الأحد، 1 نوفمبر 2009

فضيحه زيدان ومانحو جائزه عزازيل


بقلم رفيق رسمى

حتى لانكون متجنيين اليكم بعض الحقائق ليحكم الجميع بانفسهم فى موضوع يوسف زيدان وجائزته التى حصل عليها من وعن عزازيل...

اولا : الجوائز ليست دليلا او برهانا على اصاله الابداع وجودته وبخاصا فى منطقتنا العربيه وبأخص الخصوص فى الدول الأسلاميه، فهناك دائما وابدا اشياء و ظروف ومؤثرات وملابسات وعوامل وسياسات واهواء تحرك نفوس لجان التحكيم فى اطار الاهداف غير المعلنه على الجماهير ، فالبعض يتوهم ويفترض ببرائــه وسذاجه متناهيه ان الامور تسير بموضوعيه وحياديه تامه ومطلقه كما يحدث غالبا و(ليس دائما ) فى الدول الغربيه...

ولكن بكل اسف هذا ما لايحدث على الاطلاق على ارض الواقع فى عالمنا العربى والاسلامى فى كافه المجالات بلا استثناء ، فالمفروض شىء والذى يحدث فعليا وعمليا شىء اخر مختلف كل الاختلاف ، ( فالينبغيات )(اى ماينبغى ان يحدث) شىء مستحيل التحقيق فى واقعنا الفعلى العملى فى دولنا العربيه ، فالانسان فى اى زمان و مكان ومهما كان هوكائن غير موضوعي على الاطلاق وغير محايد دائما وابدا وان حاول ان يثبت موضوعيته وحياده بكافه علوم المنطق ، وبكل الادله والبراهين العقليه ، فالاهداف والمصالح الشخصيه والجمعيه ( اى مصالح الجماعه التى ينتمى اليها ) هى فوق كافه المعاييروالاعتبارات بلا ادنى منازع ، بل قد تطوع الآيات الدينيه لصالح الفرد او جماعته فى احيان كثيره جدا ، وتصبح الحياديه المطلقه ضربا من ضروب الخيال ، وصفه غير ملازمه على الاطلاق للجنس البشرى مهما كان ، فلن ندخل فى الضمائر بل سنضع بعض الحقائق لنحاول ان نستقرأ الواقع وعلى أى أساس تم تقديم الجائزه لزيدان...

ثانيا : ، تقد م للمسابقه 131 رواية ليقرأها كل عضو من اعضاء لجنه التحكيم( الخمسه ) فى مده 103 يوم، وبحسبه بسيطه وعلى افتراض ان عدد ساعات العمل ثمانيه فى اليوم ، اذا استثنينا عدد ساعات النوم والراحه والطعام والشراب وخلافه . يكون العدد الفعلى هو 3/1 من 103 يوم اى حوالى ثلاث ساعات قراءه لكل روايه وهذا يحتم قراءه الروايه المقدمه لمره واحده فقط لاغير( بالعافيه ) وهذا لايكفى على الاطلاق للحكم على عمل ابداعى والذى لابد على الاقل قراءته ثلاث مرات قراءه متأنيه فاحصه متعمقه ، فالقراءه الاولى دائما ماتكون انطباعيه والثانيه تأمليه والثالثه نقديه وعلى اساسها يكون حكمه، فاين الوقت للقراءه المتفحصه المتانيه لايوجد على الاطلاق...

وعلى افتراض جدلى انهم فى معتقل كامل للعمل و للقراءه فقط لاغير دون ايام اجازات اسبوعيه او مرضيه او للراحه والترفيه عن النقس ، ودون التزامات عائليه او اسريه او اجتماعيه ،ودون التزامات باى اعمال اخرى ، ، لكن لنفترض انهم قاموا بقراءة بعض من هذه الاعمال قبل المسابقة لكن كم سيكون عدد تلك الاعمال ؟؟ لأنها صادرة منذ اقل من عام واحد فقط على الاكثر قبل المسابقه وأكيد لم يصل الي اعضاء لجنه التحكيم الا اقل القليل منها وخاصا انهم كانوا غير مكلفين بقراءتها قبل المسابقه ولديهم من المشاغل مايكفى ، هذا بالأضافة إلى انهم قد يقرؤن اعمال من أهداها اليهم من أصحابها من الطائفه المقربه اليهم ، وجميعنا بشر حيث ان العلاقات الاجتماعيه لها تاثير عاطفى حتمى على الانسان سو اء سلبا او إيجابا ، اذاً الوقت قصير للغايه وغير كافا حتى ولو تفرغوا تفرغا تاما وكاملا ، هذا واذا عرفنا انهم اصلا لم يكونوا متفرغين بل لديهم أعباء أخرى جسيمه و كثيره للغايه وعديده هى أعمالهم الاصليه التى يتربحون ويتعيشون منها ، ولجنه البوكر تلك هى مجرد وقت مستقطع مؤقت أضيف الى الاعباء الجسام التى على كاهلهم فعلى سبيل المثال لا الحصر...

1- الدكتوره يمنى العيد ( حكمت المجذوب الصباغ الحكيم ) لبنانية ، رئيسة لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام تعمل أستاذة في كلية الآداب قسم اللغة العربية بالجامعة اللبنانية .وأيضا تعمل أستاذة زائرة في السوربون منذ عام في عام 1996 ، وعضوة هيئة تحرير في أكثر من مجلة فى الوطن العربى...

2- الاستاذ ( فخرى صالح) عضو لجنة التحكيم - أردنى.و فى نفس الوقت الذى كان عضوا للتحكيم فى تلك الجائزه ، كان عضو فى جائزة اخرى كانت تقيمها الجامعة الأمريكية فى الاردن ، مما يعنى ايضا انه لابد ولازم وضرورى وحتما ان يقرأ الأعمال المشاركة فى المسابقه االاخرى بالاضافه الى عمله الاصلى كناقد وصحفى فى العديد من المجلات الادبيه والنقديه فهو اسم مرجعيّ في مجال الأدب العربي المعاصر...

3- رشيد العنانى من مصر، وهو يعمل حاليا أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة أكستر البريطانية ، ومدير ''معهد الدراسات العربية والإسلامية'' فيها ، وهو الذى استقال بعد فوز زيدان معترضا على قرار اللجنه...

4- محمد المرّ الكاتب والصحفى الإماراتى. ونائب رئيس ''هيئة الثقافة والفنون في دبي'وقد تم اختياره لان الجائزه مقامه ومموله من دوله الامارات من الملياردير (أحمد علي الصايغ ) رئيس مجلس اداره العديد من المشروعات الاستثماريه العملاقه...

5- هارتموت فندريش المترجم للأدب العربى. المانى من ام يهوديه اما جمانة حداد المديرةً الاداريةً للجائزة فهى رئيسة تحرير مجلة "جسد"، و مسؤولةً عن الصفحة الثقافية في جريدة النهار اللبنانية، وهى علمانيه وتفتخر بذلك وتجاهربه فى كل مكان وتعتبره قمه التحرر ، اما جوناثان تايلور ، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية ، ومؤسسة جائزة بوكر البريطاني، للسنة الثانية على التوالي ،فهو معروف لدى الجميع انه يميل بشده الى دوله اسرائيل.

ثالثا : أسماء لجنة التحكيم، كانت محل سخط من جميع الشعراء والادباء فى الوطن العربى الذى اكد غالبيتهم أن لجنة التحكيم تبدو أصغر مما ينبغى ( خمسه افراد فقط ) ولم يتم اختيارهم بموضوعيه على الاطلاق بل لأهداف اخرى ، فيجب ان يكون هناك على الاقل أحدى عشر محكما كي نصدق أن هناك موضوعيه كما يحدث فى الجوائز العالميه الاخرى المشابهه...

رابعا : البعض لا يعرف أن هناك روايات تم استبعادها حتى قبل تصفح صفحاتها الأولى والسبب الموضوعى النزيه المحايد هو انها روايات غير جيده على مستوى الإخراج الفني وبها أخطاء فى الطباعية ،اذا لم يتم الحكم على مابداخلها من ابداع ولم تقرا من الاساس بسبب دور النشر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟،

فما ذنب المبدع الذى لايجد دور نشر محترمه تحترم ابداعه وتنشره بشكل جيد حتى لاتؤذى عيون لجان التحكيم . أهناك نزاهة وحياديه أكثر من ذلك؟ فعندما يكون دور النشر لها دور جوهرى فى منح الجائزه وعامل مهم للغايه موثر على اخذ القرار باصاله وابداع المبدع ....

يالها من موضوعيه مطلقه ...

فبماذا نسمى جائزه مثل هذه ؟؟؟ هذا بالاضافه الى ان المحكمين ينحازون إلى القيمة المضافة للكتاب اى ينحازون إلى التراكم الكمى والعددى له ، لذا جعلوا الجائزه ليست جائزة رواية واحدة بعينها وهذا من اهم عيوبها كما اتفق على ذلك كافه النقاد لانها عكس النسخة الأصلية من البوكر البريطانية التى تنحاز للإبداع الجيد ة، حتى وإن كان العمل الأول للكاتب،

خامسا : تعالوا نتعرف على الروايات الخمس الاخرى التى وصلت الى المرحله قبل النهائيه و ُُكتابها لنعرف لماذا تم اختيار عزازيل ؟

محمد البساطي - وروايته "جوع " "من مصر" تولى رئاسة قسم اللغة العربية بالازهر وجامعه الملك فيصل فى السعوديه وعضو رابطه الادب الاسلامى ، ،و جوع » هي تعبير عن الوضع العربى والاسلامى القائم من جوع فى كل شى جسدى ومعنوى وروحى ومعلوماتى وهو يكتب عن المهمشين الذى عاش بينهم ، البساطي يعد أغزر كتاب الستينات في مصر إنتاجا، وقد فاز بالعديد من الجوائز الاخرى . ( اذا هو ينتقد الوضع العربى الاسلامى ) ...

وروائي من سوريا هو - فواز حداد - وهو من القمم الابداعيه العربيه فى العالم العربى وروايته "المترجم الخائن" المترجم الخائن) دفاع عن الثقافة واستقلاليتها إزاء الأنظمة العربيه الاستبداديه والسلطات الديكتاتوريه والمجتمع تتكلم عن الفساد الذى فى الواقع العربى " وقد اعتبره الكثير من النقاد علامة فارقة في المشهد الروائي السوري.

الحبيب السالمي " أحد أهمّ الروائيين التونسيين المعاصرين . بروايته "روائح ماري كلير التى تحمل فكرة الزوال والغربة وفساد العالم، من خلال تطوّر قصة عاطفية في كل مراحلها بين رجل.تونسي و امرأة فرنسية ، السالمي لفت نظر النقاد والمتابعين منذ بداية مسيرته التي اشتملت على ست روايات ومجموعتين قصصيتين

الروائي الفلسطيني إبراهيم نصرالله وروايته التي حملت عنوان "زمن الخيول البيضاء وهو ". من مواليد عمّان، الأردن، من أبوين فلسطينيين ، ثم عمل مستشارا ثقافيا ، ومديرا للنشاطات الأدبية فى الاردن. تفرغ بعد ذلك للكتابة. نال سبع جوائز على أعماله الشعرية والروائية ...

"الكاتبة العراقية إنعام كجه جى" وروايتها الحفيدة الأمريكيةلكن دعنا نتسائل ماقيمه ابداع مثل تلك الروايات ؟ وماذا ستضيف للجائزه اذا تم اختيارها ؟ وماذا ستضيف للعالم العربى والاسلامى فى وضعهما الراهن المخزى والمأسوى ؟ وخاصا انهما يواجهان هجمه شرسه من الغرب والعالم الحر ؟ لعلهم ارادوا ان يستثمروا الروايه لرد الصاع الى النصارى العرب وبخاصا الارثوذكس ؟ والا ستمر جائزه البوكر هذا العام ايضا مرور الكرام ولن يسمع عنها احد ولا من فاز بجائزتها كما حدث فى العام السابق ولم يسمع احد عن الكاتب بهاء الطاهر الذى فاز بها العام الماضى ...

سادسا : وباستعراض القائمة الطويلة للجائزة، نجد أن هناك أسماء كانت مرشحة وبقوة للمنافسة، ولكنها خرجت من السباق، وأول هذه الأسماء ( إبراهيم الكونى ) الأديب الليبى المعروف الذى يصفه النقاد الذين لهم ثقل كبير جدا فى الساحه الادبيه خروجه بالمفاجأة الكبرى غير المتوقعة والصدمه القويه المزلزله ، لذا هاجموا الجائزة بضراوة وقسوه شديده ، مؤكدين أن استبعاد الكونى يعنى أن لجنة التحكيم لاتعرف أى شىء عن الأدب العربى، واكدوا على ان الانحياز إلى التوزيع الجغرافى لفئه معينه من المبدعيين ( يقصدون المصريون فالفائز هذا العام والعام السابق مصريان ) إنما هو ضار بها...

صدم الجميع فى الجائزه ولجنه التحكيم ، واكدوا أنه بعد خمس سنوات لن نتكلم عن البوكر العربية إلا من الناحية المادية فقط، ولن تعنى شيئاً أدبياً ، فمانحو الجوائز يفكرون بطريقة بعيدة تماما عن الأدب والابداع فيه"، وبوصله منح الجائزه تتحرك فى اتجاهات محدده بقوه خفيه ولا يعرف احد اهدافها التى تريد تحقيقها ، فليس هناك حياد، وإنما هى لعبة الجوائز تمنح لأسباب غير المعلنه فهم يعرفون جيدا ماذا يريدون، والا بماذا يفسر موقف الاستاذ الدكتور المصرى رشيد العنانى عضو لجنة التحكيم. الذى استقال بعد اعلان فوز زيدان فهل نفهم شى من هذا ؟؟؟.

سابعا : 'لقد حققت جائزة بوكر العربية نجاحاً اعلاميا لافتاً هذا العام، وأصبحت أكثر قدرة على تحقيق الهدف وهو زرع النزاع الطائفى بين الاديان السماويه وتمزيق النسيج الواحد للوطن العربى ، ياترى هذا لمصلحه من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل هناك دولا تسعى بقوه الى ذلك منذ عقود طويله وتدفع من اجل هذا الهدف مليارات الدولارات وليس فقط مئه وخمسين الف دولار ، خمسين تنظيم ولجان تحكيم و خمسين للخمسه الفائزون فى الصف الثانى وخمسين هو ما يحصل عليه الفائز الاول بالاضافه الى ترجمه روايته الفائزه الى لغات اجنبيه عديده ،. فهل يريدون نشر فكر معين غير الابداع يدافعون به عن دينهم بالانتقاص من اديان الاخريين محاوليين بذل كل جهد ووقت ومال ومعرفه للصق كل نقيصه بالآخر حتى يعلوا شـأنهم ، ام يريدون الصرع بين اصحاب الاديان فى الوطن الواحد ؟ ام يريدون جر الجميع الى ترك الاديان والكفربها ؟؟ ...

هذا هو قمه الابداع العربى واصالته ...يتبع فى الجزء الرابع نقد الروايه والجزء الخامس والاخير ما بعد الفوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق