الأحد، 1 نوفمبر 2009

أسلحة اليورانيوم المنضب

ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد

إن الأهوال horrors التي أوقعتها الحملة الأمريكية Agent Orange في فيتنام، حيث كتبتُ (كاتب المقالة) عنها بتاريخ 15 أكتوبر، يمكن أن تتضاءل في نهاية المطاف أمام أهوال أسلحة اليورانيوم المنضب التي بدأت الولايات المتحدة استخدامها في حرب الخليج العام 1991 بمقدار 300 طن، واستخدمت على نطاق واسع وعلى نحو أكبر.. (2000 طن في حرب/ احتلال العراق العام 2003).. مع استمرار استخدامها على نحو مكثف في المدن والمناطق المأهولة بالسكان في الحرب المستمرة في العراق وأفغانستان.

اليورانيوم المنضب، رغم اسمه الرقيق benign، ليس منضباً depleted (نظيفاً) من المواد الإشعاعية والسميّة. مصطلح منضب يُشير إلى أنه مستنفد/ مستخرج من نظائر اليورانيوم 235 الازمة لتفاعلات الانشطار في المفاعلات النووية. إنه يشكل بقايا/ فضلات waster ناتجة عن محطات الطاقة النووية، ويتكون من اليورانيوم 238 و 236 - المنتج الانشطاري النووي من المفاعل.. مصنوع وليس طبيعياً ولا يتواجد في الطبيعة.. علاوة على إحتوائه على عناصر مشعة وسميّة أخرى. ويتشكل في النهاية كمادة خارقة في الصلابة- معدناً مثالياً ideal metal- وسلاحاً ضخم التأثير تم استغلاله من قبل سكرتارية/ وزارة الدفاع الأمريكية- البتاغون.

واليورانيوم المنضب معدن ثقيل 1.7 مرات أثقل من الرصاص، وأقوى harder كثيراً من الصلب steel، ومع الخاصية المضافة إليه نتيجة الاحتراق بدرجة حرارة عظمى super-hot temperature، عندئذ أثبت اليورانيوم المنضب بأنه مخترق مثالي ideal penetrator للدروع السميكة والأماكن الخرسانية الشديدة الصلابة.

وتبعاً لذلك فقد استخدم اليورانيوم المنضب في سياق جهود البنتاغون سلاحاً حاداً في البنادق الاوتوماتيكية والطائرات المقاتلة لتدمير الدروع والمواقع الدفاعية، واستخدمت هذه الأسلحة ولا زالت في حرب العراق وأفغانستان (وكذلك كوسوفو). كما أن بعض صواريخ كروز مصممة أيضاً لضرب الأهداف المحصّنة بأسلحة اليورانيوم المنضب وبحمولة طن واحد للصاروخ الموجه ضد التحصينات.

وفي نفس الوقت، واصلت البنتاغون مزاعمها بنفي المخاطر القائتلة لهذا السلاح على المدنيين والبيئة الطبيعية، رغم كافة الأدلّة العلمية لمخاطر هذا السلاح..

وعلى نحو مكشوك فيه Suspiciously، مُنع خبراء الصحة الدولية من القيام بدراسات طبية لآثار استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب في المواقع المضروبة.. وكانت سلسلة مقالات صحيفة كريستيان ساينس مونيتر قد وصفت كيف أن صحفيين لديها زاروا مواقع مصابة مع العدد والآلات، ووجدوا أنها مشبعة بالنشاط الإشعاعي (مصادر علمية كثيرة فحص وأكدت ولا زالت هذه المخاطر).. الخطر الكبير مع اليورانيوم المنضب ليس كحال المعدن الطبيعي، ولكن بعد الإطلاق- الانفحار والاحتراق- تنطلق غبار ذرات أوكسيد اليورانيوم القاتلة لتكون قابلة للاستنشاق (والانتقال إلى أماكن بعيدة أخرى بفعل الرياح والعواصف الرملية/ الترابية)، واختراقها للجسم، وحتى أصغر وحدة من جسيمات اليورانيوم المنضب تصبح مادة قاتلة تسبب السرطان والتشوهات الخلقية للولادات.

هناك تقارير عن حدوث زيادة كبيرة في حالات تشوه الولادات في مدينة الفلوجة التي تعرضت للضرب باستخدام أسلحة اليورانيوم المنضب وعلى نحو واسع في نوفمبر العام 2004 خلال هجوم قوات مشاة البحرية الأمريكية عليها.

لكن الأثر القاتل الحقيقي للأستخدام المكثف الأول لأسلحة اليورانيوم المنضب في البيئات الحضرية الكثيفة السكان، يتدى إلى استمرار القتل والتدمير على مر السنين.. (في حالة عدم تنظيف البيئة..).. وتبقى هذه التركة السامة للجرائم الأمريكية، ولتظهر في حالات تزايد الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية للولادات وغيرها من الاضطرابات الوراثية في العراق وأفغانستان.. (ويبقى لزاما عدم الاقتراب من المواقع المصابة ومخلفات القتال إلى أكثر من مائة متر وإلا فاحتمالات الإصابة القاتلة تكون قائمة)..

مممممممممممممممممممممممممـ

Depleted uranium weapons, By Dave Lindorff, Aljazeera.com,27/10/2009.

-- Dave Lindorff is a Philadelphia-based journalist and columnist. His latest book is “The Case for Impeachment” (St. Martin’s Press, 2006 and now available in paperback). He can be reached at dlindorff@mindspring.com. This article appeared in CounterPunch.org.

Source: Middle East Online

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق