الأحد، 1 نوفمبر 2009

تحية لثورة نوفمبر

اللجنة الإعلامية لاحتفالية القدس

عاصمة الثقافة العربية في الجزائر

لا تكتمل الرواية التاريخية أبداً, تبقى الشواهد ناقصةً ما نقصت رواية أيٍّ من الشهود, فكيف يمكن استنطاق الشهود على لحظاتٍ لم يشهدها إلا هم في لحظة الشهادة والاستشهاد, لكنها تبقى لحظاتٍ متخيَّلة تردف الوجدان بالجلال والزاد الضروري لإشعال جمرة الثورة وإضاءة الدرب,

وقد كان تفجير الثورة في الفاتح من نوفمبر عام أربعة وخمسين علامة فارقةً مستضيئةً بوهج أرواح الشهداء حتى ذلك الحين, ومضيئةً بأرواح شهدائها دربها ودرب الساعين إلى الانعتاق في كل حين,

وليس من رسالة أبلغ من بذل أغلى ما يملك الإنسان, نفس الإنسان, أما وقد اختاروا الموت فقد مُنحوا الحياة, مُنحوها بثمرة تضحيتهم وسريان حيواتهم في الحياة وتجسّدها حريةً في الحياة الدنيا, وخلوداً عند واهب الحياة "ولا تحسبنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون",

وقد كان الرجال الذين فجروا الثورة يدركون أنّها مفروشةٌ بسيل الشهداء وورد أرواحهم, ولم يكن سهلاً اتخاذ مثل هذا القرار, الذي استحقَّ التحية والإكبار في كلّ قارّات الأرض, وسيظلُّ محلّ إكبارٍ وأنموذج تحرير للإنسان على مدار الزمان, تحية إكبارٍ لِمفجري ثورة الجزائر ولمجاهديها, والحياة والخلود لشهدائها الأبرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق