الأحد، 1 نوفمبر 2009

شهادة تعذيب

المعتقل السياسي يونس السالمي

رقم الاعتقال:2330

بعد أن انخرطت إلى جانب رفاقي في بداية الموسم الدراسي 2009/2010 وتحملنا مسؤوليتنا كمناضلي النهج الديمقراطي القاعدي من داخل منظمتنا العتيدة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب , ونظرا للقضايا و الإشكالات التي تعاني منها الجامعة المغربية والتي يمكن أن أصوغها في ملفين أساسيين

*ملف الحريات السياسية والنقابية نظرا للنضالات العظيمة التي عرفتها الحركة الطلابية في السنوات الأخيرة تعرضت (أي الحركة الطلابية) إلى العديد من الضربات والتي تمثلت في الاغتيال ( عبد الرزاق الكاديري) وموجة الاعتقال الواسعة والتي شملت العديد من المناضلين الأشاوس ( مجموعة الراشيدية , مجموعة زهرة , مجموعة جمال العصفوري,...) قمنا انطلاقا من مسؤوليتنا بالتشهير و الدعاية والتعريف بالمعتقلين السياسيين وبنضالاتهم داخل وخارج أسوار السجن والمعارك البطولية التي يخوضونها من أجل مطالبهم العادلة والمشروعة ( داخل وخارج السجن).

· ملف الإصلاح الجامعي ( المخطط الإستعجالي فنظرا للإشكالات التي تعج بها الجامعة المغربية خضنا نضالات ضارية من أجل تحصين تواجدنا كأبناء الشعب المغربي من داخل حقل التعليم ابتداءا من معركة الحي الجامعي وصولا إلى معركة المطرودين والتي جسدت فيها الجماهير الطلابية آيات من الصمود والإبداع ونظرا للواقع الذي تعيشه كلية الحقوق بمراكش كاستثناء في المغرب ( أو ربما في العالم) والمتمثل في أحد بقايا العبودية وأحد مجانين هذا العصر و هو الأمراني زنطار هذا السيد الذي حول كلية الحقوق إلى ضيعة يزرع فيها الشر و الأحقاد بين كل مكوناتها أساتذة , طلبة موظفين و أعوان . ولأن مجال هذه الشهادة محدود فسنتكلم عن معاناة كلية الحقوق مع هذا الفرعون لاحقا.

فبعد أن تحملت مسؤوليتي في معركة المطرودين وقمنا بالحوار مع لجنة من إدارة كلية الحقوق هذا الحوار الذي تم في ظروف جيدة وفي إطار نقاش ديمقراطي بين الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و اللجنة الإدارية المكلفة بالحوار مع الطلبة. توجهت لزيارة أحد أقاربي بمستشفى ابن طفيل وحين عودتي إلى الداوديات وجدت رفاقي مستعدين للنزول إلى الحي الجامعي . إذ توصلنا ببعض الأخبار تقول أن ثلاث رفاق تم اعتقالهم , وقررنا العودة إلى الحي الجامعي على الساعة 30/00 لإيصال الخبر للطلبة و الطلبات بالحي الجامعي وفي طريقنا ومباشرة بعد أن خرجنا من الوحدة الرابعة تفاجأت باستعراض عسكري في الشارع خمس سيارات كل واحدة تحوي بداخلها 6 أشخاص بالإضافة إلى 50 دراجة نارية تحمل شخصين . لم أستوعب الحدث لأن الشارع وفي تلك الساعة لا يمكنه أن يستمر في حركة السير بتلك الضخامة. بعد أن اقترب منا الموكب زاد ت سرعته نحونا و الأشخاص الذين كانوا على متن الدراجات النارية أشهروا الهراوات والسلاسل والسيوف.فركضت صوب الحي الجامعي إلا أن السيارة التي كانت تقود هذا الموكب طاردتني وصدمتني في رجلي اليمنى فسقطت أرضا و انهالت علي العصي و السلاسل فلم أعرف من هؤلاء حتى رأيت المدعو عبد الحق اليعقوبي و آخر يدعى رشيد . إضافة إلى إشهار الأصفاد و جهاز الطولكي ولكي. حينها أدركت أن هذه العصابة ماهي إلا الشرطة . وبمناسبة فالسيارة التي صدمتني كان يقودها رئيس الشرطة القضائية لأني بعد أن سقطت أعطى أمره وقال" مضربوهش على الراس لا يموت لينا . هرسو مو راه السبيطار كاين والكبس غير مشتت ". أدخلوني في سيارة من نوع fiat palio وجدت رفيقي ناصر مغمى عليه والدماء تتساقط من رأسه وإلى جانبه الرفيق عبد الحق الطلحاوي يصرخ بركبته اليمنى . وانطلق المشهد الهوليودي في شارع علال الفاسي نظرت من النافذة فوجدت الدراجات النارية بجانبنا وخلفنا و أمامنا والأشخاص الذين يمتطونها ويحملون السيوف والعصي في الشارع ورأيت أيضا دهشة المارين خصوصا في باب دكالة فالكل يشير بإصبعه إلى الموكب العسكري بدهشة لم أرها من قبل . تجولت عيني في السيارة قليلا فرأيت عدادها يشير إلى 120 كلم في الساعة . وصلنا إلى جامع الفنا فتذكرت رفاقي يوم 14 ماي وما حجم التعذيب الذي ذقناه هنا, وتذكرت أيضا الرفيقة زهرة وهي تنزف دما ورجال الشرطة يركلونها على بطنها ورفاقي الآخرين معصوبي الأعين واحد جنب الآخر...لكن هذا السهو كسرته ضربة قوية تعرضت لها على مستوى الرأس. جلست إلى جانب رفيقيّ واجتمعت العصابة من جديد بهراواتها حوالي نصف ساعة بعدها سينقلوننا إلى المستشفى نظرا للإصابة الخطيرة التي تعرض لها الرفيق ناصر احساين على مستوى الرأس وإصابتي على مستوى اليد اليسرى . وصلنا إلى المستشفى وقابلنا الطبيب الذي لا يختلف عن رجال الشرطة سوى بلباسه الأبيض , حيث أن جرح الرفيق ناصر ينزف ويدي تزداد انتفاخا والطبيب يقول " لا ما بيهم والو غير ديوهم للكوميسارية " بعدها عدنا إلى كوميسارية جامع الفنا (درب مولاي الشريف بمراكش ) جلسنا الليل كاملا والأصفاد على يدنا حتى 12:00 ليقوموا بإنزالنا إلى القبو الذي يعرف الكل وضعيته أردأ مكان في المغرب .

قابلنا رفاقنا الثلاث حيث وجدناهم في حالة خطيرة لما لاقوه بدورهم من تعذيب وعلى الساعة الثامنة مساء تمت المناداة علينا نحن الثلاثة واقتادونا إلى مكتب رئيس الشرطة القضائية حيث وجدنا رئيس الشرطة القضائية ونائبه المدعو " الوجدي " و اثنين لا تظهر عليهما صفة الشرطة يرتدون لباسا أنيقا ونظرت إلى الطاولة فرأيت صورتي وناصر وعبد الحق إضافة إلى مجموعة من الصور لمحت من خلالها صورتي في 14 ماي وصور مجموعة زهرة تقدم شخص طويل وله شنب طويل وقال " خليو يونس وخرجو هادوك بجوج " وبدأ مسلسل التعذيب حيث أمسك سيفا وقال لي " عادي ندبح أم ك بحال أبو مصعب الزرقاوي " قلت لماذا قال لي " علاش باقي فالكلية واش نتا ما بغيتيش تخوي مراكش " بعدها أجلسوني على ركبتي اللتان كانتا تؤلمانني بشدة وبدأ يركل في مكان الألم , ثم أمرهم بإخراجي حينها أدركت أن الشخصين هم من جهاز المخابرات (الديستي) أنزلوني إلى القبو مرة أخرى بعدها تم حملنا إلى الوكيل من أجل التمديد لفترة الحراسة النظرية وأعطاء أمره بنقلنا إلى السجن الذي وجدنا به رفاقنا مجموعة زهرة في استقبالنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق