الأحد، 1 نوفمبر 2009

مرة أخرى زعيق بعض جرائد الرصيف

- مقالات صحفية أم محاضر للشرطة القضائية ؟-

تقديم لا بد منه:

إن كل متتبع للوضع السياسي بالمغرب سيدرك حقيقة مفادها هي مصادرة أبسط الحقوق في التعبير وفي ممارسة العمل النقابي والسياسي, فكل تحرك للفئات المضطهدة يقابله بالضرورة قمع دموي شرس لا يستثني أحدا , فمن نضالات العمال وانتفاضات الفلاحين إلى إضرابات الطلبة والتلاميذ والمعطلين والوقفات الاحتجاجية للأطباء وموظفي النقل ...دون أن ننسى معاناة بعض الجرائد والمجلات فكم من مقال وكم من كاريكاتير أدى بأصحابه إلى قاعات المحاكم والغرامات المالية الخيالية بل أكثر من ذلك فقد تصل إلى إغلاق مقرات الجرائد وتجميد أرصدتها البنكية وما حادث "اغتيال" جريدة " أخبار اليوم " إلا دليل على ما نقول . ففي الوقت الذي تتعرض فيه مجموعة من الأصوات الحرة للقمع وللمحاكمات وفي الوقت الذي تغتال فيه الجرائد ويحاكم الصحفيين نجد بعض أصحاب المهنة ممن يدعون أنهم مستقلون وينشرون الحدث كما هو و"يناضلون" من أجل حرية التعبير هذا "النضال" الصريح الذي عبر عنه الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحفيين يونس مجاهيد والذي طالب بوضع ميثاق شرف بين الصحافة والدولة من أجل احترام حرية التعبير من طرف الثانية وعدم تطاول الأولى على "رموز ومقدسات البلاد " في إلقاء صريح للوم على بعض الصحفيين والجرائد التي تتجاوز " الخطوط الحمراء " ومحاولة وضع خطوط حمراء داخل خطوط حمراء؟! و المزيد من تضييق الخناق على بعض الجرائد وتصفية ذاك النزر القليل والقليل جدا, والذي حصن بالدماء وبقرون من السجن هذا هو الوضع الذي تعرفه الصحافة بالمغرب وبهذا الصدد سنورد بعض الإحصائيات الصادمة التي لن نجد غيرها في العالم سوى بالمغرب. فمن فاتح غشت 2009 إلى حدود منتصف أكتوبر من نفس السنة , أكثر من 15 محاكمة تعرضت لها جرائد ك: أخبار اليوم , المشعل , الجريدة الأولى , نيشان, الأيام ...أي بمعدل خمس محاكمات في الشهر . إن هذا الواقع الذي يفقأ الأعين يستدعي بكل حزم النضال ورفع مطلب الحق في التعبير والحرية السياسية قبل كل شئ , وليس وضع المواثيق السالبة للحرية المكرسة لواقع الظلم والمنع .

بعد هذا التقديم الموجز سننتقل إلى زعيق بعض الجرائد الصفراء وعلى رأسها المساء, الصباح, والأحداث المغربية والمنعطف بصدد الأحداث" التي عرفتها كلية الحقوق بمراكش والمتمثلة في اعتقال 6 رفاق ثلاثة منهم في حالة سراح وثلاثة في حالة اعتقال وهم : الرفيق يونس السالمي, ناصر احساين وعبد الحق الطلحاوي على خلفية دفاعهم عن حق أبناء الشعب المغربي في تعليم مجاني ونضالهم إلى جانب الطلبة المطرودين . وقبل الخوض في الموضوع لا بأس أن نذكر ولو بشكل موجز بالمعركة التي اعتقل على خلفيتها الرفاق الست , فبعد بداية الموسم الجامعي الحالي 2009/2010 ونظرا للإشكالات التي تعج بها كليتي الحقوق والآداب والحي الجامعي وعلى رأسها تسجيل الطلبة الجدد بالحي الجامعي وكذا الطلبة المطرودين بكلية الحقوق خاض مناضلو النهج الديمقراطي القاعدي العديد من المعارك من أجل إسكان الطلبة الجدد بالحي الجامعي هذه العملية التي تكللت بالنجاح وتم إسكان أزيد من ألف طالب وطالبة , أما من داخل كلية الحقوق وعلى اثر بنود التخريب والتي تهدف إلى طرد ما يمكن طرده من أجل تفريش الأرضية لخوصصة التعليم . خاض المناضلون والجماهير الطلابية اعتصاما مفتوحا أكثر من شهر تخللته العديد من الأشكال النضالية (مقاطعة الدروس, تظاهرات , إضرابات عن الطعام احتجاجية تضامنا مع المعتقلين السياسيين ) فبعد سلسلة من النقاشات مع الكاتب العام للكلية وبعد الضغط الجماهيري سترضخ إدارة الكلية إلى الجلوس على طاولة الحوار , هذا الأخير الذي تم بين أوطم كممثل للطلبة والطالبات ولجنة إدارية مكونة من ثلاث أساتذة رؤساء المسالك والكاتب العام ومجموعة موظفين مسؤولين عن الشؤون البيداغوجية وموظف آخر من الإدارة وقد تم الحوار في جو مسؤول وديمقراطي وتم إعطاء العديد من الوعود بصدد تسجيل الطلبة المطرودين وذلك بطبيعة الحال في غياب عميد الكلية الذي لا يطيق الحوار مع الطلبة ويرفض استقبالهم , لكنه بالمقابل يستقبل رجال المخابرات , ويقضي جل وقته بولاية الأمن لدرجة أن هذا السيد لا يتواجد بمكتبه ولا يعرفه الطلبة ويدعي أن المناضلين والطلبة احتجزوه بمكتبه ( ربما بمكتبه في ولاية الأمن) !! .

فكيف تعاطت بعض الجرائد مع اعتقال الرفاق الستة ؟ هذه الجرائد التي لا تفعل شيئا في الآونة الأخيرة سوى تحرير مقالات صحفية على شاكلة محاضر الشرطة القضائية ليس وفقط في حق الطلاب بل في حق جميع من يرفضون واقع الظلم والاضطهاد , ولم تستثني حتى بعض الصحفيين الشرفاء الذين يتعرضون للمحاكمات , فأصبحت تهاجم الجرائد الأخرى ويتهموا أصحابها بتهم أكثر مما تتهم بها الشرطة القضائية والمخابرات , ولنا في ما يكتبه رشيد نيني مثال ساطع فافهم إن كنت قادرا على الفهم!! فبتاريخ 19/10/2009 نشرت جريدة المساء في عددها 957 مقالا اختارت له عنوانا بالخطوط البارزة الحمراء " العنف الطلابي يضرب جامعة القاضي عياض من جديد " وقد اختار صاحب المقال وهو عزيز العطاتري عنوانا ثانويا سماه "مواجهات عنيفة بين الطلبة رجال الأمن تسفر عن اعتقال سبعة طلبة " فكل متتبع للوضع من داخل كلية الحقوق سيقرأ هذا العنوان سيظن لا محال أن المقال هو بصدد انتفاضة 14 ماي 2008 لكن ستصيبه الصدمة إذا قرأ المقال سيجده محضر من محاضر الشرطة القضائية وسيجده يتكلم عن "مواجهات " وهمية ينشرها لعطاتري لكي يبرر اعتقال المناضلين , بل أكثر من ذلك فهو ينسب إلى الرفاق تهم لم تنسبها إليهم حتى النيابة العامة من قبيل احتجاز فتاة وتهديدها بالقتل , ويتهم كذلك أحد الرفاق بإضرام النار يوم 14 ماي الماضي علما أن الرفيق لا علاقة له بذلك وحتى الرفاق الذين توبعوا بهذه التهم برأتهم المحكمة من بعد ونجد هذا " الصحفي " لم يبرأهم بعد , فالعطاتري يسير على نهج مديره في الجريدة رشيد نيني الذي لا تختلف مقالاته عن تقارير المخابرات ورجال الشرطة , والأكثر من ذلك فالعطاتري يطلق نداءا مضمونه هو المزيد من الاعتقال والمزيد من القمع وكي لا نتهم أننا ننسب له الكلام فللنصت جيدا إلى ما كتيه في مقاله هذا : " ويؤشر هذا الحدث (أي اعتقال الرفاق) الأول خلال الموسم الجامعي على بوادر التصعيد من المرتقب أن تكون جامعة القاضي عياض وتحديدا كليتا الحقوق والآداب مسرحا له , في وقت يضع فيه الموسم الدراسي الجامعي رجله الأولى على طريق سنة بيضاء إذا لم يوضع حد لهذه الأحداث " فما معنى "وضع حد لهذه الأحداث"؟ وعن أي أحداث يتكلم هل نضال الطلبة من أجل حقوقهم النقابية والسياسية الذي يسميه " عنف طلابي " ( فما أحلى هذا العنف الذي نتبناه حتى النخاع ) أم اعتقال المناضلين وترهيب الطلاب , طبعا إنه يبارك الثاني ويجرم الأول .

أما جريدة الأحداث المغربية , فلم تخرج عن نهجها القديم نهج السيد محمد البريني وذلك في إطار خطة الشيخ يونس مجاهيد أي المزيد من تقديم التنازلات والهجوم على نضالات الشعب المغربي والابتعاد أكثر ما يمكن عن " الخطوط الحمراء " ففي مقال نشر بنفس الجريد بتاريخ 19 أكتوبر 2009 العدد 3865 وهو مقال للسيد إسماعيل احريملة ,ا لذي وضع له عنوان " اعتقال طلبة بمراكش هددوا عميد الكلية بالقتل ابتدأه بتصريح لعميد كلية الحقوق فلنستمع لكلام العميد قبل نقاش المقال : " لقد حولوا الكلية إلى سجن كبير نحن فيه السجناء وهم الجلادون , لم نعد نأمن لا على أرواحنا ولا على أرواح 9000 طالب يتابعون دراستهم بالكلية , مما اضطر معه بعض الآباء خوفا من مغبة التسيب إلى تنقيل فلذات أكبادهم صوب مؤسسات جامعية أخرى ."انظروا إلى كلام هذا العميد الوديع !! تبا لهؤلاء الأشرار وهؤلاء الجلادين الذين حولوا كلية الحقوق إلى سجن كبير ولكن من هم هؤلاء الأشرار والجلادين بطبيعة الحال السيد العميد يقصد الطلبة والموظفين. إن كل متتبع ولو من بعيد لأوضاع كلية الحقوق سيستغرب كثيرا لهذا التصريح البليد ! فمن المسؤول عن تحويل كلية الحقوق إلى سجن كبير ! إنه بدون منازع عميد الكلية صاحب التصريح نفسه , ويكفي أن يتجول المرء بكلية الحقوق وسيدرك هذه الحقيقة بسهولة , وسنورد حدث ظريف وقع مع أحد المناضلين عندما سأله أحد السياح الألمان قائلا : " لم أر في حياتي سجنا بجانب كلية الآداب " وحينما رد عليه المناضل : " هذا ليس سجنا بل كلية الحقوق " اندهش السائح الألماني قائلا: "كلية الحقوق بباب حديدي واحد وأسوار عالية مسيجة بقطع الزجاج !! عندنا في ألمانيا الجامعات تمر من وسطها الشوارع والطرق السيارة وليس بها مثل هذه الأسوار ...طبعا فقط في السجون " إن هذا الحدث الطريف يبين ما مدى معاناة كلية الحقوق مع هذا العميد فلنطرح سؤال مع هذا الصحفي النجيب ومع العميد طبعا من حول عدد الطلاب بكلية الحقوق إلى 9000 طالب مع العلم أنه إلى حدود سنة 2007 كان عدد الطلاب 12000 واليوم أصبحوا 9000 طالب واليم أصبحوا 9000في ظرف ثلاث سنوات طرد 3000طالب , بالمناسبة فسنة 2007 هي السنة التي عين فيها السيد زنطار عميدا للكلية , إذن من هو الجلاد ؟ فهذه ليست المرة الأولى ففي سنة 2008 رفع دعوى قضائية ضد ثلاث مناضلين اعتقلوا يوم عيد الأضحى من منازلهم والتهم نفسها محاولة قتله والتهديد بتصفيته . وهم بدورهم تمت تبرئتهم منه هاته التهم ونجد السيد إسماعيل احريملة يتناقض مع نفسه كثيرا ففي العنوان يؤكد على اعتقال طلبة وفي المقال يقول أنهم لا علاقة لهم بالجامعة وبالقطاع الطلابي فالسيد وضع العنوان والمقال وضعته له الشرطة القضائية ولن نستغرب حينما نعلم أن السيد يفتخر بأن مصادره الوحيدة للمعلومات هي كوميسارية جامع الفنا فانظروا أين تضعضعت مهنة شريفة كالصحافة .

ودون التطرق إلى الجرائد الأخرى كالصباح أو المنعطف اللتان لم يخرجا عن هذا الإطار سوى بشئ واحد هو إذا كانت المساء و الأحداث المغربية اعتبرتا المعتقلين طلبة فالصباح نفت المسألة وأكدت أنهم " أشخاص مشتبه فيهم " تورطوا في إحراق الحي الجامعي

فإذا كان "القضاء" قد برأ الرفاق فهذه الجرائد الوضيعة لم تبرأهم بعد . فكما يقول الرفيق انجلز " لكل فئة ولكل طبقة أخلاقها الخاصة في النضال " .

فمزيدا من تعرية خونة الشعب المغربي

مزيدا من فضح كل المؤامرات التي تحاك ضد نضالات الشعب المغربي.

مجموعة *زهرة بودكور*

مجموعة *عبد الحق الطلحاوي*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق