الخميس، 8 أكتوبر 2009

عباس في شوارع غزة !

غزة- عدنان نصر

استيقظ الغزيون صبيحة يوم ممطر في فصل الخريف على مظهر جديد للشوارع الفلسطينية عبرت جدرانها عن حجم الغضب والألم الذي يعتريها إزاء تراجع الرئيس محمود عباس المنتهية ولايته عن سحب التصويت على تقرير "غولدستون" الذي أدان الاحتلال الإسرائيلي بارتكابه جرائم حرب في غزة.

وقرر فصل الخريف أن يعري عباس أمام شعبه وفي المحافل الدولية والعربية كما يعري الأشجار من خضرتها وجمالها الطبيعي، فقد ألصقت على جدران الشوارع صور عديدة ، لاسيما في المفترقات الرئيسية والشوارع العامة كتب عليها إلى مزبلة التاريخ أيها الخائن في إشارة إلى الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس".

وظهر في الملصق الذي وقع باسم "أساتذة جامعيون ومثقفون" ولصق بكثافة في شوارع محافظات قطاع غزة، صورة للرئيس المنتهية ولايته وعليها إشارة (X) ، إضافة إلى صور لضحايا العدوان الهمجي على قطاع غزة.

ولم يندهش المواطنين لتلك الصورة بعد أن لفظ الجميع عباس، وكال له الفتحاويون اتهامات لاذعة على تلك الهدية المجانية التي كانت بمثابة طوق النجاة أنقذ عنق "إسرائيل" من الإدانة، كما أن تبريرات عباس وزمرته كانت واهية، لانها لم تقنع الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية التي يسيطر عليها بالسوط والحديد من الخروج في مسيرات منددة لتلك الجريمة النكراء.

وما يثير غيظ المواطنين التبريرات التي أطلقها المقربون من عباس، بشأن التهديد الأمريكي الذي طالب بسحب التقرير مقابل استئناف مفاوضات هزيلة مضى عليها 16 عاما دون أن تقدم شيئا للفلسطينيين.

ولعل ما كشف النقاب عنه من تبريرات أخرى فجر نار الغضب في قلوب المواطنين، لاسيما وأن سحب التقرير كان بناء على تقديم رخصة لشركة الهواتف الوطنية النقالة لابن عباس- كما أشيع.

أما في قطاع غزة فقد كان لأصحاب البيوت المدمرة وأهالي الضحايا والشهداء النصيب الأكبر في صب غضبهم على عباس الذي يتجول في الأقطار العربية بحثا عن مخرج لفعلته الدنيئة، فقد أجمعوا خلال مؤتمرات صحفية من أمام بيوتهم المدمرة أن تأجيل التقرير سحق حقوق أطفالهم الشهداء الذين حرقوا بقنابل "الفسفور والداين".

شوارع غزة كانت ولازالت تعبر عن مواقفها بصراحة، فلا عجب أن نشهد صورا أكثر جرأة في الأيام المقبلة ما لم يخرج تقرير غولدستون إلى النور ويقدم الجناة إلى محاكم عادلة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق