الأحد، 1 نوفمبر 2009

الرئيس قال ..لا.. للأمريكان..!!

هاني العقاد

يكثر الحديث هذه الأيام عن حلول الوسط التي من شانها أن تقنع كل من الفلسطينيين و الإسرائيليين لتبدأ عندها مفاوضات السلام بين الطرفين وكأن الجانب الأمريكي بإدارة اوباما , استنفذت كل طرق الإقناع الأحادي و الجماعي لإدارة اليمين المتطرف نتنياهو وبذلك تعلن أنها غير قادرة على ممارسة المزيد من الضغط ليقتنع الأخير بالتفاوض بلا استيطان و التفاوض من اجل السلام وليس للاستكمال مشروعة اللعين و هو إعلان يهودية الدولة العبرية. هذا الأسبوع التقت وزيرة الخارجية الأمريكية السيدة هيلاري كلينتون بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في أبو ظبي

ولم تنتظر ليعود الرئيس الفلسطيني إلى رام الله بعد جولته في المغرب العربي ,حيث كان يشارك في الملتقي الدولي للقدس في محاولة منها للممارسة ضغط معين ليقبل بحالة الوسط التي توصل إليها ميتشل ,و هذا ما ينذر بان الموقف الأمريكي تهيئة الوضع الراهن للبدء بمفاوضات ترمي للوصول إلى الحل النهائي للصراع بات يخفت يوما بعد يوم و بات يقبل ببعض وجهات النظر الإسرائيلية التي تسعي لتكريس الأمر الواقع و تكريس سياسة هذا المتاح من منطلق القوة وحدها . لعل هذا التصرف يدلل أن ميتشل لم يفلح في مهمته حتى الآن , لذا اعتقد أن الفلسطينيين يمكن أن يقبلوا ببعض

حلول الوسط و التي تفترض بدء المفاوضات بعد توقف جزئي للاستيطان ضمن صفقة تتيح للإسرائيليين استكمال العمل في بناء 3000 وحدة سكنية , ويمكن لوزيرة الخارجية مساعدته في إقناع الرئيس أو مازن بذلك إلا أن اعتقاده لم يكن صحيحا و جاء بغير ما يعتقد. لم يكن الأمريكان على وعي كامل بان الرئيس محمود عباس قادر على القول لا للأمريكان و قول لا في وجه وزيرة خارجيتهم عندما طرحت الأخيرة بعض حلول الوسط لإطلاق مفاوضات السلام فقد رفض الرئيس أبو مازن رفضا قاطعا استئناف المفاوضات و الحال كما هو على حاله في الأراضي الفلسطينية ,أي في ظل استيطان و تهويد و حواجز

و انتهاك حقوق كاملة, بل انه ابلغهم أيضا أن عملية السلام ذاتها لا جدوى منها دون تحديد مرجعية تعترف بها إسرائيل و تستند هذه المرجعية إلى القرارات الشرعية الدولية كافة و منها القرار 1515 الخاص بخطة خارطة الطريق. بالفعل قال الرئيس الفلسطيني لا للأمريكان ولم يستجيب للضغط الأمريكي الموجه نحو القيادة الفلسطينية للقبول بحل وسط و حلول مؤقتة للبدء بمفاوضات السلام مع الإسرائيليين لان أي حل مرحلي لا يخدم الثوابت الفلسطينية و يعتبر قفز عن بعض منها إن لم يكن جميعها , في الوقت نفسه لا يتجرأ الكثير من قادة العرب و غير العرب على قول لا لأقطاب

الإدارة الأمريكية ولا يمتلكوا الشجاعة الكافة للاحتفاظ طويلا بمواقفهم . لكن قولا لا سيستمر عند القيادة الفلسطينية لأنهم يعرفوا أن شعبهم الفلسطيني لا يحتاج دولة منقوصة السيادة ولا يحتاج دولة بحدود مؤقتة ولا يحتاج من يعطيهم تصريحا لان يغيروا عنونة أوراقهم و مستنداتهم الرسمية من السلطة الوطنية الفلسطينية إلى دولة فلسطين فقط ولا يحتاج إلى مزيد من التحكم في معابرهم و مخارجهم و سيادة أراضيهم , وما يحتاجونه اليوم أصبح معروفا و أصبح متعارف علية ليس على مستوي القيادة الفلسطينية الواعية و إنما على مستوي كافة أبناء الفلسطيني أينما

تواجد و أينما مارس حياته , و إن ما يحتاجونه تعرفه السيدة كلينتون و ميتشل و اوباما و نتياهو و الشعب الإسرائيلي اجمع.

اليوم يطلب نتنياهو من ميتشل أن تضغط الإدارة الأمريكية على الرئيس محمود عباس أبو مازن بصفته العائق الوحيد أمام تطلعات إسرائيل نحو السلام أن يقبل بالتفاوض مع الإسرائيليين دون شروط , بالتالي يقبل بمفهوم السلام الإسرائيلي الذي يعتبر الاستيطان و التهويد من حق إسرائيل و الذي يعتبر أن إسرائيل دولة يهودية و على العرب الاعتراف بذلك اليوم لتمنح الفرصة للفلسطينيين العيش في سلام , لهذا يستمر ضغط القيادة الفلسطينية و القيادة العربية على الإدارة الأمريكية للإيفاء بمادي السلام التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي خلال خطاب جامعة القاهرة و

الشروع بوقف الاستيطان كحد أدنى لقبول الفلسطينيين بالتفاوض على مشروع الحل النهائي و ليس مشروع الحلول المؤقتة للدرجة التي أصبح فيها موقف الإدارة الأمريكية من السلام بالمنطقة موقفا حرجا . ولهذا جاءت الدبلوماسية الأمريكية الحالية بالمنطقة بهدف حلحلة الموقف الإسرائيلي المتصلب و تلين الموقف الفلسطيني تجاه المفاوضات من خلال حالة من الوسط و لم تعتقد بان تجد موقف الرئيس أبو مازن موقفا ثابتا لا يمكن أن يتغير تحت أي تأثير. لم يتوقف رد الرئيس عباس على السيدة كلينتون وميتشل عند هذه التفاصيل, و إنما حول الرئيس جانب كبير من اللقاء للتحدث

فيما يجري على ارض القديس من اقتحامات للمسجد الأقصى و منع المسلمين من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية إلى جانب حركات التهويد و طرد السكان الفلسطينيين المستمرة بغرض إفراغ المدينة المقدسة من محتواها العربي الإسلامي , فعندما يتحدث الرئيس بهذا يعتبر رسالة للإدارة الرئيس اوباما لتتحمل المسؤولية الكاملة لما يجري الآن في القدس و علية فان الدور الأمريكي و الدولي بات مطلوبا الآن وقبل أي وقت, على الأقل لإثبات حسن النية تجاه العدل الدولي و السلام بالضغط على حكومة إسرائيل للتوقف فورا عن ممارساتها بالقدس و الأرض الفلسطينية و الاستجابة

لنداء السلام الذي لن يستمر طويلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق