارس اذار. ويقول التقرير ان من المحتمل أن اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة في يناير كانون الثاني. كما وجه التقرير أيضا انتقادات الى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة. وأدى ذلك الى عاصفة من الانتقادات لعباس في الضفة الغربية وقطاع غزة وكذلك في شتى انحاء العالم العربي. وقال مؤيدو التأجيل انه سيساعد مساعي السلام بين عباس واسرائيل. ولا يتوقع أحد أن يوجه مجلس الامن اللوم الى اسرائيل. واعترف مساعدون لعباس بأن السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ بتأجيل التقرير وهو قرار قالوا انه بني على "معلومات خاطئة".

حماس

حققت حماس فوزا ساحقا على حركة فتح التي يتزعمها عباس في الانتخابات العامة عام 2006 بعد سنة من تولي عباس رئاسة السلطة الفلسطينية خلفا لياسر عرفات. وأدى تشكيل حكومة تقودها حماس الى حصار دولي عانى منه الفلسطينيون. وفي عام 2007 اتهمت حماس عباس والولايات المتحدة بالتآمر للاطاحة بها من السلطة. وانتهى قتال في قطاع غزة في يونيو حزيران بسيطرة اسلاميي حماس الكاملة على القطاع بينما ظلوا عرضة للقمع في الضفة الغربية المحتلة حيث عين عباس حكومة خبراء فنيين. وحاولت مصر حل الخلاف المرير وتقول ان اتفاقا يمكن أن يوقع في 25 أكتوبر تشرين الاول تمهيدا لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في الضفة والقطاع في يونيو حزيران. لكن الجانبين لديهما تحفظات عميقة تجعل المراقبين يتشككون بشأن احتمال توقيع اتفاق نهائي.

اسرائيل

يريد عباس أن تقبل اسرائيل قيام دولة فلسطينية في الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967. وتقول الولايات المتحدة وقوى أخرى انها تريد ذلك أيضا. وتقول اسرائيل انها مستعدة من حيث المبدأ لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد بنيامين نتنياهو يعتقد أن ضعف عباس في مواجهة حماس يجعله غير قادر على ضمان أمن اسرائيل. كما يريد الاحتفاظ بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ولن يقبل مطلب عباس التفاوض على اقتسام القدس وعودة اللاجئين الذين غادروا عام 1948. ويتعرض عباس للانتقاد من الفلسطينيين في الداخل لانه لم يستطع إعادة اسرائيل الى طاولة المفاوضات بشروط يقبلها الفلسطينيون.

باراك أوباما

تحدث الرئيس الامريكي باراك أوباما بلهجة حاسمة بعد ان تولى منصبه هذا العام عن توسيع اسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية. ولكن بعد ان قال عباس انه لن يلتقي بنتنياهو الا اذا جمدت اسرائيل الاستيطان أقنعه أوباما بحضور اجتماع في الامم المتحدة الشهر الماضي. وطلب أوباما من اسرائيل "الحد" من الاستيطان لا "تجميده". ونتيجة لذلك بدا عباس ضعيفا في نظر كثير من الفلسطينيين الذين يرون أن أوباما خذله وخذلهم. ويعود المبعوث الامريكي جورج ميتشل الى المنطقة هذا الاسبوع وقد يتطلع الى تفهم اسرائيلي لمساعدة عباس على حفظ ماء وجهه في الداخل. الا ان لا أحد يتوقع تنازلات كبيرة من نتنياهو في اطار مساعي أوباما لاستئناف المفاوضات بينهما.

فتح

تمكن عباس من تنظيم أول مؤتمر عام لحركة فتح منذ 20 سنة في بيت لحم في أغسطس اب مما عزز وضعه في الحركة التي شكك كثيرون داخلها في سلطته كخليفة لعرفات. وفاز عباس بتصويت شرفي على الثقة فيه كزعيم. لكن كثيرين داخل معسكره يشككون في قدرته على حشد التأييد الشعبي بعد أن قضى سنوات طويلة يعمل في الشؤون التنظيمية في ظل عرفات. وأوضح منافسيه مروان البرغوثي (50 سنة) معتقل في سجن اسرائيلي. وليس واضحا متى قد تجرى الانتخابات في أي حال. لكن الانتقادات في الكواليس لا تحسن موقف عباس.

* حقائق عن عباس

وفيما يلي بعض الحقائق الاساسية بشأن عباس:

كيف وصل لمقعد الرئاسة؟

محمود عباس أو أبو مازن (74 عاما) من القادة المخضرمين للكفاح الفلسطيني من أجل إقامة دولة. وكان نائبا لياسر عرفات في منظمة التحرير الفلسطينية وتولى رئاستها بعد وفاة عرفات في نوفمبر تشرين الثاني عام 2004.

اشترك عباس في صياغة اتفاقات السلام المؤقتة مع اسرائيل في عام 1993 التي حصل بموجبها الفلسطينيون على قدر من الحكم الذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة.

انتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية في يناير كانون الثاني عام 2005 بأغلبية ساحقة.

منيت حركة فتح التي يتزعمها بهزيمة غير متوقعة على يدي حركة حماس الاسلامية في الانتخابات العامة في يناير كانون الثاني عام 2006.

وانتهت فترة رئاسة عباس الاصلية التي استمرت أربعة أعوام في يناير كانون الثاني 2009. وواجه تحديا لشرعيته أرجأته الحرب التي شنتها اسرائيل في قطاع غزة. ودفع عباس بأنه نتيجة لتعديلات قانونية لن تنتهي فترة ولايته قبل 2010.

الاحداث الاخيرة:

سيطرت حماس التي يقاطعها جزء كبير من العالم بسبب رفضها الاعتراف باسرائيل واتفاقات السلام ونبذ العنف على قطاع غزة في يونيو حزيران 2007 بعدما ألحقت الهزيمة بقوات عباس.

تتوسط مصر منذ أكثر من عام من أجل انهاء الشقاق بين فتح التي يقودها عباس وحماس. وقالت مصر يوم الثلاثاء ان من المتوقع أن تبرم حماس وفتح اتفاقا للمصالحة ترعاه مصر في 25 أكتوبر تشرين الاول في القاهرة.

في الشهر الماضي التقى الرئيس الامريكي باراك أوباما برئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو وعباس وأجرى معهما محادثات لم تظهر بعدها مؤشرات على حدوث انفراج فيما يتعلق باحياء المفاوضات الرامية لانهاء الصراع المستمر منذ ستة عقود.

بعث جديد لعباس

عززت فتح مركز عباس وأعادت له بعض الشرعية في أغسطس اب من خلال إزاحة كثير من أفراد "الحرس القديم" الموجودين منذ عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات في أول مؤتمر للحركة منذ 20 عاما.

دعا عباس الذي تدعمه القوى الغربية فتح الى "بداية جديدة" والعمل على محو سجلها الموصوم بالفساد وسوء الادارة وكسب التأييد في الانتخابات.

حياته الاولى:

ولد عباس في بلدة صفد التي تقع في منطقة الجليل بشمال اسرائيل حاليا. وكانت عائلته من بين مئات الالاف من الفلسطينيين الذين نزحوا او طردوا من ديارهم في حرب عام 1948.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق