الأحد، 1 نوفمبر 2009

جلطوك ثم نعوك ....

بقلم/ سميح خلف

اخي المناضل والمفكر والصادق صخر حبش ابو نزار

هكذا هي اللعبة ، جلطوك ولعوامل كثيرة مالا يتحملها بشر ثم نعوك ، من السهل ان نصدر بيان للنعي ولكن من الصعب ان يتمسك من افتقدوك الى الصدق والوفاء الى اللبنات الاولى والانطلاقة الأولى التي من أجلها ضحّى جل أعضاء اللجنة المركزية الداخلية ، وانت في هذا القطار الذي لن ينبض يوما ً من عطاء الشرفاء .

عرفك كوادر فتح في كل الميادين الفكرية والميدانية وعرفوك أيضا من خلال نشرة رأينا بعد أوسلو ، حيث كانت جملك وكلماتك تنذر بالاجواء الوخيمة التي يمكن ان تتعرض لها حركة فتح في السنوات القادمة ، ونوهت عن ممارسات السلطة ونوهت عن سرقة السلطة للعطاء الفتحاوي وتجييره الى وظائف ورتب وراتب وكثير من الأمور تحدثت عنها .

عندما اصبت بالجلطة اخي صخر حبش قد اصيبت حركة فتح بجلطتها الدماغية الكبرى التي مازالت تعاني منها وهي تصارع الموت ، لقد صارعت الموت منذ عام 2005 عندما لم تستسيغ فقدانك للقائد ابو عمار ، وعندما رأيت عصابات الفلتان الأمني والتنسيق الأمني والاقصاءات لكوادر حركة فتح تطفو على سطح الفعل الرئاسي والحكومي في رام الله ، نعم اخري صخر حبش لست اول من يصاب بالجلطة الدماغية فهاهو اخاك هاني الحسن والذي تحدث عن الحقيقة كما تحدثت انت ورفض اوسلو كما رفضت ورفض المبندقين الذين تسلموا زمام العمل الحركي كما رفضت ، لقد طالبوا بفصل هاني الحسن لأنه تحدث بالحقائق وطالبوا بمحاكمته كما طالبوا بمحاكمة كثير من أبناء حركة فتح وشرفائها .

أتذكر اخي نزار حبش واذا اسعفتني الذاكرة الرفيق البطل القائد الفذ جورج حبش عندما اصيب بجلطة دماغية عقب اعلان نبذ الارهاب من قيادة منظمة التحرير وسؤل جورج حبش فقال" ان قيادة منظمة التحرير اصابتني بالجلطة " علما ً بأن احاديث الرفيق القائد جورج حبش وفي احاديثه الخاصة بعد منتصف السبعينات كان يقول دائما ان سياسة منظمة التحرير ستودي بي الى جلطة دماغية ، وحدث ما حدث وفقدنا القادة ومازلنا سنفقد كثير من القادة والكوادر نتيجة عوال متعددة من الأزمات التي تفتعلها قيادات فتح أوسلو وقيادات التنسيق الأمني التي سيطرت على القرار في اللجنة المركزية لحركة فتح ، أزمات يعيشها الكادر الحركي سيكولوجية ومادية وماذا بعد في الانتظار ...؟

اخي ابو نزار

مازلت اتذكر حضورك ومرافقتك لأبو عمار في عام 1986 في مقر سفارة فلسطين في عدن في لقاء مع الضباط لم نتفق معك في الطرح ولكن كنا نحترمك ومازلنا نحترمك ونقول لك الى جنة الخلد برفقة ابو علي اياد وعبد الفتاح حمود وسيد الشهداء أبو جهاد وأبو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر وابو عمار وكل شهداء حركة فتح والثورة الفلسطينية .

كانت الأمور في القوات تنبئ بأننا مقبلين على أسس يمكن انهاء حركة فتح فيها وكنا نحس بذلك لعدة اجراءات وممارسات من قيادة قوات جيش التحرير وتوجهاتها وقلنا في ذاك الوقت وموجها سؤالي للأخ ابو عمار : يا اخي ابو عمار اننا نرى في القوات ممارسات تؤكد اننا نسير في كلاسكة جيش التحرير بما له وما عليه ونبتعد كثيرا ً عن مناسك الثورة والثوار والامور في القوات في وضع محرج وحركة فتح في وضع محرج ....لماذا يا اخي ابو عمار اذا كانت هناك معطيات اقليمية ودولية تفرض علينا كلاسيكية الجيش فلماذا لا نقول انه جيش تحرير فلسطيني ثوري ؟ وضع خط احمر يا اخ ابو عمار على ثوري ولماذا يا اخي ابو عمار لا تبطق الثورة الفلسطينية مسألة العنف الثوري اريد اجابة منك ايها القائد ...؟

قال ابو عمار مترددا ً ومتلعثما ً : لا اريد ان اجيب على هذا السؤال كي لا تفهموني خطأ ولكن اترك الاجابة الى اخي صخر حبش :

قال اخي صخر حبش" يا اخي سميح نحن لا نخضع لنظريات مستوردة ولنا تجربتنا المستقلة ونحن نعلم متى نستخدم العنف الثوري ومتى لا نستخدمه ونحن ايضا نعرف متى نثور الجيش فأرجو ان تقتنعوا بأن لنا تجربة يجب ان ننميها خارج المفاهيم الاخرى للثورات .

طبعا اجابة لم تقنعني ولم تقنع بقية الضباط الذين كانوا يعانون من ممارسات قائد القوات وعبد الرزاق المجايدة في تونس ولذلك قلنا اننا نذهب الى الهلاك ثم الى الهلاك ....قال لي مسؤول العمليات في القوات في ذاك الوقت بركة ابو عريبات يا اخي سميح ما هذه الجراءة التي تحدثت بها ..وفي حد يقول هذا الكلام للأخ ابو عمار ؟ سأقول لك لن تجد خيرا ولن تأخذ رتبك العسكرية بعد اليوم ..؟؟!!!

رحمة الله عليك اخي المناضل والمفكر الثوري الكبير صخر حبش أبو نزار فأنت ذهبت ومازالت الجلطة الدماغية تعاني منها حركة فتح وربما الاجراءات الأخيرة بالانقلاب االأمني في اللجنة المركزية لحركة فتح وسيطرة عسكر الأمن على اللجنة المركزية هو اعلان الوفاة في نفس اليوم او قبلها بيوم من مضيك الى خالقك فلك التحية والرحمة ولكل الشهداء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق