الأحد، 1 نوفمبر 2009

"وعد بلفور" المشؤوم على كاهل ضمير بريطانيا

· وعد بلفور أساس الجريمة التاريخية التي حلت بوطن وشعب فلسطين، وأثقل على الضمير البريطاني بلطخة سوداء

· إعادة الاعتبار للضمير الإنساني تبدأ بالتحرير من الاحتلال والاستغلال وتطبيق قرارات الشرعية ذات الصلة

صرح مصدر إعلامي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بما يلي:

يتحمل الضمير البريطاني بالذات، تبعات ومظالم وعد بلفور المشؤوم، وما حلّ بالشعب الفلسطيني ووطنه وقضيته. وهو المعني الأول بتصحيح الخطيئة التاريخية، البقعة السوداء التي أثقلت على ضميره، بمجموع ما حلَّ بالشعب الفلسطيني من اقتلاع وتهجير وسفك دماء وتطهير عرقي. إن البداية للمصالحة مع الذات البريطانية والتاريخ هي بالعمل على رفع المعاناة الراهنة للاحتلال المروع ورفع ظلم مجمل الأوضاع الاستعمارية القاسية ومعاناتها التي يعيشها الفلسطينيون بسببٍ من ظروف الاحتلال الصهيوني، والآثار المدمرة للجدار العنصري الفاصل، ونقاط التفتيش على حياة الفلسطينيين، التي تصدم كل ضمير إنساني حي وخاصة في الضفة الفلسطينية، والحصار البربري المضروب على قطاع غزة، وصولاً إلى ازالة الاستيطان والاستعمار.

تستطيع بريطانيا ومعها الاتحاد الأوروبي أن تتجاوز ذلك بالدفع نحو الخلاص الفلسطيني من الاحتلال، بدلاً من اقتصار مهمة مبعوث الرباعية الدولية توني بلير، القائمة على تحسين الجوانب الاقتصادية والمؤسساتية الفلسطينية والتي تستعصي منطقياً مع بقاء الاحتلال، فالعلة الأساس هي الاحتلال للحالة والمعاناة والمحارق الفلسطينية. ويبدأ الأمر بالدعوة إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، وفق مرجعية القرارات الدولية كلها، ومواجهة الهروب "الإسرائيلي" من التسوية المتوازنة.

إن التغيّرات العميقة في الوضع الوطني الفلسطيني ـ الاجتماعي، تبدأ أولاً بالسياسي الذي من شأنه أن يبدأ بالتحرير من الاحتلال والاستغلال، وهو ما يدفع بالدور الأوروبي والبريطاني منه بالذات أن يكتسب مصداقية، بديلاً لكارثة وعد بلفور، ووعود المراثي والمآسي الإنسانية. ويبدأ بالأمر الملموس بمواجهة التعنت الإسرائيلي ـ الأمريكي في مواجهة القانون الدولي ولائحة حقوق الإنسان تحت الاحتلال، التي يقشعر لرؤيتها بدن التمساح، فالمطلوب قدر من الاستقلالية، والتوازن في الموقف والدور .

ونناشد هنا أيضاً قوى الحرية والانسانية والمنظمات الحقوقية العالمية إلى ضرورة بذل الجهود النبيلة ورفع الصوت لإخراج آلاف الأسرى، من سراديب المعتقلات الصهيونية، وانتهاكاتها الفظة لحقوق الإنسان إلى شمس الحرية، والحق عبر العدالة الدولية؛ والحق في الاستقلال السيادي الكامل عبر قراراتها؛ وحتى يتوقف نزيف الدماء، ومحو مشهد الأطفال الذي يموتون إما بالرصاص الإسرائيلي، أم بذواء الحصار والجوع.

فالمطلوب استدعاء قدر كافٍ من الشجاعة والضمير الإنساني، وبالذات من أولئك الذين يرفعون الرسالة المفعمة بالإيمان الإنساني؛ بحق الإنسان بالحياة الحرة الكريمة في وطنه.

الإعلام المركزي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق